اختارت الدول الأعضاء في منظمة الهجرة التابعة للأمم المتحدة الجمعة، السياسي البرتغالي أنطونيو فيتورينو (61 سنة)، لمنصب المدير العام، منهية بذلك سيطرة أميركية تاريخية على المنظمة.
وشغل فيتورينو في الماضي منصب المفوض الأوروبي، وكان وزيرا في بلاده، كما عمل كمحام، وتم اختياره بعد منافسة مع نائبة مدير منظمة الهجرة الحالية، لورا ثومبسن، من كوستاريكا، عقب رفض انتخاب مرشح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كين إيزاكس.
ويبدأ فوتيرينو مهام عمله في الأول من أغسطس/آب المقبل، خلفا للدبلوماسي الأميركي المخضرم وليام ليسي سوينغ، الذي شغل مناصب رفيعة في وزارة الخارجية الأميركية والأمم المتحدة في إطار مسيرة مهنية استمرت نحو نصف قرن.
وباستثناء فترة واحدة بين عامي 1961 و1969، كان مدير منظمة الهجرة الدولية أميركيا على مدى تاريخها الممتد منذ 67 عاما. لكن إيزاكس، مرشح ترامب، وهو المدير التنفيذي لمنظمة "ساماريتانز بورس" المسيحية الخيرية، والذي واجه اتهامات بالتعصب ضد المسلمين، لم يحظ بدعم غالبية الأعضاء، وتم إقصاؤه بعد ثلاث جولات من التصويت.
وقال دبلوماسيون إن أسهم فيتورينو عززتها جهود الاتحاد الأوروبي في إيجاد حل مشترك للتحديات المترتبة على قضية الهجرة، والميزة الاستراتيجية في وجود شخص أوروبي على رأس الوكالة المعنية بقضايا اللاجئين في العالم كافة.
وجرت عملية التصويت بمشاركة 143 دولة من الدول الأعضاء في المنظمة البالغ عددها 172 دولة عبر الاقتراع السري، حيث يحتاج المرشح إلى أغلبية بثلثين للفوز.
Twitter Post
|
وعقّد موقف ترامب المتشدد حيال الهجرة حق واشنطن التقليدي في اختيار مسؤول الهجرة الأرفع في العالم، انطلاقا من مراسيم منع السفر التي أصدرها بحق مواطني دول يشكل المسلمون غالبية سكانها، ووصولا إلى سياسة "عدم التساهل" التي اتبعها على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة وأدت إلى فصل أطفال المهاجرين عن عائلاتهم.
وهاجمت إدارة ترامب التي ترفع شعار "أميركا أولاً"، بشراسة عدة هيئات دولية، وقررت الأسبوع الماضي الانسحاب من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ما أثار حفيظة الدبلوماسيين في جنيف، حيث مقر منظمة الهجرة الدولية كذلك.
وحذّر محللون في وقت سابق، من أن الدول الأعضاء ربما تلجأ للتصويت لإيزاكس لتفادي قطع التمويل الأميركي للمنظمة، لكن مواقف ترامب القاسية تجاه ملف اللاجئين جعلت الغالبية تتمسك برأيها في رفض مرشح الرئيس الأميركي.
وغير ايزاكس إعدادات الخصوصية على حسابه في "تويتر" ليصبح خاصا بدلا من عام بعد الجدل الذي أعقب ترشيحه للمنصب في فبراير/شباط، ولم ينف مسؤوليته عن تصريحاته التحريضية، لكنه اعتذر عن أي إساءة قد تكون تسببت بها.
لكن بالنسبة للبعض، ومنهم مدير منظمة "ريفيوجيز إنترناشونال" غير الحكومية، إريك شوارتز، فإن تصريحات إيزاكس السابقة "تجعله غير مؤهل للمنصب رغم سجله في المجال الإنساني الذي يستحق الاحترام".
وكتب شوارتز الذي شغل منصب مساعد لوزير الخارجية في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الاثنين: "فلنتصور مثلا أن مرشحا لهذا المنصب أدلى بسلسلة تصريحات مهينة كهذه بحق اليهود أو الكاثوليك أو المسيحيين الإنجيليين أو أي مجموعة دينية أخرى. هل كان لأي شخص أن يشير بشكل جدي إلى أن تصريحات من هذا القبيل ينبغي ألا تمنعه من تولي منصب مهم كمدير عام منظمة الهجرة الدولية؟".
(العربي الجديد، فرانس برس)