دخل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، رسمياً في سباق مع الزمن، في مسعى لإيجاد حل للمفاوضات المتعثرة مع زعيم حزب "يسرايل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان لتشكيل حكومته الخامسة؛ وذلك مع بقاء أقل من 16 ساعة على نهاية المهلة القانونية الممنوحة له، والتي تنتهي عند منتصف الثانية عشرة من ليل الأربعاء.
وتواصلت، أمس الثلاثاء، محاولات نتنياهو، وسط مضاعفة الضغوط على ليبرمان، في التوصل لتسوية وصيغة قانونية لحل الخلاف بشأن مسألة تجنيد الحريديم.
ووفقاً لجدول الأعمال المعلن فسوف يستأنف الكنيست في الثانية عشرة من ظهر اليوم، إجراءات تشريع قانون حله، والذي كان قُدم له الإثنين الماضي، كمحاولة ضغط يسعى نتنياهو من خلالها إلى تأكيد جدية خيار الانتخابات الجديدة على الرغم من إعلانه بموازاة ذلك أنه سيواصل مساعيه لتشكيل الحكومة وحل الأزمة حتى نهاية المدة القانونية، عند منتصف الليلة، معتبراً أنه "إذا صدقت النوايا" فإنه يمكن حل الأزمة بسهولة وخلال وقت قصير وتشكيل الحكومة.
في المقابل، لا يسارع أحد في إسرائيل، اليوم، إلى الجزم بمعرفة حقيقة نوايا نتنياهو، بشأن الذهاب لانتخابات جديدة، وأن كل ما يجري هو مناورة منه قد يتراجع عنها عند منتصف الليلة، عبر وقف عملية التشريع، وأن يبلغ رئيس الدولة، رؤوفين ريفلين، بأنه فشل في تشكيل حكومة جديدة لنقل الكرة إلى ملعب رئيس الدولة.
ووفقاً لقانون أساسي الحكومة فإنه في حال أوقف نتنياهو في اللحظة الأخيرة تشريع قانون حل الكنيست، وأبلغ الرئيس بفشله بتشكيل الحكومة الجديدة سيكون على رئيس الدولة تكليف عضو كنيست آخر، يملك فرصة وإمكانية لتشكيل الحكومة المقبلة.
وكان لافتاً، أمس، أن أبلغ نتنياهو أعضاء حزب "الليكود"، أنه "كلما رسخت القناعة بأننا في الطريق إلى الانتخابات، فإن ذلك سيبعد شبح الانتخابات ويضطر الفرقاء إلى تقيم تنازلات لتفادي الذهاب لانتخابات جديدة".
ويعني هذا أن الترقب سيظل سيد الموقف في إسرائيل، اليوم، لمعرفة حقيقة نوايا نتنياهو، لا سيما أن انتخابات جديدة ستزيد من سوء وضع نتنياهو القانوني، لأنها قد تجري بعد جلسة الاستماع والكشف عن بنود الاتهامات الموجهة ل0ه، على الرغم من أن استطلاعا نشرته "معاريف"، قبل يومين، تنبأ بتعزيز قوة معسكر اليمين المؤيد لنتنياهو.
في الأثناء، شهدت الاتصالات الحثيثة والمتواصلة، استمرار تراشق الاتهامات بين "الليكود" من جهة، وأحزاب الحريديم من جهة، وبين أفيغدور ليبرمان، مع تصعيد في الاتهامات الموجهة لليبرمان بأن ما يريده هو الإطاحة بنتنياهو، فيما أصر حزب ليبرمان على أن الحزب يعتبر نتنياهو المرشح الوحيد لرئاسة الحكومة لكن دون الخضوع لإملاءات أحزاب الحريديم في قضايا التجنيد ومحاولاتهم فرض مزيد من الإكراه الديني.