بدأ تحالف "عاصفة الحزم" إستراتيجية جديدة في عملياته الجوية تتمثل في استهداف خطوط الإمداد لقوات الحوثيين وجماعة الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، الموجودة في الجنوب، في مسعى لشلّ حركتهم في تلك المناطق، وذلك بعد أيام من بدء التحالف إمداد اللجان الشعبية في عدن بالأسلحة، في عمليات أكد المتحدث باسم "عاصفة الحزم" أحمد عسيري، أمس الأحد أنها مستمرة.
تأتي هذه التطورات في وقت صعّدت إيران من انتقاداتها لعاصفة الحزم، بعدما اتهمت على لسان رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، السعودية، بأنها "تحتل اليمن"، على حد وصفه. وجاءت تصريحات لاريجاني، أثناء اتصاله الهاتفي برئيس البرلمان الباكستاني سردار عياض صادق، أمس، وتباحثا فيه التطورات الجارية في اليمن، وعملية "عاصفة الحزم" لا سيما بعد قرار باكستان تأييد العاصفة.
في المقابل، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن لاريجاني قوله إن "طهران تدعم الحل السياسي بين جميع الأطراف في اليمن"، بينما كان القيادي الحوثي البارز، صالح الصماد، الذي كان مستشاراً للرئيس هادي، يعلن أن "الحوثيين مستعدون لإجراء محادثات سلام إذا توقفت الضربات الجوية التي تقودها السعودية وأشرفت عليها أطراف ليس لها مواقف عدائية". وفي أول موقف من نوعه للجماعة، أضاف الصماد، في حديث لوكالة "رويترز"، "لا نشترط سوى وقف العدوان والجلوس على طاولة الحوار وفق سقف زمني محدد".
اقرأ أيضاً: مؤشرات التدخل البري في اليمن
قطع خطوط الإمداد
وكانت طائرات التحالف العشري، قد بدأت منذ مساء السبت، عمليات تستهدف قطع الطرقات والإمدادات عن الحوثيين في لحج وأبين، حيث دمرت الطائرات الحربية جسر عقان في لحج، والذي يقع شمال غرب قاعدة العند الجوية، وبالتالي تم قطع الإمدادات، أو أي تعزيزات للحوثيين، كانت تصل عبر تعز. وبالتزامن دمرت الطائرات طرق التعزيزات، التي تربط بين محافظتي أبين والبيضاء. وكان الحوثيون يستخدمون هذه الطرق، لإيصال إمدادات من البيضاء باتجاه عدن وأبين.
وتهدف الاستراتيجية الجديدة لتحالف "عاصفة الحزم" إلى تجفيف وصول التعزيزات إلى المسلحين الحوثيين في عدن، من المداخل الشرقية والشمالية والغربية للمدينة، في الوقت الذي وصلت فيه القوات البحرية إلى عدد من سواحل عدن، وبعض المحافظات الجنوبية، ونفذت عمليات استهداف للحوثيين داخل عدن. ويسعى التحالف لفرض حصار عسكري بحري وبري وجوي، على الحوثيين، وقوات المخلوع الموجودة في الجنوب.
وفي السياق أيضاً، بدأت عمليات تنسيق واسعة النطاق، بين تحالف عاصفة الحزم وبين قيادات المحافظات المكلفة أخيراً، سواء قيادات المناطق العسكرية أو قيادات المحافظات، فضلاً عن اللجان الشعبية الجنوبية والقبائل في أكثر من منطقة، في وقت يواصل فيه الرئيس عبد ربه منصور هادي تعزيز الجبهات، بعدما أصدر أمس قراراً رئاسياً أقال فيه ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﻗﺎﺩة ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ، وهم: ﺭﺋﻴﺲ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﺣﺴﻴﻦ ﺧﻴﺮﺍﻥ، ﻭﻧﺎﺋﺒﻪ ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﺍﻟﺸﺎﻣﻲ، ﻭﺭﺋﻴﺲ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، ﺣﻤﻮﺩ ﺍﻟﺼﻮﻓﻲ. وأُحيل القادة إلى ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ﺑﺘﻬﻢ "ﺍﻟﺨﻴﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮعية".
وفي إطار المعارك في الجنوب، أعلن محافظ محافظة أبين، الخضر السعيدي، أمس الأحد، وفي تصريح خصّ به "العربي الجديد"، عن "تطهير مدينة لودر من الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع، في إطار العملية النوعية التي بدأت فجر الأحد، بعد تنفيذ عاصفة الحزم لعدد من الضربات الجوية الموجعة في المنطقة الوسطى بدأها في جبل "التره".
وحسب المحافظ السعيدي، فإن "هذه العمليات تأتي في إطار دعم المحافظة لفك الحصار عن محافظة عدن، وهو نفس الأمر الذي تقوم فيه الضالع". وأضاف "في ضوء هذه النجاحات تُجرى حالياً مشاورات، مع رجال القبائل والمكونات السياسية والاجتماعية، للإعلان عن تشكيل تكتل سياسي اجتماعي قبلي، يوحد الجهود المجتمعية السياسية القتالية، ويضمن تنسيق الأعمال القتالية، لترجمة نجاحات عاصفة الحزم، إلى نتائج ملموسة في الميدان".
وحول إحصائيات المواجهات في لودر، بين اللجان الشعبية والقبائل من طرف، وبين قوات صالح والحوثيين، أشار إلى سقوط سبعة قتلى و21 جريحاً، من اللجان الشعبية والقبائل، فيما لقي 23 من الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع مصرعهم، وأصيب 19 شخصاً بجراح، فضلاً عن تدمير طقمين عسكريين، ودبابة وعربة عسكرية تسمى "الحميضة" مؤكداً أن مدينة لودر عاصمة المديرية تخضع للجان الشعبية، فيما بعض أطراف المديرية ما زال يوجد فيها العدو".
السعيدي أكد أيضاً أن "هناك تنسيقاً بين قيادة محافظة أبين وبين عمليات المنطقة العسكرية الرابعة، وقيادة تحالف عاصفة الحزم. كما أن هناك تنسيقا يجري بين محافظة أبين والمحافظات المجاورة كمحافظة شبوة وأبين لتوحيد الجهود، وشلّ تقدم الحوثيين، ووصول التعزيزات إلى محافظة عدن أو المحافظات الأخرى".
في غضون ذلك، تشهد عدن عمليات اشتباكات متقطعة بين الأهالي واللجان الشعبية من طرف وبين الحوثيين في المعلا والقلوعة. وقال سكان محليون إن المدينتين تعرضتا لقصف هو الأعنف، وتمكنت اللجان والأهالي من تنفيذ عمليات نوعية، تم خلالها تفجير دبابة في مدخل المعلا، بينما تم تدمير دبابتين في طرف مدينة القلوعة. وقتل وجرح العديد من المحتلين الحوثيين، فيما فر آخرون حسب سكان محليين، في الوقت الذي لا يزال الحوثيون يقصفون فيه عدداً من الأحياء إلى جانب قصف محطة الكهرباء، وخزانات المياه. كما تشهد عدن نقصاً في التموينات الغذائية.
أما في حضرموت، فاستمرت المواجهات بين القبائل والقاعدة من جهة، وبين القبائل والقوات الموالية للحوثيين والرئيس المخلوع في مناطق الوادي والصحراء في حضرموت، حيث المنطقة العسكرية الأولى، وبدأت شرارتها في مدينة القطن عندما استهدف مسلحون المعسكرات الموجودة هناك.
وتمكن حلف قبائل حضرموت من السيطرة على مدينة الشحر ومطار الريان في حضرموت الساحل، في الوقت الذي يسعى فيه لفرض حصار على مدينة المكلا عاصمة حضرموت التي سيطرت عليها القاعدة، بنفس الوقت الذي يجري فيه مفاوضات مع مسلحي القاعدة، للانسحاب من المدينة دون الدخول في مواجهات.
كما تمكنت القبائل في أكثر من منطقة في لحج، من شنّ هجمات على المسلحين الحوثيين، ونصبت كمائن، لا سيما في منطقة كرش ومثلث العند.
