أطلقت جمعية "المنارة" لدعم الأشخاص مع إعاقة في المجتمع العربي، مساء أمس السبت، مشروعاً جديداً يحمل اسم "أغمض عينيك واقرأ" بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الأشخاص مع إعاقة، في مركز محمود درويش بمدينة الناصرة.
وفي حديث مع مدير جمعية المنارة، المحامي عباس عباس، قال: "اليوم نطلق مشروع "أغمض عينيك واقرأ" حتى يشعر الإنسان العربي الموجود في آخر سلّم من يقرؤون، أن هناك طرقا بديلة في عصر السرعة".
وأضاف أن "الهدف من المشروع إطلاع المجتمع العربي العام على أهمية القراءة والتنوير، والاستعانة بالكتاب الصوتي والتثقيف، وعلى رأسهم الأشخاص الذين لديهم عسر في القراءة أو إعاقات بصرية".
وأُنشئت "مكتبة المنارة" التابعة للجمعية قبل سنتين، وتحتوي اليوم على أكثر من 3700 كتاب المتاحة صوتياً ورقمياً مجاناً، تشمل قصص أطفال، وروايات عالمية وعربية، وأخرى مخصصة للتنمية البشرية وكتبا علمية.
وشاركت معلمة لغة الإشارة، نداء أبو أمنة، 36 عاماً، من الناصرة، مع الحاضرين قصة حياتها وقالت: "وُلدت صماء، وفي صِغري كنت خجولة وأخاف من مخالطة الناس، وذلك لأني لم أكن أفهم وأسمع ما يقولون. لقد شعرت بأنني وحيدة. دخلت مدرسة راهبات الناصرة للصم والمكفوفين، وهناك تعلّمت الكثير من الإشارات، وتعرفت على الكثير من الأصدقاء الصم. تعلمت حتى الصف التاسع، ومن ثم نقلت إلى مدرسة في شفاعمرو بالمرحلة الثانوية، وتعلمت تصميم الأزياء".
وأضافت: "حصلت أيضا على رخصة سياقة، ونجحت من أول امتحان. تزوّجت وعندي ثلاثة أولاد غير صم ويعرفون لغة الإشارة. أنا أعمل في مدرسة الصم منذ 15 سنة، وأعلّمهم لغة الإشارة. معي شهادة معلمة لغة الإشارة، وعملت أيضا في مدرسة في كفر قاسم. وأدرس امتحان النظري للسياقة بلغة الإشارة للأشخاص ذوي إعاقة الصم".
أما محمود بن بري، وهو مترجم لغة الإشارة، فقال: "تعلمت اللغة من الدار. وُلدت لوالد ووالدة أصمّين، ونحن ستة إخوة في البيت... اليوم أصبحت الكثير من الأمور متاحة، ويوجد مترجمون أكثر، ولكن قبل عشرين عاماً لم يكن ذلك متوفرا".
واختتم بقوله "الأمر السلبي في هذا الموضوع أن اللغة عندي كانت ضئيلة، ولكن الأمر الإيجابي أنك تتعامل مع الإعاقة بشكل إيجابي".
يشار إلى أن عدد ذوي الإعاقات في المجتمع الفلسطيني بالداخل هو 450 ألفا، وهي إعاقات تتفاوت من خفيفة إلى صعبة، وتشمل إعاقات حركية وجسدية وحسية ونفسية وذهنية.