"لم أفكر يوماً بالهجرة"، هي العبارة الأكثر تداولاً بين النسوة اللاجئات مع شعور عميق بالحسرة على ضياع حياة كانت، وتركت خلف ركام المعاناة ومكابدات اللجوء، مع ما يرافق ذلك من صدمة ثقافية، بسبب الأحكام الجاهزة التي كونتها هؤلاء النساء عن المجتمعات الجديدة التي يلجنها مكرهات في أفق البحث عن انسجام قد يحصل في جعل الوافد يندمج.
ولأن تداعيات الحرب على سورية أفرزت الكثير من الإشكالات والمفاهيم الجديدة لعلاقة المواطن السوري وعقيدته التي أصبحت على المحك وفي كثير من المناطق، أصبح الفرز الطائفي هو العدو الأول. ومع الإحساس العالي بالخوف من كل ما هو آت من الغرب الكافر، تصبح معاناة القادمات حديثا كابوسا يوميا، في ظل المجتمعات الجديدة التي يجربنها لأول مرة.
وبالمقابل يقفن مذهولات أمام كل هذا الفيض الإنساني من مساعدات طوعية رسمية وشعبية، عكس الواقع المرير القادمات منه.
الفارق الحضاري يكاد يسبب لهن الدوخة من كثرة المقارنة بين هنا وهنا. لا الشوارع ولا الأرصفة ولا إشارات المرور ولا الأبنية ولا الأسواق ولا ملامح الناس، فأمام هؤلاء النساء الكثير الكثير مما عليهن تعلمه!
وبعد الشعور بعدم الجدوى من المقارنات التي هي بالأساس غير عادلة وغير صحيحة! تدخل النساء في دائرة الحيرة مجددا، وهو الشعور الأكثر حضورا ووضوحا.
ومن تجربتي الشخصية كلاجئة في ألمانيا، ورغم أنني أتممت دراستي الجامعية في دمشق وأستطيع التواصل مع أي أجنبي باللغة الإنكليزية، إلا أن إحساسي بالعجز وعدم استيعاب كثير من التفاصيل الحياتية والمعيشية، التي تدخل في إطار البديهيات، يجبرني على التفكير بضرورة تعلم لغة هذه البلاد، وهي الخطوة الأولى الأكثر إلحاحا، وذلك لاقتناعي بأنني سأعيش هنا ولست مجرد سائحة عابرة سبيل.
تبدأ النسوة رحلة شاقة في تعلم الالتزام بمواعيد الاستيقاظ باكرا للحضور في الوقت المناسب لمرور الباص الذي يمكن أن تضبط ساعتك فى دقة مواعيده للذهاب مجددا إلى مقاعد الدراسة التي لم يألفنها مسبقا، حاملات في حقائبهن الكثير من الظلم والتخلف وأوجاع الجسد المتهالك من قسوة مجتمعات طاردة.
لا يمكن التغلب على الشعور الصامت القاهر بالإحساس المستفحل بالعجز وعدم القدرة على الاندماج ولا حتى إخفاء ملامح الرفض والتذمر التي تكاد تصل إلى حد التمارض خوفا وخشية من الذهاب كل يوم إلى مدرسة اللغة، مع شعورهن بالارتباك والخجل من عدم القدرة على التركيز والتحصيل.
صعوبة دراسة اللغة الألمانية تدفع الكثير من النساء إلى التخلف عن مقاعد الدراسة، والاكتفاء "بخدمات" الترجمة التي يقدمها لهن أطفالهن، وهذا ما يضاعف من غربتهن في المجتمع الجديد، والذي يحتاج إلى اختراق حاجز اللغة للتواصل على الوجه الأكمل مع مختلف ظاهر الحياة والمتطلبات اليومية.
ولأن تداعيات الحرب على سورية أفرزت الكثير من الإشكالات والمفاهيم الجديدة لعلاقة المواطن السوري وعقيدته التي أصبحت على المحك وفي كثير من المناطق، أصبح الفرز الطائفي هو العدو الأول. ومع الإحساس العالي بالخوف من كل ما هو آت من الغرب الكافر، تصبح معاناة القادمات حديثا كابوسا يوميا، في ظل المجتمعات الجديدة التي يجربنها لأول مرة.
وبالمقابل يقفن مذهولات أمام كل هذا الفيض الإنساني من مساعدات طوعية رسمية وشعبية، عكس الواقع المرير القادمات منه.
الفارق الحضاري يكاد يسبب لهن الدوخة من كثرة المقارنة بين هنا وهنا. لا الشوارع ولا الأرصفة ولا إشارات المرور ولا الأبنية ولا الأسواق ولا ملامح الناس، فأمام هؤلاء النساء الكثير الكثير مما عليهن تعلمه!
وبعد الشعور بعدم الجدوى من المقارنات التي هي بالأساس غير عادلة وغير صحيحة! تدخل النساء في دائرة الحيرة مجددا، وهو الشعور الأكثر حضورا ووضوحا.
ومن تجربتي الشخصية كلاجئة في ألمانيا، ورغم أنني أتممت دراستي الجامعية في دمشق وأستطيع التواصل مع أي أجنبي باللغة الإنكليزية، إلا أن إحساسي بالعجز وعدم استيعاب كثير من التفاصيل الحياتية والمعيشية، التي تدخل في إطار البديهيات، يجبرني على التفكير بضرورة تعلم لغة هذه البلاد، وهي الخطوة الأولى الأكثر إلحاحا، وذلك لاقتناعي بأنني سأعيش هنا ولست مجرد سائحة عابرة سبيل.
تبدأ النسوة رحلة شاقة في تعلم الالتزام بمواعيد الاستيقاظ باكرا للحضور في الوقت المناسب لمرور الباص الذي يمكن أن تضبط ساعتك فى دقة مواعيده للذهاب مجددا إلى مقاعد الدراسة التي لم يألفنها مسبقا، حاملات في حقائبهن الكثير من الظلم والتخلف وأوجاع الجسد المتهالك من قسوة مجتمعات طاردة.
لا يمكن التغلب على الشعور الصامت القاهر بالإحساس المستفحل بالعجز وعدم القدرة على الاندماج ولا حتى إخفاء ملامح الرفض والتذمر التي تكاد تصل إلى حد التمارض خوفا وخشية من الذهاب كل يوم إلى مدرسة اللغة، مع شعورهن بالارتباك والخجل من عدم القدرة على التركيز والتحصيل.
صعوبة دراسة اللغة الألمانية تدفع الكثير من النساء إلى التخلف عن مقاعد الدراسة، والاكتفاء "بخدمات" الترجمة التي يقدمها لهن أطفالهن، وهذا ما يضاعف من غربتهن في المجتمع الجديد، والذي يحتاج إلى اختراق حاجز اللغة للتواصل على الوجه الأكمل مع مختلف ظاهر الحياة والمتطلبات اليومية.