اليوم العاشر للعدوان: هدنة مؤقتة.. والمقاومة تخترق الاحتلال

17 يوليو 2014
تشييع القتيل الإسرائيلي (أندرو بورتن/getty)
+ الخط -

واصلت المقاومة الفلسطينية صباح اليوم، وقبل بدء سريان وقف إطلاق النار المؤقت لخمس ساعات، قصف جنوبي فلسطين المحتلة ووسطها، وأعلنت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الصواريخ المقاومة طالت تل أبيب ورعنانا وعسقلان وأسدود ومن "غوش دان" المحيطة بتل أبيب، ومدينة بئر السبع.

غير أنّ المفاجأة الأكبر التي أعدّتها المقاومة الفلسطينية صباح اليوم، كانت محاولة إرسال قوة "كوماندوس" مكونة من 13 مقاوماً لاختراق الأراضي المحتلة وتنفيذ عملية عسكرية كبيرة. وادّعى المتحدث باسم جيش الاحتلال العميد موطي ألموز، أن الجيش الإسرائيلي تمكن من رصد خروج المقاتلين الفلسطينيين من أحد هذه الأنفاق، وقام بفتح النار كما قام الطيران الحربي بقصف النفق. وبحسب المعلومات الإسرائيلية الحالية، فقد أصيب عدد من المقاومين، غير أن العدد الدقيق ليس معروفاً.
غير أنّ كتائب "عز الدين القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، كذّبت الرواية الإسرائيلية، وأعلنت عن عملية التسلل إلى موقع "صوفا" العسكري جنوب شرق قطاع غزة، مؤكدةّ أن كافة عناصر المجموعة عادوا إلى غزة بسلام. وقالت إن "مجموعة خاصة قامت بعلمية تسلل خلف خطوط العدو بمنطقة صوفا الساعة الرابعة فجراً، وخلال انسحابها وبعد استكمال مهمتها العسكرية، تعرضت لنيران من الطيران الاحتلالي، لكنهم عادوا إلى قواعدهم بسلام".

وأظهر فيديو نشره جيش الاحتلال مجموعة من المقاومين يزيدون عن العشرة، وهم يعودون إلى غزّة من خلال فتحة نفق في موقع واسع، وعقب دخولهم إلى النفق أطلق الطيران الاحتلالي صاروخاً واحداً على الأقل صوب المكان الذي عادوا منه إلى غزّة.

وكشفت مفاجأة المقاومة بإرسال وحدة "كوماندوس" جديدة عبر الأنفاق، عن خاصرة إسرائيل الضعيفة، وهي عشرات الأنفاق التي حفرتها المقاومة في السنوات الأخيرة، والتي تبدأ في غزة وتنتهي داخل الأراضي المحتلة، دون أن يتمكن الاحتلال من تحديد موقعها. مع ذلك زعم المتحدث باسم الجيش، أنّ الاحتلال تمكّن سابقاً من جمع معلومات حول نوايا المقاومة تنفيذ عمليات نوعية في الأيام الأخيرة بهدف ترسيخ صورة نصر للمقاومة.

من جهة ثانية، قال ألموز إنّ التهدئة التي دخلت حيّز التنفيذ منذ الساعة العاشرة صباحاً، ليس هدنة، وإنما "نافذة"، مؤقتة لتمكين المدنيين من التزود بالمواد الغذائية، ودخول المساعدات الإنسانية، محذراً من أنّ أي إطلاق نار سيواجه بإطلاق.

وفي السياق، دعا المحلل العسكري للقناة الثانية، روني دانيل، إلى عدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، قبل أن يقوم الجيش الإسرائيلي بالتوغل لمسافات قصيرة، على مدى 1 إلى 2 كيلومتر غربي السياج الحدودي لقطاع غزّة، وهدم هذه الأنفاق وقصفها قبل أي اتفاق لوقف إطلاق النار.

في هذه الأثناء، قالت القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي، إن رئيس "الشاباك"، يورام كوهين، وصل إلى القاهرة اليوم، لمواصلة المفاوضات من أجل تحويل الوقف المؤقت لإطلاق النار إلى اتفاق طويل. ومع أنه لم ترد أي تفاصيل إضافية عن المفاوضات، غير أنّ محلل الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس"، لفت إلى حقيقية التحركات للتوصل إلى وقف إطلاق نار على مسارين اثنين؛ المسار المصري من جهة، والمسار القطري التركي من جهة ثانية. وقال إنّ الولايات المتحدة تبدي اهتماماً بالمسار القطري التركي، الأمر الذي يثير استياءً بالغاً لدى إسرائيل.

دلالات
المساهمون