باكستان: "أحرار الهند" تنهي خصامها مع "طالبان"وتتوعّد الحكومة والجيش

21 يوليو 2014
مجمع المحاكم بعد استهدافه من "أحرار الهند" (فرانس برس/Getty)
+ الخط -
أعلنت جماعة "أحرار الهند"، اليوم الاثنين، انضمامها إلى حركة "طالبان" باكستان، وتوعّدت باستهداف المؤسسات الحكومية والمنشآت العسكرية، في حين قُتل اثنان من عناصر القوات شبه العسكرية الباكستانية في هجوم مسلحين شمال غرب البلاد.

وأكد المتحدث باسم الجماعة، أسد منصور، أن "الجماعة انضمت إلى حركة طالبان باكستان، التي يتزعمها، المولوي فضل الله"، وأنها ستنتقم لما وصفه بـ"الجرائم التي يرتكبها الجيش الباكستاني في المناطق القبلية"، على حد وصفه.

وأوضح منصور أن "الجماعة انشقت عن طالبان احتجاجاً على انعقاد عملية السلام بين الحكومة والحركة، لكن بعد إعلان الجيش الباكستاني حرباً على الحركة، لن يبقى أي مُبرر لبقاء الجماعة منفصلة عن الحركة، لذا قررت الانضمام إليها". وشدّد على "مواصلة المعركة لتطبيق الشريعة الإسلامية تحت راية طالبان".

من جهته، رأى المحلل الأمني وخبير الشؤون القبلية، شفاعت خان، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "انضمام أحرار الهند إلى طالبان، أمر في غاية الخطورة لأمن المدن الرئيسية الباكستانية عموماً، ولإقليم البنجاب خصوصاً، وذلك لأن معظم أنصار الجماعة ينتمون إلى الإقليم".

وتشكلت جماعة "أحرار الهند" على يد القيادي غير المعروف في "طالبان"، محمد عمر قاسمي، في شهر فبراير/شباط الماضي، بعد انطلاق عملية السلام بين الحكومة الباكستانية والحركة لحلحلة الأزمة الأمنية في البلاد.
ونددت الجماعة حينها بعملية الحوار وإعلان "طالبان" وقف إطلاق النار مع الحكومة، وانشقت عن الحركة، وواصلت هجماتها ضد الحكومة، خلال فترة وقف إطلاق النار بينها وبين "طالبان".

واستهدف الجماعة، مجمّع المحاكم في قلب العاصمة الباكستانية إسلام آباد، في الأول من شهر مارس/آذار الماضي، والذي أدى إلى مقتل 11 شخصاً بينهم قاض في المحكمة.
وبحسب الخبراء فإن "الجماعة كانت تضم خمسة فصائل من طالبان رافضة عملية السلام مع الحكومة، وانضم إليها في ما بعد أنصار الجناح الباكستاني لتنظيم القاعدة، بقيادة المؤسس، بدر منصور، الذي لقي حتفه في غارة أميركية في وزيرستان في فبراير/شباط 2012.

ميدانياً، لقي اثنان من عناصر القوات شبه العسكرية الباكستانية، حتفهما في هجوم مسلحين في منطقة شاهكس، التي تربط مقاطعة خيبر القبلية بمدنية بيشاور، عاصمة إقليم خيبربتختونخوا، شمالي غرب باكستان.
وأكد مسؤول أمن الإقليم، ناصر دراني، أن "مسلحين يستقلون دراجات نارية أطلقوا النيران على دورية للقوات، ما أدى إلى مقتل اثنين من عناصرها، وإصابة آخرين". واستقدمت القوات شبه العسكرية، عقب الهجوم، تعزيزات جديدة إلى المنطقة، وأطلقت حملة أمنية. وبحسب تصريحات دراني، فإن الحملة الأمنية "أسفرت حتى، اليوم الاثنين، عن اعتقال 25 شخصاً يُشتبه بضلوعهم في أعمال عنف شهدتها مدينة بيشاور والمناطق المجاورة لها أخيراً".

وكان الجيش الباكستاني قد أعلن، مساء الأحد، مقتل 28 من عناصر "طالبان" ومقاتلين أجانب، في قصف جوي لمقاتلاته في منطقة شوال، الواقعة على الحدود بين مقاطعتي شمال وجنوب وزيرستان القبليتين.

وأكد مكتب العلاقات العامة في الجيش في بيان، أن "القصف دمّر 8 من مخابئ طالبان في المنطقة". لكن المتحدث السابق باسم الحركة، إحسان الله إحسان، نفى أن "يكون ضحايا القصف من مقاتلي حركته، بل كانوا مدنيين".