وقال موقع معاريف إن المحاضر الرسمية التي تم الكشف عنها تبيّن أكثر من أي شيء آخر أن القيادة السياسية في إسرائيل كانت مترددة في بدء الحرب بينما كان القادة العسكريون يضغطون لأن توجه إسرائيل ضربة استباقية، خاصة على ضوء التوتر الأمني الذي ساد عشية الحرب والخطوات التي اتخذتها مصر في سيناء وعلى الحدود مع إسرائيل.
وفيما نقل الموقع عن رابين قوله في الجلسة الخاصة للجنة الوزارية للشؤون الأمنية والسياسية: "إن الوقت ليس في صالحنا"، فقد بيّن الموقع أن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، "أمان"، الجنرال أهرون ياريف، أكد أن المعلومات الأميركية تشير إلى وجود مشاكل لوجستية لدى الجيش المصري، وأن الخبراء يعتقدون بقدرة إسرائيل على الانتصار في المعركة.
ويتضح من الوثائق المنشورة أن إسحاق رابين، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي آنذاك، كان الأكثر تشدداً ودعوة لضربة إسرائيلية أولى، وذلك على ضوء التعاون العربي المتعاظم، حيث حذر رابين من أنه إذا لم تخرج إسرائيل للحرب فهي ستواجه وضعاً قد تتعرّض فيه لخطر وجودي وحرب توقع خسائر كبيرة.
ووفقاً للاقتباس، فإن رابين قال لأعضاء الحكومة "إننا قد نصل لوضع عسكري نخسر فيه الكثير من امتيازاتنا، وأن نصل لوضع لا أريد أن أتحدث عنه بكلمات حادة، ولكن سيكون هناك خطر جدي على وجود إسرائيل".
وتبيّن الوثائق المنشورة، اليوم، وجود تردد كبير لدى الحكومة الإسرائيلية ووزرائها بمن فيهم مناحيم بيغن الذي كان انضم لحكومة الوحدة الوطنية، كما ساد خوف من تبعات الخروج لحرب ضد مصر، خاصة عندما سأل بيغن حول احتمالات اندلاع حرب على جبهة ثانية حيث رد رابين عليه بأن الوضع بعد أسبوع سيكون أشد خطراً. وكان رابين يقود الخط الداعي لضربة استباقية إسرائيلية وقصف المقاتلات المصرية، وقد حظي، بحسب موقع معاريف، بتأييد جنرالات أركان الجيش.
اقرأ أيضاً: 19 عاماً على اغتيال رابين: افتضاح أكذوبة حمامة السلام
وحض الجيش القيادة السياسية في إسرائيل على بدء العمليات الحربية في أقرب وقت ممكن، وفي تلك الجلسة التي عقدت في الثاني من يونيو/ حزيران، كان رابين الأشد دعوة للحرب معتمداً على تحرك القوات المصرية وتنقلاتها مع تعزيز القوات باستدعاء قوات الجيش المصري التي كانت تقاتل في اليمن.
وفي هذا السياق، يبيّن التقرير أن قائد سلاح الجو الإسرائيلي آنذاك، الجنرال مردخاي هود، اعتبر أنه يجب أن تقوم إسرائيل بضربة للمقاتلات المصرية وهي على الأرض، وذلك لحماية إسرائيل، لأن ترك المبادرة لإطلاق الحرب للجيش المصري سيكون أمراً حرجاً للغاية، خاصة في ظل محاولات الحصول على مقاتلات إضافية.
إلى ذلك، تبيّن أن وزير الأمن الإسرائيلي، آنذاك، موشيه ديان، قد أيّد موقف الضباط وجنرالات الجيش، معتبراً أن كل أسبوع يمر يعني نشر مزيد من التحصينات المصرية، وأن عملية التحصينات قد تستمر لعدة أشهر وبالتالي تزيد من حجم الخسائر، بينما سيستغرق احتلال سيناء، وفق خطة الجيش التي عرضها ديان على الحكومة، ستة أيام.
ووفقاً لما جاء في معاريف، فقد لخّص أشكول الجلسة بالقول إن يومين إضافيين لن يغيّرا، وأنه يريد أن يعطي فرصة للاتصالات الدبلوماسية مع أنه مستعد للعمل، مضيفاً أنه ستكون هناك حاجة بعد الحرب إلى الأصدقاء لإعادة بناء القوة العسكرية. وفي الخامس من يونيو بدأت إسرائيل عملياتها الحربية في سيناء فيما قام سلاح الجو بضرب الطائرات المصرية قبل إقلاعها.
اقرأ أيضاً: تجنيد قادة أمنيين لضرب "احتكار" نتنياهو للأمن الإسرائيلي