باشرت القوات العراقية المشتركة مدعومة بسلاح الجو الأميركي والفرنسي والبريطاني والكندي، فضلاً عن وحدات خاصة من الكوماندوز الأميركي، بعمليات استعادة الساحل الغربي لمدينة الموصل.
وتأتي هذه التطورات بعد نحو ثلاثة أسابيع من إعلان الحكومة سيطرتها على الساحل الشرقي للمدينة إثر معارك عنيفة استمرت لأكثر من 100 يوم تكبد خلالها الطرفان (القوات العراقية المشتركة وتنظيم "داعش") خسائر كبيرة فيما سُجل مقتل وإصابة أكثر من 10 آلاف مدني، أكثر من 60% منهم نساء وأطفال، بفعل القصف الجوي والصاروخي والتفجيرات الانتحارية للتنظيم داخل الأحياء التي تحولت إلى ساحات قتال عنيف.
ووفقا لمصادر رفيعة في وزارة الدفاع العراقية سربت لـ"العربي الجديد" محاور القتال ومواقع تدور فيها حالياً الاشتباكات، فإن التقارير الاستخبارية تؤكد وجود ما لا يقل عن 3 آلاف مقاتل من التنظيم في الساحل الغربي للمدينة غالبيتهم العظمى من السكان المحليين ينتشرون على رقعة تبلغ مساحتها نحو 30 كلم مربع بواقع 60 حياً ومنطقة تشكل إجمالي الساحل الغربي لنهر دجلة الذي يشطر الموصل الى نصفين شرقي وغربي.
وقال مسؤول عراقي في قيادة عمليات نينوى يشارك بالهجوم لـ"العربي الجديد"، إن العدد الإجمالي المتوقع للمدنيين يبلغ أكثر من 600 ألف مدني غالبيتهم نساء وأطفال، مضيفاً أن المعارك الجارية منذ فجر اليوم، انطلقت من سبعة مناطق هي محاور هجوم فعلية لقواتنا البرية البالغ تعدادها نحو 52 ألف مقاتل.
وبين المسؤول، وهو ضابط برتبة عميد، أن "المحاور هي محور حاوي الجوسق ومحور معسكر الغزلاني (جنوب غرب)، ومحور تل الرمان ومحور وادي عينه ومحور نهر دجلة الشرقي لصالح جهاز مكافحة الإرهاب ومحور النهروان وحاوي الكنيسة (غرب وشمال غرب)".
وتتوزع على تلك المحاور قوات مختلفة ومتنوعة ليس من بينها قوات البشمركة التي شاركت في معارك المرحلة الأولى شرق الموصل، وهي كل من قوات الجيش العراقي وقوات جهاز مكافحة الإرهاب وقوات التدخل السريع وقوات الشرطة الاتحادية وقوات "سوات" وستة فصائل من مليشيات الحشد الشعبي.
وتدور المعارك في هذه الأثناء بمناطق قرية العذبة ومنطقة اللزاكة وطريق الضغط العالي من المحورين الجنوبي الغربي والشمالي الغربي بينما تدور معارك عنيفة قرب مطار الموصل الدولي.
وقال موفد "العربي الجديد" إلى الموصل إن القوات العراقية تحقق تقدما واضحا مع توفر الغطاء الجوي، حيث يتم قصف المنطقة بكثافة قبل أن تتقدم إليها القوات العراقية.
إنسانيا، قالت مصادر محلية في الجانب الغربي للموصل لـ"العربي الجديد"، إن ما لا يقل عن 30 مدنيا، بينهم 7 أطفال، قتلوا بالقصف الجوي والصاروخي الذي بدأ منذ فجر اليوم على مناطق عدة في الساحل الغربي بالتزامن مع انقطاع المياه والكهرباء عن جميع الأحياء السكنية.