اليوم الأول في "أبو غريب" من دون سجناء

17 ابريل 2014
يغلق السجن أبوابه للمرة الأولى منذ 64 عاماً (Getty)
+ الخط -
للمرة الأولى منذ 64 عاماً، تغيب الحراسة والانارة عن سجن "أبو غريب"، في مقابل إعادة فتح الطريق الرئيسي، المحاذي للسجن، والرابط بين بغداد والفلوجة، والمغلق منذ سنوات عدة.
وفي موازاة إغلاق "أبو غريب"، أعلن عدد من مدراء السجون العراقية عن تسلّمهم دفعات من نزلاء السجن الأشهر في العراق.

ونقلت وزارة العدل 200 نزيل من "أبو غريب" الى  سجن الناصرية المركزي، بحسب ما أشار مديره، حسين خالد العسكري، موضحاً أن "عملية نقل السجناء، تمّت بواسطة طائرة خاصة، الى قاعدة الإمام علي الجوية، ومن ثم الى سجن الناصرية المركزي".
ولفت الى أن "إدارة السجن وزّعت النزلاء في الأقسام الخاصة بأحكامهم، ولدينا إجراءات أمنية عالية، تمنع اختراق السجن أو تهريب السجناء منه". وكان مسؤول في وزارة العدل العراقية كشف، مساء أمس الأربعاء، أن إغلاق "أبو غريب"، مؤقّت، مشيراً إلى أن "السلطات ستعيد فتحه حال استقرار الأوضاع الأمنية في المنطقة المحيطة".

وأعلنت إدارة سجن الحلة، في محافظة بابل، عن نقل 240 سجيناً آخر، بينهم قادة في تنظيم "القاعدة". وأوضح معاون مدير السجن، الذي رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، أن "نقل المعتقلين جاء بعد إغلاق "أبو غريب" بسبب التهديدات الأمنية".
الى ذلك، كشف مسؤول في مصلحة السجون الفيدرالية في إقليم كردستان، لـ"العربي الجديد"، عن وصول مئات النزلاء القادمين من بغداد، الى سجني سوسة وجمجمال في كردستان، وغالبيتهم من المدانين بقضايا إرهابية خطيرة.


وأوضح المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، أن "عملية تبييض" "أبو غريب" استدعت نقلهم الى كردستان جواً عبر طائرات مدنية الى مطار السليمانية الدولي، خوفاً من تعرّض القوافل التي تقلّهم براً الى هجمات من قبل جماعات مسلحة لتحريرهم.

وكشف مصدر رفيع في وزارة الداخلية العراقية، أن "العشرات من السجناء العرب، فضلاً عن أركان النظام السابق، تم نقلهم الى سجن الكاظمية، شمالي بغداد، وإلى سجن التأهيل والإصلاح في منطقة الحرية وسط بغداد".
وأوضح المصدر، لـ"العربي الجديد"، أن "وزارة العدل نقلت حراس ومنتسبي السجون الى سجون أخرى، بعد إفراغ السجن بشكل كامل، وصار الآن بعهدة دائرة البلديات ووزارة الدفاع، التي اعتمدت بعض أجزائه مقراً للواء 24، التابع للفرقة السادسة مشاة، بالجيش العراقي".
وأشار الى أن "التهديدات الأمنية من اقتحام السجن، تبقى هي السبب الرئيس في اقفال السجن نهائياً، خصوصاً مع استمرار المعارك بالقرب منه، وانهيار البنى التحتية للسجن، ما يُسهّل على النزلاء افتعال أعمال شغب وحرائق، بالتزامن مع أي هجوم يربك قوات الأمن، ويجعل من اقتحامه سهلاً".
من جانبه، كشف رئيس مجلس محافظة بابل، جنوب العراق، رعد الجبوري، عن البدء بتنفيذ مشروع كبير لبناء سجن مركزي، عوضاً عن "أبو غريب"، بكلفة إجمالية تبلغ نحو 100 مليون دولار، في مدينة الكفل، جنوب غرب مدينة الحلة. وقال الجبوري، لـ"العربي الجديد"، إن "المدانين بجرائم الارهاب والمخدرات والسطو المسلح والشخصيات الخطيرة سيُنقلون الى السجن".

المساهمون