باحثون دنماركيون ساعدوا الصين على ممارسة المراقبة الجماعية

25 يونيو 2020
خوارزمية يمكن استخدامها للرصد الدقيق للناس (Getty)
+ الخط -

ساعد باحثون دنماركيون من جامعة أُلبورغ (شمال) شركة "هيكفيجن" Hikvision الصينية المتخصصة بمراقبة الصينيين لمصلحة الحزب الحاكم في بكين.
ووفقاً لما ذكرت وكالة الأنباء الدنماركية الرسمية، ريتزاو، طوّر الباحثون الدنماركيون لمصلحة شركة المراقبة خوارزمية يمكن استخدامها للرصد الدقيق للناس. ونقلت الوكالة عن خبراء أن هذه الخوارزمية "تُسهم في مساعدة السلطات الصينية على مزيد قمع مواطنيها". ووفقاً ليومية "بوليتيكن"، تستند آلية التطوير التي أسهم باحثو جامعة أُلبورغ في تطويرها، إلى خوارزمية متابعة كل حاسوب مستخدم صيني ورصده والوصول إليه، لرصد دخوله إلى مواقع محظورة ومواقع التواصل الاجتماعي أو أية مواقع على الشبكة العالمية.

ورغم أن التعاون بين المطورين للبرامج والشركة الصينية لا يعد مخالفة للقانون الدنماركي، وفقاً لخبراء تحدثت إليهم الصحيفة الدنماركية، إلا أنهم يطرحون أن "هذا التعاون يشكل إشكالية في استخدام سلطات بكين للتقنية لأجل قمع الحريات"، بحسب ما يذكر خبير سابق في "غوغل"، جاك بولسن. ويؤكد بولسن، الذي أسس منظمة "تيك إنكواري" Tech Inquiry لمكافحة سوء استخدام التقنيات الحديثة، أن الأمر "يتعلق بخرق قانوني واضح".


وتؤكد كبيرة الباحثين في "هيومن رايتس ووتش"، مايا فانغ، التي تتابع من كثب انتهاك الصين لحقوق الأقليات، أن "القضية مثار قلق بالغ في تعاون جامعة دنماركية مع شركة تُسهم مباشرةً في المراقبة والسيطرة على ملايين الناس وقمعهم، وهذا ليس فقط مقلقاً، بل خطير". ومن ناحيته، يؤكد أحد الباحثين المشاركين في الأبحاث في الجامعة، البروفيسور كريستيان يانسن، أنه لم يكن يعرف عن عمل شركة "هيك فيجن" قبل إثارة صحيفة بوليتيكن الموضوع معه، قبل نشر التقرير اليوم. ويعترف يانسن بأن "هذه التقنيات الخوارزمية التي طُوِّرَت يمكن إساءة استعمالها في المراقبة الجماعية، ولكن يمكن أيضاً استخدامها لتتبع الأخبار الكاذبة وسلسلة العدوى في حال انتشار أوبئة جديدة".
وكانت الولايات المتحدة قد فرضت خريف العام الماضي حظراً على الباحثين والتعاون مع "هيك فيجن" دون أذون مسبقة. وقد بررت السلطات الأميركية الحظر في حينه، باعتبار أن الشركة تشارك في انتهاك حقوق الإنسان في مقاطعة شينجيانغن، وفقاً لما ذكرت بوليتيكن. وذكرت الصحيفة أن "الأمم المتحدة تقدّر أن ما يصل إلى مليون من أقلية الإيغور المسلمين سُجنوا في معسكرات اعتقال جماعي في المقاطعة، ويعيش نحو 22 مليون إنسان تحت مراقبة على مدار الساعة بمشاركة "هيك فيجن" وانتشار كاميرات مراقبة في كل الأماكن العامة".​

المساهمون