باريس.. الفيضان يتراجع بعد هدنة مؤقتة مع الأمطار

باريس

بشير البكر

شاعر وكاتب سوري من أسرة العربي الجديد
بشير البكر
بشير البكر كاتب وشاعر سوري من أسرة "العربي الجديد" ورئيس تحرير سابق
04 يونيو 2016
6145AD2F-B7E9-43D1-9E70-5D216976BE54
+ الخط -
من المعروف عن نهر السين الذي يخترق مدينة باريس أنه منخفض في مستواه عن كافة أنهار العالم، وعليه صارت المدينة تسمى سرير السين، ومن هنا تكبر المخاوف في كل مرة أن يغرق هذا السرير بالماء مع كل موجة أمطار، كما حصل خلال هذا الأسبوع الذي فاضت فيه المدينة إلى مستوى لم تعرفه منذ عام 1910.

تنفست باريس الصعداء، صباح اليوم السبت، حين أعلنت دوائر الأرصاد الجوية عن تراجع الفيضان قليلاً منذ منتصف ليلة أمس، بعد هدنة مع الأمطار التي تواصلت منذ يوم الأحد الماضي، ولكن ليس من المعروف هل هذا التراجع سيكون نهائياً، أم أنه مؤقت، وخصوصاً أن المطر تواصل هذا الصباح على المدينة وعلى نحو غير متوقع من الأرصاد الجوية.

كانت شواطئ النهر وسط العاصمة مكتظة بالبشر الذين جاؤوا ليشهدوا الصعود الدراماتيكي للماء الذي بدأ يرتفع تدريجياً منذ يوم الثلاثاء الماضي ليبلغ ذروته مساء أمس عند حاجز أقل من سبعة أمتار بقليل، ومن بين المتفرجين هناك أعداد كبيرة من السياح الذين يتوافدون إلى باريس في نهاية كل أسبوع بالآلاف من أجل ارتياد المتاحف التي صادف أنها كلها واقعة على ضفتي النهر، مثل اللوفر، وأورساي، والقصر الكبير، والفن الطبيعي، والتي أغلقت أبوابها منذ يوم الخميس الماضي، بالإضافة إلى المكتبة الوطنية.

وجرت عملية نقل واسعة ليل الجمعة السبت لآلاف اللوحات والمخطوطات مخافة غزو الماء الذي تدفق في صورة غير متوقعة أو محسوبة. كما شهدت باريس استنفاراً على كافة المستويات حتى إن رئيس الدولة فرانسوا هولاند أشرف بنفسه ليل السبت على ترحيل مقتنيات فنية ثمينة من متحف اللوفر.

فائض منسوب المياه (تويتر)
 

وخرجت الصحف الفرنسية صباح اليوم بتحليلات كثيرة عن سبب الفيضان والأخطاء التي ترتبت على تقديرات المختصين الذين كانت حساباتهم خاطئة، إذ أعطوا يوم الخميس أرقاماً تجاوزها مستوى الفيضان بزيادة متر على الأقل، وتواصل الارتفاع من دون وجود تقديرات نهائية، وثمة من عزا الأمر إلى تشبع الأرض بالمياه، ما أخل بالحسابات التقنية، وهناك من أعطى سبباً آخر يتعلق بتعطل أجهزة القياس المنصوبة في باريس بفعل النفايات التي حملها الفيضان.

باريس اليوم عند مستوى الخطر الأصفر، وهو الدرجة ما قبل الأخيرة، ولذا باتت كافة المؤسسات ومحطات الميترو الواقعة على ضفتي النهر مغلقة بالكامل، وحتى إشعار آخر، هذا غير الأضرار الكبيرة التي أحدثها الفيضان بضواحي باريس القريبة من النهر، وهي أكثر تضرراً بكثير.

ذات صلة

الصورة
معرض يورونيفال في فرنسا، 27 أكتوبر 2008 (Getty)

سياسة

بعد منع فرنسا مشاركة الشركات الإسرائيلية في معرض الأسلحة يوروساتوري، ها هي تمنع الآن أيضاً مشاركة إسرائيل في معرض يورونافال.
الصورة
يُقلق موسم الأمطار والشتاء سكان مخيمات شمال غربي سورية (العربي الجديد)

مجتمع

غرقت وتضررت خيام كثيرة للاجئين في السنوات الأخيرة بفعل العواصف والأمطار والسيول خلال الشتاء في الشمال السوري لكنهم لا يزالون داخلها، وتتهددهم مآسٍ جديدة
الصورة
فلسطينيون في مخيم نزوح عشوائي في رفح - جنوب قطاع غزة - 2 فبراير 2024 (محمد عابد/ فرانس برس)

مجتمع

تأتي أمطار فصل الخريف الأولى لتضاعف معاناة النازحين الفلسطينيين الذين هجّرتهم الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ نحو عام.
الصورة
امرأة في منطقة الصحراء، 3 فبراير 2017 (Getty)

سياسة

دخلت العلاقات بين فرنسا والجزائر في أزمة بعد إعلان فرنسا دعمها مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب بشأن الصحراء وهو ما قد لا يساعد في حل القضية.