يؤثر الغذاء على نشاطات الفرد، وهو الأساس في الحياة. وإذا لم يتمّ تناوله بطرق صحيحة قد يُصبح ضاراً ويُعيق عمل الجهاز الهضمي. تقول اختصاصية التغذية ميرنا عليق: "تؤثر طريقة الجلوس على كميات الأكل، سواء كانت أقلّ أم أكثر من حاجة الجسم كي يشبع، كما تؤثر على عمل المعدة وحرقها للأطعمة".
وتُضيف عليق لـ"العربي الجديد": "تحدد كيفية الجلوس وتناول الوجبات إمكانية حدوث مشاكل هضمية مزعجة، إضافة إلى مشاكل صحية أخرى قد تؤدي إلى حدوث خلل في الجهاز الهضمي، وعند الالتزام باتّباع طرق سليمة وصحيحة في تناول الوجبات الغذائية، يصير الهضم السليم مضموناً، وبالتالي إمكانية حدوث أي مشاكل هضمية تقلّ بنسبة كبيرة جداً".
وتشرح ميرنا أنّ "البعض يعتاد على طريقة جلوس معينة أثناء تناول الطعام، وتغييرها قد يكون صعباً بالنسبة إليه، وربما يكون غير صحيّ للشخص نفسه، كالذّين يجلسون على الأرض ويتربّعون، فهؤلاء لا يستطيعون تغيير عادتهم هذه، لكنّ طريقة الجلوس هذه، قد تُسبب لآخرين ضغطاً على المعدة، بحيث يكون الظهر منحنياً والجهاز الهضمي كلّه غير مستقيم كما يجب أن يكون، وبالتالي تُعيق عمل الأنزيمات".
وتُكمل عليق: "الجلوس على كرسي مرتفع وطاولة منخفضة يؤثر بشكل سلبي كذلك، لأنّ هذه الوضعية تُجبر العضلات الأخرى على العمل، وبالتالي لا تسمح بتناول الكميات المطلوبة والكافية التي يحتاجها الجسم للشعور بالشبع، ووضعية الجلوس على طاولة ذات ارتفاع منخفض جداً تؤثر نفسياً بشكل سلبي، إذ يضغط خصر البنطلون على المعدة وينحني الظهر ويمنع تناول كميات كافية من الطعام بسبب عدم شعور المعدة بالراحة".
تؤثر كذلك طريقة تناول الأطعمة على كميتها، وتُعطي عليق بعض الأمثلة على ذلك:
- الجلوس أمام التلفزيون لساعات طويلة يؤدي إلى تناول كميات أكبر وذات سعرات حرارية كبيرة، من دون الانتباه إلى ذلك.
- تناول أطعمة سريعة قبل الذهاب إلى العمل صباحاً يؤثر في حرمان الجسم من موارد ضرورية يكون في أمسّ الحاجة إليها خلال النهار.
-الأكل بسرعة يؤدي إلى تناول كميات أكبر من الحاجة، لأنّ المعدة تتأخر نصف ساعة في إرسال إشارة إلى الدماغ لتبليغه بالشبع.
لذا تنصح اختصاصية التغذية بالجلوس على المائدة في أوقات محددة وبطريقة مريحة ومستقيمة، وتناول وجبات صحية ذات سعرات حرارية قليلة، ومضغ المأكولات ببطء وهدوء وبشكل جيّد، لمساعدة الجهاز الهضمي على العمل بشكل طبيعي.
وتُحذر من ممارسة رياضة المشي فوراً بعد الأكل، فعلى المعدة أن تأخذ وقتها في هضم ما أُكل، وتدعو إلى الابتعاد عن عادة النوم بعد الأكل، خصوصا على البطن، فهي تؤثر سلباً على عملية الهضم وقد تعيقها.
وتختم: دراسات كثيرة خلصت إلى أنّه في اليابان يعيش اليابانيون أفضل من غيرهم ومعدّل أعمارهم مرتفع عن المعدّلات الخاصّة بشعوب أخرى، لأنّهم يأكلون 75 في المائة من حاجاتهم الغذائية، ولا يُبالغون في تناول الأطعمة ولا يُرهقون الجهاز الهضمي. وربّما من الأفضل أن نقلّدهم في هذا.