تُسلم ملكة جمال لبنان عام 2015، فاليري أبو شقرا، تاج جمالها، الليلة مساء، لمتبارية واحدة من أصل 15 فتاة رُشّحن للقب ملكة جمال لبنان لعام 2016.
أبو شقرا التي ظهر اسمها ضمن قائمة أفضل خمس مشتركات في مسابقة ملكة جمال العالم قبل المسابقة، العام الماضي، حلتْ في المركز الأول في تصويت الحكام. وتحدثت مواقع مهمّة تهتم بالحدث الجمالي العالمي، إلى أن أبو شقرا كانت الأوفر حظاً لنيل لقب ملكة جمال العالم العام الماضي. لكن تغير الأمر في الساعات الأخيرة التي سبقت حفل التتويج. ووفق النتيجة النهائية للمسابقة يومها، تبيّن أن أبو شقرا هي اللبنانية الوحيدة التي نجح الرهان في وصولها إلى مرتبة بين المراتب الخمس الأولى.
درست أبو شقرا فن التواصل Communication arts -Radio Tv، وكان لها تجارب في الدراما اللبنانية كممثلة. تنهي أبو شقرا، اليوم، ولايتها الجمالية، أمام تساؤلات كثيرة حول فقدان هذا الحدث السنوي لقيمته، وغياب الحماس الذي كان يرافق الحفل قبل عرضه لفترة من الوقت، لأسباب لم تُعرف. ويكتفي تلفزيون LBCI بالإشارة إلى المباراة قبل وقت قليل من بلوغ مرحلة التصفيات في اختيار المشتركات، وتحديد موعد الحفل.
أكثر من عشر شركات إعلانية كبرى، ومنها شركات عالمية، ترعى هذا الحدث اللبناني الذي سيشغل بال المتابعين لمعرفة من ستكون ملكة جمال لبنان لهذا العام. وتصل كلفة تنظيم الحدث لأكثر من مليون دولار أميركي، إضافة إلى الجوائز التي تحظى بها الملكة.
لأكثر من 20 عاماً، تُنظم المحطة اللبنانية للإرسال مسابقة انتخاب ملكة جمال لبنان، اللقب الأغلى، والذي عززته ثقة اللجنة الدولية بالمباراة واللجنة، وأهدته للمحطة منذ أكثر من عشرين عاماً. فتحوّل حدثاً سنوياً تجند له طاقات وميزانيات كبيرة، وترعاه وزارة السياحة اللبنانية.
مساء اليوم، يصبح للبنان ملكة جمال ستتسلم التاج من الملكة السابقة، فاليري أبو شقرا، في حفل كبير ينقل مباشرة على الهواء. وفي التسريبات الخاصة، فإن أكثر من 40 فتاة من لبنان، تقدّمن للمشاركة في المباراة هذا العام، لكن اللجنة التي التقت المرشحات في أحد فنادق العاصمة بيروت، ارتأت اختيار 15 مرشحة للمشاركة فقط. وعلم أن لجنة ثانية تولت تدريب المشتركات، ووظفت لهنّ مُدرّبات مسؤولات عن التغذية الصحية منذ ثلاثة أسابيع، إضافة إلى تمارين خاصة بكيفية التصرف والمشي، ولغة الخطاب أمام الناس.
تُشكّل هذه المسابقة بُعداً معنوياً للبنان، كحدث موسمي سياحي، على الرغم من انشغالهم بهموم يومية ومسائل سياسية أرخت بظلها على كل الأحداث المرافقة، في وقت ابتعدت فيه ملكات جمال لبنان الحاملات للقب عن النشاطات المطلوبة خلال فترة الولاية التي تمتد عاماً كاملاً. ولم تحقق أي من الملكات اللواتي انتخبن في السنوات الأخيرة، أي تقدم أو إنجازات على الصعيد الخدماتي ولا الصحي ولا حتى الاجتماعي. في حين تبنّى بعضهن سلسلة من المشاريع التي لم يُكتَب لها التنفيذ، فكانت مجرد عنوان بعد أول لقاء صحافي تعقده الملكة عقب فوزها.
وعلِمَت "العربي الجديد" أن عدداً من المرشحات، اليوم، في انتخابات الجمال يعملن في مهنة عرض الأزياء على الرغم من الشروط التي وضعتها اللجنة، والتي تطالب بألا تكون المرشحة قد عملت في مجال عرض الأزياء أو شاركت في برامج تلفزيونية. ومن الأسماء التي سُرِّبت، تقول المعلومات إن المشتركة رُبى دكاش هي المرشحة القوية للفوز باللقب، وهي تعمل في مجال عرض الأزياء، إضافة إلى تريسي رزق الله وكارين سرحان. ويبدو أن التسريب الذي بات ملازماً لانتخابات ملكة جمال لبنان كل عام، يقوي الصراع، ويجعل المسابقة تحتدم بين المتسابقات، وسط اتهامات تكال إلى لجنة تنظيم المباراة، فضلاً عن الحديث عن أموال تُدفع من أجل الفوز باللقب.
كل هذه التفاصيل، تضع المُسابقة أمام أسئلة كثيرة، لا تريد، رولا سعد، المنتجة المنفذة للحفل عموماً الردّ عليها. وترمي سعد بالمسؤولية على لجنة تحكيم المسابقة التي وجدت في المشتركات من تستحق اللقب بشكل جدّي، أمراً غير قابل للنقاش، ولا حتى لمجرد الشك بمصداقية المحطة التي تبنّت هذا الحدث، وأولته اهتماماً كبيراً. برأي سعد أن "الملكة تُنتخب، من أجل ثقافتها وحضورها، وطريقة إجابتها عن الأسئلة التي تُطرح على المتسابقات. لكن لو سألنا، اليوم، عن بعض الأسماء التي فازت باللقب في السنوات الخمس الأخيرة، ربما لا نتذكر إلا سالي جريج التي خرجت بقضية صورتها مع ملكة جمال إسرائيل العام 2014 ،وتحول لقبها إلى اتهام، الأمر الذي دفعها إلى الابتعاد عن الأضواء، وزواجها العام الماضي".
وهذا العام، غابت، أيضاً، فاليري أبو شقرا، عن النشاطات التي من المفترض أن تحملها صاحبة لقب وطني يمثل لبنان. "ملكة جمال لبنان" عام 2015 كانت إطلالتها خجولة، وبعيدة عن الأضواء، وافتقدت للمبادرة الفردية في عدة مجالات كان بإمكانها المساعدة ضمنها. وتلوم أبو شقرا الدولة اللبنانية التي لا تضع روزنامة عمل للملكة لما لها من ثقل معنوي تجاه قضايا اجتماعية وإنسانية تهم لبنان. وكان كل ما قامت به أبو شقرا خلال فترة ولايتها، عبارة عن بعض المشاريع الفردية، مع جمعيات خاصة بالأطفال والمعوزين، وضرورة متابعة الفحوصات الطبية، للكشف المبكر عن سلامة القلب.