انتخابات إسطنبول: المعارضة تراهن على إمام أوغلو.. و"العدالة والتنمية" يتجاهل ذكره بالاسم

18 مايو 2019
هل يهزم إمام أوغلو بن علي يلدريم مجدداً؟ (الأناضول)
+ الخط -
قبل أكثر من شهر على انتخابات الإعادة في مدينة إسطنبول كبرى المدن التركية والتي تجرى في 23 حزيران/ يونيو المقبل، تتسابق الأحزاب التركية على وضع استراتيجيات جديدة للفوز بالانتخابات، وخاصة المعارضة التي حققت تقدماً في الانتخابات التي ألغيت، في فوز نادر بإسطنبول، لم يتحقق في 17 عاماً أمام حزب العدالة والتنمية الحاكم.

وفاز مرشح المعارضة عن حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو بالانتخابات التي جرت في 31 آذار/ مارس الماضي، متقدماً على منافسه مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم بن علي يلدريم، إذ تسلم وثيقة الفوز قبل أن يتم إلغاء تلك الانتخابات.

وخلال هذه المدة من الشد والجذب، برزت شخصية أكرم إمام أوغلو، كقيادي يمكن المراهنة عليه من قبل المعارضة، لمنافسة حزب العدالة والتنمية الحاكم، والرئيس رجب طيب أردوغان، نظراً لجذوره المحافظة، وشخصيته الكاريزمية، وحديث المعارضة عن تعرضه للظلم بإلغاء الانتخابات، وهو ربما يترك انطباعاً شعبياً رافضاً لإعادة الانتخابات، ما يرفع شعبيته أكثر.

وبناء على هذه النقطة، ستعمل المعارضة على الاستثمار باسم إمام أوغلو، وهو ما أعلنته مسؤولة الحزب في إسطنبول جانان كافتانجي أوغلو، في مؤتمر صحافي عرضت فيه استراتيجية الحزب، حيث جرى تقسيم الفترات إلى 3 الأولى في رمضان، والثانية فترة العيد، والثالثة لما بعد العيد وصولاً إلى الانتخابات في 23 حزيران/ يونيو الجاري، وسيتم إبراز اسم إمام أوغلو ميدانياً.

وأوضحت أن المعارضة ستعمل على توضيح أهداف إمام أوغلو ووعوده التي تصل إلى 16 مليوناً من سكان إسطنبول، فضلاً عن عرض إنجازات إمام أوغلو خلال 17 يوماً تولّى فيها رئاسة بلدية إسطنبول الكبرى، قبيل إلغاء مذكرة فوزه، على اعتبار أن "الظلم الذي تعرض له إمام أوغلو هو ظلم لحق بكل أهل إسطنبول".

ويمكن تلخيص حملة حزب الشعب الجمهوري بأنها استخدام لغة تحتضن الجميع، باستخدام مصطلح "تحالف إسطنبول"، وسيتم الاعتماد على قرار الهيئة العليا للمفاوضات، وأن المعارضة تتصارع معه في الانتخابات، وسيتم التركيز على "الظلم" لمخاطبة وجدان الجماهير، كما سيتم تقديم اسم إمام أوغلو على مواقع التواصل الاجتماعي وسحب أسماء المشاهير والداعمين واستخدام شعار "كل شيء سيكون جميلاً"، لحين اعتماد شعار جديد.

كما أن رئيس الحزب كمال كلجدار أوغلو، وحليفته رئيسة "الحزب الجيد" سيعملان في الحملة الانتخابية ولكن ليس بطريقة تغطي على إمام أوغلو، بل سيتم الإبقاء عليه بارزاً ليكتسب مزيداً من الشعبية.

في المقابل، سيعمل حزب العدالة والتنمية الحاكم، وبتعليمات من الرئيس رجب طيب أردوغان، على عدم استخدام اسم إمام أوغلو في أي أحاديث أو انتقادات موجهة إلى مرشح المعارضة، والاكتفاء بقول إنه مرشح حزب الشعب الجمهوري، وجعل الانتخابات تجرى بين حزب العدالة والشعب الجمهوري، وليس بين بن علي يلدريم وإمام أوغلو، وسبب سعي أردوغان في ذلك هو عدم جعل اسم إمام أوغلو متداولاً بكثرة، والتركيز على الحزب وإنجازاته، فضلاً عن خشية من استغلاله إلغاء الانتخابات بهدف كسب تعاطف شعبي.

ووفقاً لسعي العدالة والتنمية لتجاهل اسم إمام أوغلو، سيتم طرح المواجهة على أنها ستتم بين أردوغان وكلجدار أوغلو، وهناك فارق كبير بينهما، ولكن المعارضة مهما حصل فإنها نجحت في تلميع اسم إمام أوغلو خلال الفترة السابقة، ما يجعل الانتخابات المقبلة مهمة وحاسمة، وبناء عليها ربما يتحدد مصير السلطة السياسية في السنوات المقبلة.
المساهمون