انتخابات الكويت اليوم: دوائر متشابكة وعناوين اقتصادية وسياسية وقبلية

26 نوفمبر 2016
+ الخط -

يتجه الكويتيون اليوم السبت، إلى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم الخمسين من أصل 293 مرشحاً ومرشحة في الانتخابات البرلمانية المبكرة، التي جاءت بعد قرار أمير البلاد حلّ مجلس الأمة وفقاً للمادة 107 من الدستور الكويتي لأسباب متعددة، أبرزها "الظروف الإقليمية الدقيقة، وما استجد منها من تطورات وما تقتضيه التحديات الأمنية وانعكاساتها المختلفة"، بحسب مرسوم حل المجلس.

في هذا السياق، تُقسم الكويت إلى خمس دوائر انتخابية، يمثل الدائرة الواحدة عشرة نواب، ليكون مجموع أعضاء مجلس الأمة 50 نائباً. ووفقاً لمرسوم الصوت الواحد الصادر عام 2012 الذي سبّب احتجاجات حاشدة في الكويت، وقاطع على أثره المعارضون الانتخابات البرلمانية لمدة أربع سنوات، فإنه لا يحق للشخص سوى التصويت لمرشح واحد فقط من أصل عشرة سيصلون عن دائرته الانتخابية. وهو ما يعني قصوراً تشريعياً كبيراً، بحسب المعارضين للمرسوم، وساهم في سهولة التلاعب بالانتخابات وشراء الأصوات.

وتُعدّ الدائرة الأولى في الكويت أكثر الدوائر الانتخابية تشابكاً على المستوى الطائفي، إذ يتوقع أن تصوت الدائرة لخمسة نواب شيعة، وخمسة نواب سنة، كما حدث في الانتخابات الماضية. ويُتوقع أن يصل إلى المجلس عن الدائرة الأولى نائبان من قبيلة العوازم، ذات الحضور الواسع في هذه الدائرة.

وتتصاعد حدة الاستقطاب الطائفي في الدائرة الأولى أوقات الانتخابات، ويُعدّ كل من عدنان عبدالصمد وفيصل الدويسان ويوسف الزلزلة، أبرز المرشحين للحصول على كرسي البرلمان من الطائفة الشيعية. وبعد استبعاد النائب المثير للجدل والمطلوب في قضايا أمنية، عبدالحميد دشتي، فإن من المرجح أن يحصل خالد الشطي على مقعده أيضاً. أما في المعسكر السني في الدائرة الأولى، فإن الأمور تميل للضبابية بعض الشيء بسبب تقارب أعداد الناخبين في قواعدهم الانتخابية، لكن حظوظ مرشح جماعة الإخوان المسلمين أسامة الشاهين ومرشح التيار السلفي عادل الدمخي، هي الأقوى. كذلك فإن حظوظ مرشحي قبيلة العوازم مبارك الحريص ومحمد الهدية تعد قوية أيضاً.

في الدائرة الثانية، تعتبر الأمور محسومة إلى حدّ كبير، بسبب أن هذه الدائرة هي الأقل عدداً من ناحية الناخبين. ويُتوقع وصول رئيس مجلس الأمة السابق مرزوق الغانم، وممثل جماعة الإخوان المسلمين، أحد زعماء المعارضة جمعان الحربش، وممثلي التيار السلفي أحمد باقر ومحمد براك المطير والمعارض المستقل رياض العدساني. أما بقية المقاعد فمتأرجحة بين مرشحين ممثلين للطائفة الشيعية ومرشحي القبائل. وتعد حظوظ المرشحة الليبرالية عالية الخالد جيدة نوعاً ما في هذه الدائرة، حسبما يقول مراقبون. وتعتبر الدائرة الثانية معقلاً رئيسياً للحضر السنة والسلفيين مع وجود واضح ومعتبر للقبائل، وأقلية شيعية صغيرة استطاعت في السنوات الأخيرة إيصال نائب واحد لها هو عدنان المطوع.



تعد الدائرة الثالثة هي المحرقة الانتخابية، كما يجمع مراقبون، إذ إن لا شيء واضحاً فيها، كما يقول الكاتب والباحث عبدالرزاق الشايجي، بسبب تداخل القواعد الانتخابية والخلفيات الاجتماعية والطوائف فيها. لكن هناك أسماء بارزة، من المرجّح لها أن تحصل على مقعد البرلمان، أبرزها وزير العدل والأوقاف السابق يعقوب الصانع، الذي استطاع خلال مدة توزيره تكوين العديد من العلاقات واستمالة أبناء دائرته، من خلال التعيينات الوزارية، وهو ما أدى إلى سخط عليه من قبل مرشحي الدائرة الآخرين. كذلك تبدو حظوظ يوسف الفضالة، الذي يستند إلى القواعد الانتخابية لوالده النائب السابق، رئيس الجهاز المركزي للبدون الحالي، صالح الفضالة، في ظهور واضح لبوادر التوريث في الانتخابات البرلمانية الكويتية.

