باحث عراقي يتوصل لتركيبة كيميائية تهاجم الخلايا السرطانية إلكترونياً

27 ديسمبر 2015
باحث عراقي يتوصل إلى علاج للسرطان (العربي الجديد)
+ الخط -



توصل باحث عراقي، شاب إلى تركيبة كيميائية جديدة، تهاجم الخلايا السرطانية إلكترونياً، يمكن أن تحدث ثورة في علاج أمراض السرطان بعد سلسلة من الأبحاث والتجارب الكيميائية المضنية، أجراها الباحث، واستمرت لتسعة أشهر حصل خلالها على شهادة الماجستير في الكيمياء العضوية بدرجة امتياز.

الباحث عبد الكريم المحمدي، من مواليد الفلوجة 1988، خريج جامعة الموصل، نزح مع آلافٍ آخرين من أهل المدينة قبيل العمليات العسكرية التي مرت ببلدته، لكنه لم يستسلم لظروف النزوح القاسية التي يمر بها، وظل يكافح لنشر بحثه في مجلات، أو صحف عالمية، حتى تمكن من ذلك بعد أن نشرت بحثه إحدى المجلات العلمية الهندية.

وقال المحمدي في تصريح خاص لـ"العربي الجديد" استمر البحث 9 أشهر كان ضمن رسالة الماجستير التي كنت أعدها قبل عامين، وحصلت من البحث على شهادة الماجستير في الكيمياء العضوية من جامعة الموصل بتقدير امتياز.

اقرأ أيضا:"اللص الصامت" ينهش العظام

ويضيف المحمدي في حديثه لـ"العربي الجديد" أجريت البحث بجهود ذاتية خالصة، وبمساعدة مشرفي الخاص على رسالتي في الماجستير، ويتضمن البحث تركيبة كيميائية من عدة مواد لمهاجمة الخلايا السرطانية في جسم الإنسان، ولكن المشكلة أنَّ هذه المركبات تحتاج إلى تعديل كيميائي لتلاءم جسم الإنسان كونها سامة".

المحمدي يشير إلى أنَّ بحثه هذا سبقته عدة بحوث عالمية مشابهة تقريباً، ولكن ابتكاره الجديد في بحثه هو أنَّ تركيبته الكيميائية تهاجم الخلايا السرطانية إلكترونياً.

كما أوضح أنَّ "البحث يتناول تحضير عدد من المركبات الكيميائية العضوية ذات الوزن الجزيئي الضخم، ومن ضمن هذه المركبات جزيئات كبيرة، تحتوي قواعد شيف ( Schiff Base ) وتعمل هذه القواعد على مهاجمة الخلايا السرطانية، بسبب احتوائها على شحنة إلكترونية عالية، وظيفتها تعمل "كقانصة" للجذور الحرة في الخلايا السرطانية (Free Radical ) مما يؤدي إلى سحب الإلكترون الحر الموجود في قواعد الخلية السرطانية، وضمهِ إلى الشحنة الإلكترونية في المركب العضوي ذي الشحنة العالية، والوزن الجزيئي الضخم، وبهذا تتم معالجة الخلايا السرطانية.

لافتاً إلى أنَّ هذا الكلام حقيقي، من ناحية المبدأ، والعمل لكن هناك مشكلة في المركبات المحضرة، وهي أنها غير مناسبة لإدخالها إلى داخل الجسد البشري كونها مركبات كيميائية سامة جداً في حين أنَّ الأدوية المستخدمة لمعالجة أمراض السرطان هي أدوية لا تؤذي الجسد، وقد لا تؤدي إلى مضاعفات جانبية، وهذا يتطلب تعديلات كيميائية للمركبات الجديدة، مبينا أنه لا يملك الإمكانية والمعدات اللازمة للبدء بتلك التعديلات.

لكن المحمدي لم يتمكن من الحصول على براءة اختراع لابتكاره هذا كونه لا يملك مختبراً، أو معدات لازمة، أو إمكانيات مادية لعمل تلك التركيبة، وتقديمها لمراكز البحوث العالمية للحصول على براءة اختراع بحسبه.

وقال لـ"العربي الجديد": "المشكلة أنني لا أستطيع تقديم بحثي إلى المراكز العالمية بشكل نظري، فهم يريدون نتائج تجريبية ناجحة على حيوانات من الفئران البيضاء؛ لأنها الأقل تحملاً للمتغيرات البيئية، والكيميائية، وأنا لا أملك الإمكانية المادية، أو مختبراً، أو معدات لازمة لإكمال بحثي عملياً".

ويشكو المحمدي من إهماله، وعدم احتضانه من قبل الجهات المختصة، مبيناً "لم يحتضني أو يستقبلني أحد، ولم أتمكن حتى من الحصول على وظيفة أعيش منها على الأقل، ولو كنت في بلد آخر لوفروا لي مختبرات، ومعدات لازمة للبحث، وزمالات دراسية في الجامعات العالمية المختلفة".
اقرأ أيضا:دراسة: هذه العادات السيئة تزيد نسبة الإصابة بالسرطان

ويتابع المحمدي قائلا: "كل ما تمكنت من فعله خلال الفترة الماضية بعد كفاح طويل أن أنشر بحثي في مجلة علمية هندية أبدى القائمون عليها إعجاباً كبيراً ببحثي، وأثنوا على جهودي وكرموني بشهادة علمية خاصة، وأعتبر ذلك إنجازاً بحد ذاته، لكنني أطمح لتبني ابتكاري من قبل مؤسسة عالمية؛ لعلي أكون سبباً في إسعاد البشرية والقضاء على هذا المرض الخطير".

وعمل المحمدي طيلة 9 أشهر كانت مضنية بالنسبة له، حيث إن البحث عن المصادر العلمية شحيح جداً في العراق، ويضطر الباحثون في أغلب الأحياء لشرائها من الخارج بمبالغ كبيرة، فضلاً عن عدم توفر المختبرات والمعدات اللازمة؛ ما دفع المحمدي لإكمال بحثه في جامعة أورتدو بالعاصمة التركية أنقرة.

ويذكر أن العديد من الباحثين العراقيين، توصلوا بعد 2003 إلى علاجات وابتكارات دوائية جديدة لمختلف الأمراض الخطرة أبرزها السرطان، والإيدز، والتهاب الكبد الفيروسي، وغيرها... لكن أبحاثهم لم تخرج إلى العلن لافتقارهم للمعدات، والإمكانيات اللازمة لتطبيقها عملياً.

ولاحظ المراقبون توجه الشباب العراقيين إلى الابتكارات الجديدة بشكل لافت في مختلف المجالات، لكنَّ الضوء لم يسلط عليهم، وبقيت أغلب ابتكاراتهم حبيسة المنزل أو صفحات أوراقهم البحثية.

المساهمون