انتخابات ولاية تورينغن الألمانية: اليمين الشعبوي يسعى لمضاعفة حضوره

27 أكتوبر 2019
استطلاعات الرأي تعطي اليسار الصدارة (Getty)
+ الخط -
 يتوجه، اليوم الأحد، 1.7 مليون مواطن ألماني يعيشون في ولاية تورينغن الواقعة شرق البلاد إلى صناديق الاقتراع لانتخاب 88 نائباً لبرلمان الولاية لمدة خمس سنوات، إذ سيُنتخب 44 منهم عن طريق الاقتراع المباشر. 

ويناضل رئيس الحكومة الحالي بودو راميلو للولاية المنتمي الى حزب اليسار للحفاظ على منصبه وتحقيق ائتلاف جديد مع حلفائه الحاليين، حزبي الاشتراكي الديمقراطي والخضر.

ويبدو هذا الأمر قريب المنال في ظل ما أفرزته استطلاعات الرأي الأخيرة، إذ يحتل اليسار الصدارة، لكن الأمر لن يكون كافيا لتحقيق أغلبية، ويحتاج إلى تحالفات من أجل الوصول مجدداً إلى حكومة تسانده في الاستمرار في تطوير الولاية.

في المقابل، من المرجح أن يضاعف البديل من أجل ألمانيا أصواته ويحل ثالثاً بنسبة 21% وفق القناة الثانية الألمانية، عبر مرشحه الرئيس، بيورن هوكه، الذي تعتبره المخابرات الداخلية يمثل تهديداً متطرفاً محتملاً لمشاركته في مظاهرات عامة العام الماضي إلى جانب يمينيين متطرفين معروفين لديها. 

أما المسيحي الديمقراطي فيسعى لتعبئة المؤيدين وكسب الناخبين، ويعمد مرشحه مايك موهرينغ لمنع حكومة أقلية في الولاية، إذ يحاول مرشح حزب المستشارة أنجيلا ميركل أن يحل محل مرشح اليسار بودو راميلو وتولي رئاسة الحكومة، إلا أن هناك بعض النقاط لصالح اليسار.

ويتقدم الأخير بنسبة 28 إلى 30% فيما ينال المسيحي الديمقراطي ما بين 23 و26%، فيما الحليفان الحاليان الاشتراكي والخضر واليسار لم يتجاوزا نسبة 10%، وهذا ما سيؤدي إلى صعوبات في تشكيل الحكومة المقبلة في ظل صعوبة تشكيل تحالف زيمبابوي، أي بين المسيحي الديمقراطي والاشتراكي والخضر، مع الترجيحات بصعوبة دخول الليبرالي الحر إلى البرلمان الإقليمي. هذا في وقت يستبعد مرشح المسيحي الديمقراطي التحالف مع اليسار والبديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي.

وفي هذا الإطار، قال نائب رئيس معهد برلين حول الأبحاث البرلمانية بنيامين هونه لشبيغل أون لاين، إنه على الرغم من احتمال وجود حكومة أقلية، إلا أنه بالكاد أن يستمر لفترة طويلة، معتبرا أن الضغط من الجمهور سيكون مرتفعا للغاية، لأنه مع غياب تعاون المسيحي الديمقراطي، فإن الحكومة ستكون أمام ضغط هائل، لذلك فإن سلوك الأحزاب بعد الانتخابات أمر حاسم، إذا لم تكن هناك أغلبية فقد يتم إجراء انتخابات جديدة بعد بضعة أشهر من الحكم.

وبناء على التوقعات الحالية لاستطلاعات الرأي، سيحصل الائتلاف الحالي على 43 من أصل 88 مقعدا، وتقول مجموعات مسح بحثي، بينها انسا وسيفاي وانفراتاست ديماب، إن التصويت عبر البريد والعدد الكبير لأصوات الناخبين المترددين والذين لم يحسموا أمرهم بعد، تبقي على المفاجآت، وفق ما ذكر موقع زود تورينغن.

ومع العلم أن التقارير أشارت إلى أن هناك اهتماما بالتصويت عبر البريد وعلى خلاف الدورات السابقة، فقد صوت ما يقارب 174 ألف مواطن حتى يوم الأربعاء الماضي وفق ما ذكرت شبكة "إم دي آر"، أي ما نسبته 13.2%، وهذا الرقم أكبر بكثير مما كان عليه العدد في انتخابات عام 2014.

تجدر الإشارة إلى أن ما يختلف في ولاية تورينغن عن العديد من باقي الولايات أن رئيس الوزراء لا يترك منصبه لحين انتخاب رئيس جديد للحكومة، وهو ما نصت عليه المادة 75 من دستورها. 

المساهمون