بدء القمة الثلاثية بين أردوغان وبوتين وروحاني في أنقرة

موسكو
AA57C697-9636-44B1-8EB4-8BAD8E26A738
رامي القليوبي
مراسل "العربي الجديد" في روسيا
إسطنبول

باسم دباغ

avata
باسم دباغ
04 ابريل 2018
4C6AC30E-EDBF-43D1-840D-8BB33831AB23
+ الخط -

بدأت القمة الثلاثية، اليوم الأربعاء، بين كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، والإيراني حسن روحاني، والتي من المقرر أن تناقش الخطوات المقبلة التي سيتخذها الضامنون الثلاثة في الأزمة السورية وفق مسار أستانة.

وسبقت القمة مراسم استقبال رسمي لروحاني، وتلاها اجتماع سريع للجانبين التركي والإيراني في القصر الرئاسي في العاصمة التركية أنقرة.

ومن المقرر أنّ يناقش القادة الثلاثة الأزمة السورية والخطوات التي سيتم اتخاذها بالتنسيق بينهم، وذلك بعد سيطرة تركيا على منطقة عفرين السورية من قبضة عناصر حزب "الاتحاد الديمقراطي" (الجناح السوري للعمال الكردستاني)، وأيضا بعد سيطرة الروس والإيرانيين برفقة النظام على الغوطة الشرقية، بعد حملة عنيفة أدت إلى مقتل وجرح آلاف من المدنيين.

ومن المقرر أيضاً أن تشهد القمة تسريع عمل لجنة كتابة الدستور السوري الجديد، التي عمل النظام على إجهاضها بعد التوافق عليها في اجتماعات أستانة الأخيرة، وكذلك مواجهة استمرار الوجود الأميركي في مناطق شرق الفرات، بما في ذلك دعمه لعناصر "الاتحاد الديمقراطي".

وتأتي القمة الثلاثية في الوقت الذي تجري فيه أنقرة حوارات مكثفة مع واشنطن حول منطقة منبج التي سيطر عليها "الديمقراطي"، ولم ينسحب منها رغم الوعود التي كانت الإدارة الأميركية السابقة قد قطعتها بسحب قوات الأخير نحو شرق الفرات بمجرد طرد "داعش" من المنطقة.

وعن القمة، ذكرت صحيفة "فزغلياد" الروسية، أنّ اللقاء الثلاثي يعقد بعد نحو عام على التوقيع على مذكرة إقامة مناطق خفض التصعيد في سورية في مايو/أيار 2017، مشيرة إلى أنها ساعدت في خفض وتيرة النزاع، لكن دون تحسين الوضع الإنساني أو تحقيق التقدم في التسوية السياسية.

وفي مقال بعنوان "الثلاثي الكبير تمكن من تعزيز النفوذ في الشرق الأوسط"، أرجعت الصحيفة فشل التهدئة في مناطق خفض التصعيد إلى عدم سعي الأطراف المتناحرة لوقف إطلاق النار وسط استمرار الانتهاكات، لا سيما في جنوب سورية، والكارثة الإنسانية في الغوطة الشرقية، وعدم تحديد شروط واضحة للتسوية السياسية.

وأشارت إلى أن توحيد جهود موسكو وأنقرة وطهران ناجم عن الخلافات مع الغرب والولايات المتحدة، ولكن الدول الثلاث الضامنة لعملية أستانة لا تشارك بعضها البعض في الرؤية لمستقبل سورية، إذ تسعى إيران للإبقاء على هيمنة الطائفة العلوية، بينما تبحث روسيا عن إقامة دولة علمانية في سورية والدفاع عن مصالحها في المنطقة والحفاظ على علاقاتها العملية مع السعودية وإسرائيل.

أما مصالح تركيا، فتختلف كثيراً عن المصالح الروسية والإيرانية، بحسب الصحيفة الروسية، إذ باتت أولى مهماتها هي إضعاف موقف الأكراد، ما دفعها لتنفيذ العملية العسكرية "غصن الزيتون" في عفرين، كما أنها تعارض تعاون الولايات المتحدة مع وحدات حماية الشعب الكردية.

وخلصت الصحيفة إلى أنّ "مناطق خفض التصعيد ساهمت بعض الشيء في خفض وتيرة النزاع، ولكنها لم تساعد لا في تحسين الوضع الإنساني ولا في التسوية السياسية"، مرجحة أن "الاستقرار في سورية لن يتحقق قريباً في ظل تباين مصالح اللاعبين الرئيسيين".

وكان بوتين قد وصل إلى أنقرة أمس، الثلاثاء، في زيارة تستغرق يومين، وعقد خلال يومها الأول محادثات مع أردوغان، وأعلن عن بدء أعمال إنشاء محطة "أك كويو"، وهي أول محطة نووية في تركيا.

