انطلاق مشاورات لتشكيل حكومة فلسطينية فصائلية

28 يناير 2019
استثناء "حماس" و"الجهاد الإسلامي" من المشاورات (Getty)
+ الخط -
أعلنت حكومة التوافق الوطني الفلسطينية، التي يرأسها الدكتور رامي الحمد لله أنها تضع نفسها تحت تصرف الرئيس محمود عباس، فيما أكد ماجد الفتياني أمين سر المجلس الثوري لحركة "فتح"، وعضو اللجنة المشكلة للحوار مع فصائل منظمة "التحرير" والشخصيات الوطنية لتشكيل حكومة فصائلية، أن اللجنة ستباشر أعمالها اليوم الإثنين.

وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود، في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" صباح اليوم الإثنين، إن "رئيس الوزراء رامي الحمد الله يضع حكومته تحت تصرف الرئيس محمود عباس". وهذا الإعلان عادة ما يأتي قبل تقديم استقالة الحكومة للإفساح في المجال لتشكيل حكومة جديدة.

ونقل المتحدث الرسمي ترحيب رئيس الوزراء وأعضاء الحكومة بتوصيات اللجنة المركزية لحركة "فتح"، القاضية بتشكيل حكومة جديدة.

من جهته، أكد ماجد الفتياني عضو اللجنة المشكلة للحوار مع فصائل منظمة "التحرير" والشخصيات الوطنية لتشكيل حكومة فصائلية، أن اللجنة ستباشر أعمالها اليوم.

وقال الفتياني لـ"العربي الجديد"، إن "هذه حكومة فصائلية سياسية ومن حق حركة "فتح" أن تقول بأننا نريد أن نقود هذه الحكومة في هذه المرحلة، لكوننا الفصيل الأكبر في منظمة التحرير، وهذا يعود للرئيس محمود عباس الذي سيسمي رئيس الحكومة القادمة".

وحول السقف الزمني لعمل اللجنة، قال: "نعم بالتأكيد هذه المشاورات ليست مفتوحة، ومن المفروض أن تقدم اللجنة تقريرها للرئيس محمود عباس خلال أسبوع، من أجل اتخاذ الإجراءات التي يراها مناسبة لتسمية رئيس الحكومة القادم الذي سيتولى هذه المهمة، والتوافق مع فصائل منظمة التحرير على شكل هذه الحكومة".

وأكد أنه "لن تكون هناك مشاورات مع حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، لأن حركة "حماس" هي من أوصل حكومة التوافق الوطني إلى هذه النهايات، عبر تعطيل عملها ووأد جهودها لإنهاء الانقسام، ورفضت تطبيق الآليات التي تم التوافق عليها في أكتوبر 2017، التي كانت تهدف إلى تطبيق كل التفاهمات والاتفاقيات السابقة المتعلقة بإنهاء الانقسام، والوصول إلى الانتخابات".

وأوضح أن "مهمة هذه الحكومة ستكون تنفيذ برنامج منظمة التحرير الفلسطيني لحماية مشروعنا الوطني، ومعالجة الأوضاع الداخلية، والتصدي للتحديات التي تتمثل في برامج حكومة الاحتلال الصهيوني التي اعتمدتها الإدارة الأميركية لشطب المشروع الوطني الفلسطيني، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس".

وشكل الرئيس محمود عباس أمس الأحد، لجنة للتشاور مع الفصائل الفلسطينية لتشكيل حكومة فصائلية، مكوّنة من أعضاء اللجنة المركزية لحركة "فتح": حسين الشيخ، وروحي فتوح، وعزام الأحمد، وتوفيق الطيراوي، وأمين سر المجلس الثوري لحركة "فتح" ماجد الفتياني.

وقال نائب رئيس حركة "فتح" محمود العالول، في لقاء بثه تلفزيون فلسطين مساء أمس الأحد، ونشرته وكالة "وفا": "إن حسم من يترأس الحكومة سيتم بعد الانتهاء من المشاورات مع فصائل منظمة "التحرير" الفلسطينية".

وأضاف العالول أن "حركة فتح تتواصل بشكل دائم مع كل الفصائل، ولكن الحوار الرسمي بشأن الحكومة سيبدأ معهم لأن هدفنا حكومة فصائلية من فصائل منظمة التحرير، يشارك فيها الكل الفلسطيني".

وقال: "لم نناقش خلال اجتماع اللجنة المركزية هذا اليوم أي اسم لتولي رئاسة الحكومة على الإطلاق، أخذنا توجهاً بالمبدأ لتشكيل حكومة فصائلية سياسية".


فصائل ترفض المشاركة في الحكومة

إلى ذلك، أعلنت ثلاثة فصائل في منظمة التحرير الفلسطينية، رفضها المشاركة في الحكومة الفلسطينية الجديدة.

وقال قيس عبد الكريم، نائب الأمين العام لـ"الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين"، في حديث لـ"الأناضول"، إنّ فصيله لن يكون في أي حكومة "خارج التوافق الوطني الفلسطيني".

وكان عبد الكريم قد أوضح لـ"العربي الجديد"، "سمعنا من الإعلام أن الهدف من المشاورات هو تشكيل حكومة سياسية من فصائل منظمة التحرير، ونحن برأينا أن المسألة الأكثر إلحاحاً على جدول الأعمال هي إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني بأسرع وقت ممكن".

ورأى عبد الكريم أن "إجراء هذه الانتخابات يتطلب حواراً وطنياً تشارك فيه جميع القوى والفصائل الفلسطينية، من أجل تحديد شروط العملية الانتخابية".

بدورها رفضت "الجبهة الشعبية" على لسان القيادي عمر شحادة المشاركة في أي حكومة فلسطينية تحت مظلة أوسلو، حسب ما صرح شحادة لـ"العربي الجديد".

ويعاقب الرئيس عباس الجبهتين بقطع مخصصاتهم المالية من الصندوق القومي الفلسطيني، منذ نحو عشرة شهور لـ"الجبهة الشعبية"، وسبعة شهور لـ"الجبهة الديمقراطية"، عقاباً على مقاطعة الأولى للمجلس الوطني والثانية للمجلس المركزي، و"مواقفهم السياسية" حسب تعبير الجبهتين.

من جانبه، أكد سامر عنبتاوي القيادي في حزب "المبادرة الوطنية"، أنّ حركته لن تشارك في أي حكومة فلسطينية دون توافق وطني شامل، وقال لـ"الأناضول" إنّ "أي حكومة قبل التوافق الوطني، من شأنها تعزيز الانقسام".

ويجتمع مساء اليوم، "التجمع الديمقراطي الفلسطيني"، الذي يضم خمس قوى يسارية فلسطينية في منظمة التحرير هي: "الجبهتان الشعبية والديمقراطية"، حزب "الشعب"، حركة "فدا" و"المبادرة الوطنية"، لإصدار موقفها من تشكيل حكومة فصائلية سياسية.

وقالت الأمين العامّ لحركة "فدا" زهيرة كمال لـ"العربي الجديد"، إننا "سنصدر بياناً صحافياً عقب الاجتماع حول موقف التجمع من إجراء حكومة فصائلية".