انتعاش أسعار الغاز في آسيا

وحسب البيانات التي نشرتها هذا الأسبوع وزارة الاقتصاد والتجارة اليابانية، فإن أسعار الغاز الطبيعي أرتفعت في السوق الفوري الياباني من 8 دولارات في ديسمبر/ كانون الأول إلى 8.4 دولارات لمليون وحدة حرارة بريطانية في يناير/ كانو الثاني. ومليون وحدة حرارة بريطانية، هي المقياس المتعارف عليه في بيع الغاز الطبيعي، إلى جانب المتر المكعب في الصفقات الضخمة.


وفي باقي أسواق آسيا ارتفع سعر الغاز في السوق الفوري إلى 9.5 دولارات للوحدة في المتوسط. وذلك وفقاً لورقة بحثية لمعهد اقتصاد الطاقة الياباني. وهذا المعدل من الأسعار، هو أعلى سعر للغاز في آسيا منذ بداية العام 2015. وعادة ما تتبع أسعار الغاز الطبيعي أسعار النفط صعوداً وهبوطاً، خاصة في مبيعات الغاز المسال في أسواق الغاز الفورية.

ويذكر أن الطلب على الغاز الطبيعي استفاد خلال السنوات الأخيرة، من وقف اليابان لـ 40 مفاعلاً نووياً في أعقاب أزمة مفاعل فوكوشيما. كما أوقفت ألمانيا كذلك توليد الكهرباء نووياً في أعقاب كارثة المفاعلات اليابانية. 

وقال محللون في الطاقة، إن اتفاقية المناخ التي وقعت في باريس ستعمل على إخراج الفحم الحجري تدريجياً من توليد الكهربا في العالم، وهو ما يعني أن الغاز كمولد نظيف للطاقة سيزداد مع تطبيق اتفاقية التلوث المناخي.


ويلاحظ أن العالم أصابه الذعر من استخدام التوليد النووي للطاقة عقب كارثة مفاعل فوكوشيما الياباني، الذي حول مدناً وقرى كاملة في شمال اليابان إلى مناطق مهجورة، كأنما لم يكن فيها سامر.


ومنذ كارثة فوكوشيما، رفعت اليابان واردات الغاز المسيل بنسبة 40% لتغطية النقص الذي تركه المفاعل في توليد الكهرباء.


كما يرى محللون كذلك أن الطلب على الغاز المنتج من المنطقة العربية وأميركا، أستفاد كذلك من التوترات السياسية في المحيط الجغرافي الأوروبي الروسي الذي أججه النزاع الروسي–الأوكراني، وما تلاه من تداعيات الحظر الغربي على روسيا وتهديدات أوكرانيا بوقف صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا. وتغذي روسيا أوروبا بحوالي 40% من احتياجات الغاز الطبيعي.