في المقابل، تعرضت الضالع لعمليات قصف من قبل الحوثيين والقوات المولية للمخلوع، فيما ما زالت القناصة تحصد العديد من المدنيين وسط تعزيزات للحوثيين تصل تباعا إلى الضالع.
وبالتزامن تفرض جماعة الحوثيين والرئيس المخلوع، حصاراً على جميع المحافظات الرافضة لوجودهم. حصار يشمل منع الوقود والتموين الغذائية والمياه والكهرباء، ولا سيما في المحافظات الجنوبية. وحسب منظمات حقوقية وإنسانية، فإن الحصار محاولة للحوثيين والمخلوع، لفرض وضع إنساني يجبر تحالف عاصفة الحزم، على التوقف الإنساني، ليتنفسوا الصعداء، ويعيدوا ترتيب أوضاعهم.
ضربات صنعاء وصعدة
أما صنعاء، فكانت على موعد مع سلسلة من الضربات الجوية والانفجارات، التي استهدفت الأكاديمية العسكرية، ومعسكر الخرافي، ومعسكر الحفا، ومواقع عسكرية متفرقة في شمال ومحيط العاصمة، وفقاً لعبد السلام.
وفي صعدة، معقل الحوثيين، كشف المتحدث باسم الجماعة، محمد عبد السلام، أن "طيران التحالف شن ثماني غارات جوية على منطقة المليل، والأجاشر، وطيبة في مديرية كتاف، وخمس غارات استهدفت معسكر البُقع، وغارتين في مدينة صعدة، مركز المحافظة، جوار معسكر الصيفي ومطار صعدة، كما شن غارتين في منطقة الجعملة مديرية مجز.
استهداف الإصلاح
في غضون ذلك، دشّن الحوثيون حملة اعتقالات واسعة لقيادات وناشطي حزب "الإصلاح"، واعتقلوا أكثر من 122 قيادياً وناشطاً في الحزب، بينهم القيادي البارز محمد قحطان، وجرى اقتحام نحو 17 منزلاً لقيادات، بينها رئيس الحزب، محمد عبدالله اليدومي. وشملت الاقتحامات العديد من مقرات الحزب والمؤسسات والمنظمات المحسوبة عليه، وسط تردد أنباء عن قرار للحوثيين بحل الحزب، نفت لاحقاً قيادات حوثية أن يكون قد صدر.
وفي أول رد فعل، دعت الأمانة العامة لـ"الإصلاح"، والذي توجد عدد من قياداته خارج البلاد، "جماعة الحوثي أن ترعوي وألا تذهب بالأوضاع إلى مزيد من التعقيد والتأزيم"، كما دعتها إلى "إطلاق سراح كافة المعتقلين فوراً".
من جهته، برر عبد السلام، الحملة بأن "الأجهزة الأمنية بعد موقف حزب الإصلاح بتأييد عاصفة الحزم، رصدت تحركاً مشبوهاً مما جعل الأجهزة المختصة تتعامل مع الموقف بحزم ويقظة عالية وسرعة فائقة".
اقرأ أيضاً: اليمن: التدخل البرّي ينتظر حليفاً قويّاً
تأتي هذه التطورات في وقت صعّدت إيران من انتقاداتها لعاصفة الحزم، بعدما اتهمت على لسان رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، السعودية، بأنها "تحتل اليمن"، على حد وصفه. وجاءت تصريحات لاريجاني، أثناء اتصاله الهاتفي برئيس البرلمان الباكستاني سردار عياض صادق، أمس، وتباحثا فيه التطورات الجارية في اليمن، وعملية "عاصفة الحزم" لا سيما بعد قرار باكستان تأييد العاصفة.
اقرأ أيضاً: مؤشرات التدخل البري في اليمن
قطع خطوط الإمداد
وكانت طائرات التحالف العشري، قد بدأت منذ مساء السبت، عمليات تستهدف قطع الطرقات والإمدادات عن الحوثيين في لحج وأبين، حيث دمرت الطائرات الحربية جسر عقان في لحج، والذي يقع شمال غرب قاعدة العند الجوية، وبالتالي تم قطع الإمدادات، أو أي تعزيزات للحوثيين، كانت تصل عبر تعز. وبالتزامن دمرت الطائرات طرق التعزيزات، التي تربط بين محافظتي أبين والبيضاء. وكان الحوثيون يستخدمون هذه الطرق، لإيصال إمدادات من البيضاء باتجاه عدن وأبين.
وتهدف الاستراتيجية الجديدة لتحالف "عاصفة الحزم" إلى تجفيف وصول التعزيزات إلى المسلحين الحوثيين في عدن، من المداخل الشرقية والشمالية والغربية للمدينة، في الوقت الذي وصلت فيه القوات البحرية إلى عدد من سواحل عدن، وبعض المحافظات الجنوبية، ونفذت عمليات استهداف للحوثيين داخل عدن. ويسعى التحالف لفرض حصار عسكري بحري وبري وجوي، على الحوثيين، وقوات المخلوع الموجودة في الجنوب.
وفي السياق أيضاً، بدأت عمليات تنسيق واسعة النطاق، بين تحالف عاصفة الحزم وبين قيادات المحافظات المكلفة أخيراً، سواء قيادات المناطق العسكرية أو قيادات المحافظات، فضلاً عن اللجان الشعبية الجنوبية والقبائل في أكثر من منطقة، في وقت يواصل فيه الرئيس عبد ربه منصور هادي تعزيز الجبهات، بعدما أصدر أمس قراراً رئاسياً أقال فيه ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﻗﺎﺩة ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ، وهم: ﺭﺋﻴﺲ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﺣﺴﻴﻦ ﺧﻴﺮﺍﻥ، ﻭﻧﺎﺋﺒﻪ ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﺍﻟﺸﺎﻣﻲ، ﻭﺭﺋﻴﺲ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، ﺣﻤﻮﺩ ﺍﻟﺼﻮﻓﻲ. وأُحيل القادة إلى ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ﺑﺘﻬﻢ "ﺍﻟﺨﻴﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮعية".
وفي إطار المعارك في الجنوب، أعلن محافظ محافظة أبين، الخضر السعيدي، أمس الأحد، وفي تصريح خصّ به "العربي الجديد"، عن "تطهير مدينة لودر من الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع، في إطار العملية النوعية التي بدأت فجر الأحد، بعد تنفيذ عاصفة الحزم لعدد من الضربات الجوية الموجعة في المنطقة الوسطى بدأها في جبل "التره".
وحسب المحافظ السعيدي، فإن "هذه العمليات تأتي في إطار دعم المحافظة لفك الحصار عن محافظة عدن، وهو نفس الأمر الذي تقوم فيه الضالع". وأضاف "في ضوء هذه النجاحات تُجرى حالياً مشاورات، مع رجال القبائل والمكونات السياسية والاجتماعية، للإعلان عن تشكيل تكتل سياسي اجتماعي قبلي، يوحد الجهود المجتمعية السياسية القتالية، ويضمن تنسيق الأعمال القتالية، لترجمة نجاحات عاصفة الحزم، إلى نتائج ملموسة في الميدان".
وحول إحصائيات المواجهات في لودر، بين اللجان الشعبية والقبائل من طرف، وبين قوات صالح والحوثيين، أشار إلى سقوط سبعة قتلى و21 جريحاً، من اللجان الشعبية والقبائل، فيما لقي 23 من الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع مصرعهم، وأصيب 19 شخصاً بجراح، فضلاً عن تدمير طقمين عسكريين، ودبابة وعربة عسكرية تسمى "الحميضة" مؤكداً أن مدينة لودر عاصمة المديرية تخضع للجان الشعبية، فيما بعض أطراف المديرية ما زال يوجد فيها العدو".
السعيدي أكد أيضاً أن "هناك تنسيقاً بين قيادة محافظة أبين وبين عمليات المنطقة العسكرية الرابعة، وقيادة تحالف عاصفة الحزم. كما أن هناك تنسيقا يجري بين محافظة أبين والمحافظات المجاورة كمحافظة شبوة وأبين لتوحيد الجهود، وشلّ تقدم الحوثيين، ووصول التعزيزات إلى محافظة عدن أو المحافظات الأخرى".
أما في حضرموت، فاستمرت المواجهات بين القبائل والقاعدة من جهة، وبين القبائل والقوات الموالية للحوثيين والرئيس المخلوع في مناطق الوادي والصحراء في حضرموت، حيث المنطقة العسكرية الأولى، وبدأت شرارتها في مدينة القطن عندما استهدف مسلحون المعسكرات الموجودة هناك.
وتمكن حلف قبائل حضرموت من السيطرة على مدينة الشحر ومطار الريان في حضرموت الساحل، في الوقت الذي يسعى فيه لفرض حصار على مدينة المكلا عاصمة حضرموت التي سيطرت عليها القاعدة، بنفس الوقت الذي يجري فيه مفاوضات مع مسلحي القاعدة، للانسحاب من المدينة دون الدخول في مواجهات.
كما تمكنت القبائل في أكثر من منطقة في لحج، من شنّ هجمات على المسلحين الحوثيين، ونصبت كمائن، لا سيما في منطقة كرش ومثلث العند.
في المقابل، تعرضت الضالع لعمليات قصف من قبل الحوثيين والقوات المولية للمخلوع، فيما ما زالت القناصة تحصد العديد من المدنيين وسط تعزيزات للحوثيين تصل تباعا إلى الضالع.
وبالتزامن تفرض جماعة الحوثيين والرئيس المخلوع، حصاراً على جميع المحافظات الرافضة لوجودهم. حصار يشمل منع الوقود والتموين الغذائية والمياه والكهرباء، ولا سيما في المحافظات الجنوبية. وحسب منظمات حقوقية وإنسانية، فإن الحصار محاولة للحوثيين والمخلوع، لفرض وضع إنساني يجبر تحالف عاصفة الحزم، على التوقف الإنساني، ليتنفسوا الصعداء، ويعيدوا ترتيب أوضاعهم.
ضربات صنعاء وصعدة
أما صنعاء، فكانت على موعد مع سلسلة من الضربات الجوية والانفجارات، التي استهدفت الأكاديمية العسكرية، ومعسكر الخرافي، ومعسكر الحفا، ومواقع عسكرية متفرقة في شمال ومحيط العاصمة، وفقاً لعبد السلام.
وفي صعدة، معقل الحوثيين، كشف المتحدث باسم الجماعة، محمد عبد السلام، أن "طيران التحالف شن ثماني غارات جوية على منطقة المليل، والأجاشر، وطيبة في مديرية كتاف، وخمس غارات استهدفت معسكر البُقع، وغارتين في مدينة صعدة، مركز المحافظة، جوار معسكر الصيفي ومطار صعدة، كما شن غارتين في منطقة الجعملة مديرية مجز.
استهداف الإصلاح
في غضون ذلك، دشّن الحوثيون حملة اعتقالات واسعة لقيادات وناشطي حزب "الإصلاح"، واعتقلوا أكثر من 122 قيادياً وناشطاً في الحزب، بينهم القيادي البارز محمد قحطان، وجرى اقتحام نحو 17 منزلاً لقيادات، بينها رئيس الحزب، محمد عبدالله اليدومي. وشملت الاقتحامات العديد من مقرات الحزب والمؤسسات والمنظمات المحسوبة عليه، وسط تردد أنباء عن قرار للحوثيين بحل الحزب، نفت لاحقاً قيادات حوثية أن يكون قد صدر.
وفي أول رد فعل، دعت الأمانة العامة لـ"الإصلاح"، والذي توجد عدد من قياداته خارج البلاد، "جماعة الحوثي أن ترعوي وألا تذهب بالأوضاع إلى مزيد من التعقيد والتأزيم"، كما دعتها إلى "إطلاق سراح كافة المعتقلين فوراً".
من جهته، برر عبد السلام، الحملة بأن "الأجهزة الأمنية بعد موقف حزب الإصلاح بتأييد عاصفة الحزم، رصدت تحركاً مشبوهاً مما جعل الأجهزة المختصة تتعامل مع الموقف بحزم ويقظة عالية وسرعة فائقة".
اقرأ أيضاً: اليمن: التدخل البرّي ينتظر حليفاً قويّاً