بريطانيا تفرض قيوداً على رجال الدين

22 سبتمبر 2015
تباينت ردود الأفعال بين مؤيد ومعارض (ماركو سيشي/Getty)
+ الخط -

تشير وثائق الشرطة البريطانية إلى أن رجال الدين (شيوخ وكهنة وحاخامات) الذين يخطبون في المناسبات العامة، ينبغي أن يوقعوا على سجل وطني للزعماء الدينيين لمناهضة التطرف، والخضوع لتدريبات تحددها وزارة الداخلية، وذلك في أحدث إجراء يهدف إلى القضاء على التطرف في البلاد.
وتباينت ردود أفعال رجال الدين بين مؤيد ومعارض. في السياق، وصف راهب على حسابه على "تويتر" الأمر بأسلوب الصين في التعامل مع القضايا الدينية. أما إمام وعضو المجلس الاستشاري الوطني للأئمة مولانا شاه رضا، فحذر الحكومة من التدخل في الأمور الدينية أو التوسع في الانخراط بقرارات تتعلق بمسائل دينية. وتعرف الوثائق التطرف قائلة إنه أي معارضة بالصوت أو العمل للقيم البريطانية الأساسية، وهي الديمقراطية وحكم القانون وحريّة الفرد والاحترام المتبادل لمختلف الأديان والعقائد. وتجدر الإشارة إلى أن مشروع الاستراتيجية الجديد أو النسخة النهائية سينشر هذا الخريف.

ويقول الأب شفيق بو زيد لـ "العربي الجديد" إن القانون ليس جديداً، موضحاً أن السفارة البريطانية تقابل كل كاهن يدخل البلاد للتأكد من أنه لا يشكل خطراً على المجتمع، لافتاً إلى أن هذه الإجراءات قد تستغرق أحياناً نحو ستة أشهر. يضيف أنه ربما تسعى وزارة الداخلية البريطانية إلى فرض قوانين أكثر صرامة في ظل ازدياد العنف والعنصرية والتطرف في البلاد، بالإضافة إلى انتهاك القوانين. يضيف أن الحكومة تبدو أحياناً مكبلة أو عاجزة عن التصرّف حيال المسائل الدينية، لافتاً إلى أن بريطانيا لا تقوم بما يلزم للحد من الخطب الدينية المتطرفة، حتى إنها تتجاهل القانون أحياناً خشية إثارة الفتن.

من جهته، يقول الداعية الإسلامي شكري مجولي لـ "العربي الجديد" إن هذه محاولة من الحكومة لمحاصرة الأئمة وفرض نمط معين من الخطاب الديني يكون خاضعاً للدوائر الرسمية. يضيف أن الأمر قد يؤدي إلى إفراغ الخطاب الديني من مضمونه الشرعي ورسالته الحضارية في بناء الإنسان والنهوض بالمجتمع. ويطالب بإيجاد كيان منظّم لعمل الأئمة، يكون مستقلاً عن الدوائر الرسمية.
ويصف مجولي المشروع الجديد بـ "الخطير"، قائلاً إنه "محاولة لمحاصرة الدعاة. يتابع أن الفكرة ليست بريئة تماماً، كما أن طرحها في الوقت الراهن يوحي بأن هناك محاولة تقييد لخطاب الأئمة والدعاة للتخلي عن رسالتهم في النهوض الحضاري وتوعية الناس وتثقيفهم.

اقرأ أيضاً: أطفال بريطانيا يصومون والمدارس تمنعهم