انقسام تلاوة القرآن بكاتدرائية لقصر ملكة بريطانيا: القسيس يستقيل

24 يناير 2017
استقال لإيمانه بحرية التحدث عن معتقده (فيسبوك)
+ الخط -

أثارت مسألة تلاوة آيات قرآنية من "سورة مريم" في كاتدرائية في غلاسكو ببريطانيا، بمناسبة الاحتفال بعيد الغطاس جدلاً واسعاً في بريطانيا، منذ مدّة. ونشرت الصحافة البريطانية، أخباراً يوم أمس الاثنين، تفيد باستقالة أحد قساوسة الملكة من منصبه، نتيجة الخلاف حول الآيات التي "أنكرت أو نفت أنّ المسيح هو ابن الله"، كما يؤمن المسيحيون.

ووصلت القضية إلى قصر باكنغهام، حيث دارت مناقشات بشأنها، أدّت إلى تنازل القس غافن أشندن عن منصبه، بغية الحصول على مزيد من الحريّة في التحدّث عن إيمانه.

ويتمحور الخلاف حول قراءة نص من القرآن الكريم، خلال فترة أعياد الميلاد في كاتدرائية سانت ماري، من آيات مختارة جاء فيها "إنّ المسيح ليس ابن الله ولا يجوز عبادته على هذا النحو"، وهو ما يناقض أركان الإيمان المسيحي.

وأثارت تلك القراءة غضباً واسع النطاق في المجتمع المسيحي، وتلقّت الكاتدرائية رسائل مسيئة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولا تزال شرطة اسكتلندا تحقّق فيها.

وفي حديث للقس أشندن إلى "برنامج الأحد"، على راديو "4"، قال إنّ المشكلة في ما حدث في غلاسكو، أنّها حصلت بطريقة خاطئة وفي المكان والسياق الخاطئ، على الرّغم من أنّها قدّمت على اعتبارها وسيلة لبناء الجسور والتثقيف بين الناس".

وأضاف: "هناك أعضاء من الجماعة الذين قصدوا الكاتدرائية للسجود للمسيح، كتبوا رسائل مفتوحة شكوا فيها من الحزن العميق الذي اختبروه نتيجة قراءة تلك الآيات". وتابع أنّ قراءة نص من القرآن في الكاتدرائية يعتبر خطأً خطيراً إلى حد ما، أمّا الآيات المختارة فتضاعف ذلك الخطأ، لأنّها الأكثر إشكالية من بين كل الآيات التي كان من الممكن قراءتها".

وبعد أن خدم القس أشندن، الكاتدرائية على مدى تسع سنوات، يقول إنّه خلال الأعوام الأخيرة اعترض أشخاص على دفاعه عن عقيدته، وكتبوا إلى قصر لامبيث وباكنغهام في محاولة لإنهاء الجمعية. وأردف أنّه حين حاول إسكات أو إيقاف هذه المحاولات، رأى أنّ الوضع أكثر تعقيداً كونه قسيس الملكة، وكل ما قد يقوله قد يعتبر من قبل الإعلام، أنّه يعبّر عن موقف الملكة، ومن المهم عدم إدخال الملكة في الشؤون العامة، إذ يفترض عليها ألا تأخذ موقفاً، لأن عليها أن تكون فوق كل المواقف.

لذلك قدّم القس استقالته، التي جاءت نتيجة لإيمانه بأنّ واجبه في التحدّث عن معتقده، أهمّ من منصبه الذي يحول بينه وبين حريّته في التعبير عن رأيه.

وانتقد أشندن في وقت سابق، قراءة القرآن في رسالة إلى صحيفة "ذا تايمز"، وتحدّث أيضاً عن بعض النصوص القرآنية في ما مضى. بالمقابل، دافع القس كلفن هولدسوورث، عن قراءة القرآن الكريم في الكاتدرائية، باعتبارها وسيلة تعمّق الصداقات محلياً، ولكنّه رفض التعليق بشأن المضمون الذي تمّت قراءته في الكاتدرائية.

 

 

 

 

المساهمون