بترايوس: "داعش" ليس أكبر مشاكل الولايات المتحدة بالعراق

20 مارس 2015
قاسم سليماني ترك الاشتغال في الظل
+ الخط -

في حوار خصّ به صحيفة "واشنطن بوست"، رد الجنرال دايفيد بترايوس، الذي قاد وحدات الجيش الأميركي بالعراق بين 2007 و2008، بشكل مستفيض على مجموعة من الأسئلة تخص الشأن العراقي، وذلك بمناسبة حضوره أعمال منتدى السليماني، مركزاً على الأخص على النفوذ الإيراني بالعراق، وكذا تنظيم الدولة الإسلامية، (داعش).

واعتبر بترايوس، الذي شغل كذلك منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي ىي إيه) قبل أن يستقيل بسبب فضيحة جنسية، أن إيران أشد خطراً على العراق من تنظيم الدولة الإسلامية، لما يشكله النفوذ الإيراني من تهديد لاستقرار العراق على المدى البعيد وموازين القوى بالمنطقة برمتها، عبر المليشيات الشيعية، التي قال إن عدداً كبيراً منها تدعمها إيران، وتقوم حتى بتوجيهها.

وذكر الجنرال الأميركي أن تلك المليشيات عادت إلى شوارع العراق بموجب فتوى أصدرها القائد الشيعي آية الله السيستاني، وهو ما حال دون مواصلة الدولة الإسلامية زحفها نحو بغداد، مضيفاً أن تلك المليشيات نفسها قامت، في بعض الحالات، باستهداف المواطنين السنّة وارتكاب مجازر في حقهم. ونبّه إلى كون المليشيات الشيعية قد أصبحت اليوم تشكل التهديد الأكبر أمام زرع الثقة لدى السكان السنّة بالعراق بأن بإمكانهم لعب دور في مستقبل العراق، محذراً من كون المليشيات الشيعية المدعومة من إيران قد تبرز كأهم قوة داخل البلاد، علماً بأنها خارج سيطرة الحكومة وخاضعة للتوجيهات الإيرانية لوحدها.

وعن الوضع خارج العراق، أبدى بترايوس قلقه من استمرار انهيار سورية، التي وصفها بـ"تشيرنوبيل" على المستوى الجيوسياسي، قائلاً: "إذا لم يتم احتواؤها، فإنها (سورية) ستواصل نشر أشعة عدم الاستقرار والايديولوجية المتطرفة بالمنطقة برمتها".

وخصص بترايوس جزءاً هاماً من حواره للحديث عن قاسم سليماني، القائد العسكري الإيراني، قائلاً إنه لأمر مثير اختيار هذا الأخير الخروج إلى العلن خلال الأشهر الأخيرة، واصفاً ذلك بالتحوّل المفاجئ بالنسبة لشخص تعوّد على الاشتغال في الظل. وحسب الجنرال الأميركي، فإن هذا التحوّل يعكس واقعاً غاية في الأهمية، مهما كانت الدوافع التي تقف وراءه، والمتمثل في كون النظام الإيراني الحالي ليس حليفاً للولايات المتحدة الأميركية بالشرق الأوسط. واستطرد بترايوس قائلاً إن إيران "هي جزء من المشكل في نهاية المطاف، وليست جزءاً من الحل. فكلما زاد الاقتناع بأن الإيرانيين يحاولون السيطرة على المنطقة، كلما التهبت تحت نير التطرف السني وتوفرت الظروف لظهور تنظميات مثل الدولة الإسلامية".

المساهمون