مع قرب انتهاء المهلة التي حدّدها زعيم التيّار الصدري مقتدى الصدر، لرئيس الحكومة العراقيّة حيدر العبادي، لتقديم حكومة التكنوقراط، وصل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى بغداد، اليوم السبت، محاولا تدارك الأزمة السياسيّة وانتشال الحكومة من المأزق الخطير وما قد ينتج عنه من تداعيات سياسيّة وأمنيّة.
وقال مصدر في وزارة الخارجيّة العراقيّة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "بان وصل إلى بغداد برفقة رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيك ورئيس البنك الإسلامي للتنمية أحمد محمد علي في زيارة رسميّة"، مبيّنا أنّ وزير الخارجيّة إبراهيم الجعفري كان على رأس مستقبليهم في مطار بغداد.
وأوضح، أنّ "بان سيلتقي رئيس الوزراء حيدر العبادي ورئيس البرلمان سليم الجبوري وعدداً من القادة السياسيين، كما سيحضر جلسة البرلمان اليوم".
من جهته، قال مسؤول في مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي، إنّ "زيارة بان تأتي لتدارك الأزمة السياسيّة التي وصلت الى طريق مسدود مع تهديدات الصدر".
وقال المسؤول، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّ "المسؤول الأممي سيبحث مع الأطراف السياسيّة الوصول الى حلٍّ للأزمة وتشكيل حكومة التكنوقرط"، مبيّنا أنّه "سيلتقي بعدد من قادة التحالف الوطني ويعرض عليهم حلولا توافقيّة".
واستبعد، المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه، أنّ "يجري أيّ لقاء بين بان والصدر، وأنّ قادة التحالف الوطني هم من سيمثلون الصدر في الحوارات".
اقرأ أيضاً: الحكومة العراقية أمام يوم الحسم
بدوره رأى الخبير السياسي، عبد الوهاب السالم، أنّ "الزيارة جاءت لأجل انتشال الحكومة وانتشال العمليّة السياسيّة من الانهيار بسبب تهديدات الصدر".
وأوضح، أنّ "بان قد يستخدم تلك الملفات للضغط على الصدر وعلى قادة التحالف الوطني فضلا عن أنّ الأزمة الاقتصاديّة التي يمر بها العراق وحاجته للدعم الدولي ستكون إحدى الأوراق التي سيلوّح بها كي مون لقادة التحالف".
يأتي ذلك مع انتهاء المهلة التي حدّدها الصدر للعبادي والتي تنتهي اليوم، لتقديم حكومة التكنوقراط، وقد هدد الصدر بإجراءات أخرى في حال انتهاء المهلة.
ويعتصم الآلاف من أنصار "التيار الصدري"، منذ يوم الجمعة الماضي، أمام بوابات المنطقة الخضراء، للمطالبة بتشكيل حكومة تكنوقراط. وتضع الاعتصامات حكومة العبادي على المحك، إذ تُعدّ تجربة جديدة يمر بها العبادي، واختباراً لمدى قدرته على احتواء الموقف، في وقت يسعى فيه لإحداث تغيير سياسي واستبدال الحكومة بأخرى تكنوقراط، الأمر الذي ألّب عليه كتل تحالفه الوطني، الذي يتضمّن كتلة الصدر، والتي ترى أنّ "التغيير يضرب مصالحها".
اقرأ أيضاً: الصدر يمهل العبادي 24 ساعة لتشكيل حكومة تكنوقراط