بريطانيا.. صلاة مسيحية في السينما

05 ديسمبر 2015
رغم الصلوات بالسلام، الأمن حاضر بقوة في بريطانيا(Getty)
+ الخط -
لم تقتصر ردود فعل بريطانيا على الشارع والحكومة، بعد هجمات باريس الأخيرة التي أودت بحياة 130 شخصاً وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنها، بل تخطّت ذلك لتظهر إلى الواجهة "كنيسة إنجلترا".
ولا يخفى على أحد أن دور الدين في بريطانيا ودول الغرب بشكل عام، يبقى محصوراً في نطاق ضيّق ضمن الكنائس. وذلك بعد أن عانت تلك البلاد الأمرّين من تدخّل رجال الدين في أمور الناس على اختلافها مئات السنين، واستغلال الدين لمصالح خاصّة.
اللافت انشغال وسائل الإعلام البريطانية، منذ أيّام بمسألة، اقتراح "كنيسة إنجلترا" الذي قضى بتقديم إعلان ديني أو صلاة في صالات السينما مع اقتراب حلول أعياد الميلاد ورأس السنة.
اقترح جاستن ويلبي، رئيس أساقفة كاتدرائية كانتربري، أحد أقدم وأشهر المعابد المسيحية في إنجلترا، أن تقدّم السينما صلاة لا تتجاوز مدّتها الدقيقة في بداية عرض فيلم، " Star Wars: The Force Awakens"، وذلك ابتداء من 18 ديسمبر.
بيد أنّ الاقتراح قوبل بالرفض، ما أثار غضب "كنيسة إنجلترا" التي هدّدت بملاحقة السينما
بتهمة التمييز الديني. ويتضمّن الإعلان الديني، رئيس الأساقفة وهو يصلّي مع جموع المصلّين.
اعترضت السينما على الاقتراح، باعتباره مناقضاً لسياستها، وقد يسيء إلى بعض المشاهدين. وبرّرت وكالة السينما رفضها أنّ أي إعلان ينبغي أن يتجنّب المسائل السياسية والدينية. وأكملت أنّ بعض الإعلانات قد تؤذي مشاعر الآخرين عن غير قصد أو عن قصد، خصوصاً أولئك الذين يؤمنون بديانات مختلفة أو لديهم توجّهات سياسية أخرى.
في المقابل، قال ويلبي رئيس الأساقفة، إنّ بلايين الأشخاص حول العالم يتلون تلك الصلاة يومياً، وإن كثيراً منهم يشعر بالراحة، خصوصاً بعد اعتداءات باريس وحاجة الناس للصلاة.
وأكمل، ويلبي، أنّ اعتداءات باريس جعلته هو ذاته يشكّك في وجود الله، ووضعت ما يشبه ثغرة في درعه وإيمانه الديني لفظاعتها وتركته في حالة من الحزن العميق.
والجدير بالذكر، أنّ الإعلان الديني القصير، هدف إلى الترويج لموقع ديني يقدّم نصائح عن كيفية الصلاة.
وفي السياق عينه، تواصل "العربي الجديد" مع عدد من العرب المقيمين في بريطانيا ورأيهم حيال الأمر. قالت مهى عراقية (45 عاماً) الجنسية، إن الصلاة لا تسيء إليها، لكنّها في المقابل تساءلت في حال الموافقة عليها، إن كانوا سيسمحون بعرض إعلانات لديانات أخرى كالإسلام والبوذية أو إعلانات لحقوق المثليين جنسياً من منطلق مبدأ المساواة في الحقوق.
ومن جانبه، قال شفيق، إنّ الصلاة ينبغي أن تبقى في أماكنها كالكنائس والجوامع والمعابد الدينية، لأنّ من يقصد السينما إنّما يبحث عن الترفيه وليس عن الصلاة. أمّا خليل فقال، إنّ ذلك الإعلان الديني يعكس انعدام الأمان الذي أصيب به أولئك المتمسكّون بالدين، وإنّه كملحد يرفض أن يملى عليه أو تفرض عليه الصلاة في مكان لا يمت إليها بصلة، وإنّ هجمات باريس لا تبرّر البدء بالترويج للدين المسيحي أو غيره، إنّما يكفي ما تقوم به الحكومة من دعم للقوات المسلحة للدفاع عن البلاد من دون اللجوء مجدّداً إلى أكاذيب الأديان وأوهامها.
المساهمون