وكذلك فإن فرص مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد الدلال تبدو قوية جداً، حيث تعتبر الدائرة الثالثة هي معقل الجماعة الرئيسي في دولة الكويت. كما أن من أبرز المرشحين للحصول على مركز متقدم في الدائرة هو وزير النفط السابق، النائب السابق، ممثل التيار السلفي علي العمير، بينما تبدو حظوظ السلفيين المعارضين عمار العجمي ووليد الطبطبائي متأرجحة بعض الشيء. وكذلك حظوظ النائب السابق محمد الجبري، والمرشحة، النائبة السابقة صفاء الهاشم، التي عادت للسباق الانتخابي في اللحظة الأخيرة بأمر من القضاء الكويتي بعد شطبها من قبل لجنة الانتخابات.

وتشهد الدائرة الانتخابية الرابعة ذات الأغلبية القبلية الخالصة، كما هو الحال مع الدائرة الخامسة، انقساماً كبيراً بين مرشحي القبائل أنفسهم، وتنافساً شديداً بسبب تقارب أعداد بعض القبائل مع بعضها البعض. لكن العديد من النواب الإسلاميين المعارضين من ذوي الشعبية الجارفة، من المنتظر لهم أن يحصلوا على مقاعد متقدمة في السباق الانتخابي، وأبرزهم محمد هايف المطيري ومبارك الوعلان المطيري، وذلك في غياب رمز الدائرة الانتخابي، زعيم المعارضة البارز مسلم البراك، صاحب أعلى حصة أصوات في تاريخ الانتخابات الكويتية. وكذلك من المنتظر أن يحصل مبارك هيف الحجرف وثامر السويط الظفيري، اللذان حازا على إجماع قبيلتيهما على كرسي البرلمان، بينما تتأرجح بقية المقاعد بين النائب الموالي عسكر العنزي وسلطان اللغيصم ومرزوق الخليقة ونايف الخثية المطيري وعبدالله فهاد العنزي المدعوم من جماعة الإخوان المسلمين.

وكما هو الحال في الدائرة الرابعة، فإن حال الدائرة الخامسة يبدو متشابهاً، إذ تشهد الدائرة ذات الغالبية القبلية الخالصة، تنافساً محموماً بين جميع القبائل الصغيرة والكبيرة. وفي هذا الصدد، انتخبت قبيلة العجمان أربعة نواب في انتخابات مصغرة، هم محمد الحويلية ومبارك بن خجمة والصيفي مبارك الصيفي ومانع العجمي، لكن عدداً من مرشحي القبيلة فضّلوا النزول خارج الفرعية، أبرزهم نايف العجمي ومهدي العجمي ومحمد بن حثلين.

ويبدو الانقسام موجوداً في معسكر قبيلة العوازم أيضاً التي أجرت انتخاباتها المصغرة من دون التزام من قبل مرشحي القبيلة، وأبرزهم المعارض الإسلامي بدر الداهوم، الذي عادت المحكمة وشطبته هو وممثل قبيلة مطير في الدائرة نفسها خالد النيف، بسبب الإساءة إلى الذات الأميرية. واستبدلته القبيلة على الفور بمرشحها الاحتياطي ماجد مساعد المطيري، وهو ذو حظوظ قوية في الدائرة، بسبب انتمائه للمعارضة، في دائرة يميل المزاج الشعبي فيها للسخط على الحكومة بسبب سحب جنسيات المواطنين. أما الحصان الأسود في هذه الدائرة فهو المحامي الحميدي السبيعي، الذي لا ينتمي لقبيلة كبيرة في العدد، لكن مرافعته أمام القضاء الكويتي في قضايا الحريات، وآخرها قضية البرلماني السابق عبدالله البرغش العجمي، الذي سحبت الجنسية منه ومن عائلته، شكّلت له حظوظاً كبيرة جداً. ومن المنتظر أن ينجح العديد من النواب التقليديين الموالين للحكومة والمدعومين منها، وأبرزهم طلال الجلال السهلي، كما أن حظوظ مرشح قبيلة الهواجر حمود الخضير تبدو كبيرة جداً.

دلالات
المساهمون