كما أكد مستشار الصناعات الدفاعية في وزارة الدفاع التركية، إسماعيل ديمير، أن منظومة "إس 400" الدفاعية الصاروخية الروسية سيتم تسليمها لأنقره في يوليو/تموز العام المقبل، بعد أن تم التوافق بين كل من أردوغان وبوتين، أمس، على تسريع تسليم المنظومة، على الرغم من المعارضة الأميركية للصفقة.



الشمال السوري

وجدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، رغبته في سحب القوات الأميركية من سورية، مؤكداً أنّه سيتم اتخاذ قرار "بسرعة".

وينتشر حوالى ألفي جندي أميركي في سورية، في إطار مكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي، وسيسمح انسحاب أميركي بإطلاق يد تركيا وروسيا وإيران، التي تهيمن على الوضع الميداني.

وقالت المتخصصة بالشؤون التركية جانا جبور، لوكالة "فرانس برس"، إنّ "هدف هذه القمة الثلاثية هو إعادة تنظيم مناطق النفوذ في سورية وإعادة التفاوض حولها، وكذلك التفكير في مستقبل شمال سورية بعد الانسحاب الأميركي".

وتطالب تركيا الولايات المتحدة بإخراج مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" من مدينة منبج، وتسليم المنطقة إلى أصحابها، بعدما سيطرت عليها في أغسطس/آب 2016، بدعم أميركي، في إطار الحرب على تنظيم "داعش" الإرهابي.

وتعتبر تركيا المكوّن العربي في "قوات سورية الديمقراطية" واجهة تهدف إلى إعطاء شرعية لمليشيات "وحدات حماية الشعب" الكردية التي ترى فيها امتدادا لـ"حزب العمال الكردستاني"ً في سورية المصنّف "منظمة إرهابية" من قبل أنقرة.

وأطلقت تركيا و"الجيش السوري الحر"، في 20 يناير/كانون الثاني الماضي، عملية "غصن الزيتون" العسكرية ضد "وحدات حماية الشعب" الكردية في شمال سورية، وطردتها، في 19 مارس/آذار، من معقلها في مدينة عفرين، وتؤكد أنّها ستوسّع نطاق عملياتها.

وتأمل تركيا خلال قمة، اليوم الأربعاء، بالحصول على دعم روسي وإيراني لمواصلة عملياتها هذه وتوسعتها إلى منبج.


إدلب عالقة

وتُعتبر محافظة إدلب قضية ساخنة، خصوصاً إذا قرّر النظام السوري الذي بات قاب قوسين أو أدنى من السيطرة بالكامل على الغوطة الشرقية، مهاجمتها.

وهذه المنطقة الواقعة في شمال غرب سورية، خارجة بالكامل تقريباً عن سيطرة النظام السوري، لكنها واحدة من مناطق "خفض التصعيد"، وأقامت فيها تركيا مركز مراقبة، لكن هذا لم يمنع النظام السوري وروسيا من شنّ هجمات عليها.

وقالت إليزابيث تيومان، المحللة في "معهد دراسات الحرب"، لـ"فرانس برس"، إنّ إدلب يمكن أن "تنسف" التعاون بين روسيا وإيران وتركيا. وأضافت أنّ "التوتر الروسي التركي قد يظهر مجدداً عندما يركّز التحالف المؤيد للنظام من جديد على محافظة إدلب".


مصير الأسد

وبينما من المتوقع أن تحضر بشكل عابر قضية المفاوضات والعملية السياسية بشأن الحل في سورية، يبقى مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد محط خلاف بين طهران وموسكو اللتين تؤيدان بقاءه في السلطة، وأنقرة التي تدعو إلى رحيله.

وقال آرون لوند، من "المعهد الفكري الأميركي"، لـ"فرانس برس"، إنّ "حجم تأثير روسيا وإيران على الحكومة السورية، ليس واضحاً في بعض النقاط، لكن أتصور أنّهما إذا قررتا الضغط بشكل جماعي على الأسد فيمكنهما الذهاب بعيداً". إلا أنّه أضاف أنّ الأسد "يحتاج إليهما لاستعادة الأراضي وتعويم الوضع الاقتصادي، لكن هذا لا يعني أنّه يمكن أن يوافق مثلاً على طلب بالاستقالة".

ذات صلة

الصورة

سياسة

أعلنت وزارة الدفاع التركية، ليل أمس الأربعاء، قتل العديد من مسلحي حزب العمال الكردستاني وتدمير 32 موقعاً لهم شمالي العراق.
الصورة
من مجلس العزاء بالشهيد يحيى السنوار في إدلب (العربي الجديد)

سياسة

أقيم في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي وفي مدينة إدلب، شمال غربي سورية، مجلسا عزاء لرئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استشهد الأربعاء الماضي.
الصورة
آثار قصف روسي على إدلب، 23 أغسطس 2023 (Getty)

سياسة

شنت الطائرات الحربية الروسية، بعد عصر اليوم الأربعاء، غارات جديدة على مناطق متفرقة من محافظة إدلب شمال غربيّ سورية، ما أوقع قتلى وجرحى بين المدنيين.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة