اليوم "رأس سنة أيزيدية جديدة" حزينة

بغداد

ميمونة الباسل

avata
ميمونة الباسل
15 ابريل 2015
+ الخط -

يحتفل الأيزيديون، اليوم، برأس السنة الأيزيدية والذي يصادف أول أربعاء من شهر أبريل/ نيسان الشرقي (وهو تقويم خاص بالأيزيدية)، والمصادف هذا العام 15 أبريل، ويسمى الأربعاء الأحمر، ومن طقوسهم في هذا العيد، تلوين البيض بألوان الطبيعة.

وتعد قرية شيخان في محافظة دهوك، شمال العراق، الموطن الأصلي للديانة الأيزيدية، وبحسب الميثولوجيا (عالم الأساطير) الخاص بهم، فإن جذورهم تعود إلى السومريين قبل ثلاثة آلاف سنة، والذين كانوا يقدسون الشمس كرمز قبل مجيء نبي الله إبراهيم الخليل، عليه السلام.

"العربي الجديد" زار إحدى المخيمات الخاص بالأيزيديين في أربيل، عاصمة كردستان العراق، والتي تضم عدداً من نازحيهم. وقال حسام عبد الله علي، مدير المركز الأيزيدي للتوثيق، لـ"العربي الجديد": احتفالنا اليوم برأس السنة الأيزيدية حزين، نذرف الدموع على ما تعرضنا له، وعلى الذين فقدناهم منذ دخول داعش إلى الموصل في يونيو/ حزيران الماضي.
مضيفاً: إن أبناء الأيزيدية جزء من الشعب العراقي، نؤمن بالله والتوحيد وعدم الإشراك. ليس لدينا نبي ولا عندنا كتاب منزل، ولكن عندنا نصوص وكتب دينية تُحفظ شِفاهاً وهي التي تسمى "الأقوال" أو ما يُعرف بالكتاب الأسود "مصحف رش".

ويوضح علي: تعتبر قرية شيخان القريبة من محافظة دهوك، موطننا الأصلي وفيها المعبد الرئيسي المسمى "لالش". كما أن العراق هو الموطن الأصلي للأيزيديين، فضلاً عن وجود أعداد أخرى في كل من إيران وتركيا وسورية وجورجيا ويوغسلافيا، وأيضاً في ألمانيا والسويد بعد النزوح من العراق.

وبحسب علي، فإن أعداد الأيزيديين في العراق تقدّر بنحو 600 ألف نسمة، وفي العالم يقدّر عددهم بأكثر من مليون ونصف المليون، نزح معظمهم بعد دخول داعش إلى الموصل في العاشر من يونيو الماضي، من مدن وقرى سنجار وبعشيقة وأطراف شيخان، باتجاه دهوك تركيا، وأربيل والسليمانية وجزء قليل جداً اتجهوا إلى العاصمة بغداد.

نكسة تاريخية
وبلغت أعداد الضحايا من المفقودين والقتلى 5 آلاف شخص تقريباً، بينما خطف أكثر من 3 آلاف شخص من كلا الجنسين، أما الناجون (العائدون من داعش عن طريق الشراء أو العمليات العسكرية)، فيبلغ عددهم 1246 شخصاً (بين رجل وامرأة وطفل).
بينما يضم إقليم كردستان العراق نحو 420 ألف نازح، 75 في المئة منهم في مخيمات دهوك والآخرون في أماكن متفرقة.

وأضاف علي: إن ما حدث لنا نكسة تاريخية لم نشهدها من قبل. فهناك 400 فتاة أخذتهن عناصر من تنظيم داعش الإرهابي وأرسلهن إلى قادته في الرقة داخل سورية، وهناك الكثير جرى اختطافهم من قبل هذا التنظيم من أبناء ديانتنا، ثم نقوم بشرائهم حيث كانت تتم العملية عن طريق العوائل والعشائر. وتبلغ قيمة الشخص الذي نشتريه من داعش 3 آلاف دولار، ولا يزال هناك ألفا شخص بيد داعش، إلا أن الدعم المتاح لشرائهم لا يكفي.

وحول عملية الشراء، ذكرت السيدة بروين محمد أمين، عضو مجلس المفوضية العليا لحقوق الإنسان، لـ"العربي الجديد"، أن هناك أكثر من دور إيجابي للاستخبارات الكردية، التي تدخلت للإفراج عن مئة حالة، وهذا ما شهدته بنفسي، وقد جرى ذلك من خلال التنسيق مع قبائل عربية كوسطاء بدافع إنساني. وأضافت: نحن على اطلاع على مجريات ما يحدث، سواء للأيزيديين أو جميع النازحين، ونعمل جاهدين على إيجاد حلول لمعاناتهم.

وتضيف أمين أن أهم المناصب التي تبوأها الأيزيديون كانت في حكومة إياد علاوي، حيث "كان لدينا وزير مجتمع مدني، وفي جميع الدورات (بالبرلمان) كان لدينا مقعد واحد كوتا، كما نشارك في القوائم العامة، فنحصل مثلاً على 5-6 مقاعد، لكن في الدورة الأخيرة حصلت النائبة فيان دخيل فقط على مقعد مع القوائم العامة.

اقرأ أيضاً: الأيزيديّون في العراق: ثلاثة قرون وثلاث مذابح


أعياد الأيزيديين
وللأيزيديين أعياد أخرى كعيد (جما)، وهو عيد الحج، ويكون سبعة أيام حج إلى معبد لالش في شيخان. ولكل يوم طقس خاص به، وأحد هذه المراسيم هو يوم القربان حيث يجري ذبح قرابين لله. أما العيد الثالث، فهو عيد الصوم ويصادف شهر ديسمبر/ كانون الأول، حيث يصومون 3 أيام من الفجر إلى المغرب ويفطرون في اليوم الرابع، والذي يجب أن يكون الجمعة، حيث يكون الصيام عن جميع أنواع الطعام.

اقرأ أيضاً:
المأساة في سنجار.. مجازر أيزيدية في القرى العربية
مأساة النازحين الأيزيديين من قيظ الصيف إلى صقيع الشتاء
أيزيديّون عراقيّون يعانون في سورية

دلالات