اليمن: تجدد الاشتباكات بين "أنصار الله" و"الإصلاح"

28 فبراير 2014
الإصلاح وأنصار الله نفيا مسؤوليتهما عن اندلاع الاشتباكات
+ الخط -

لم تدم طويلاً الهدنة بين جماعة أنصار الله (الحوثيين) وحزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمين)، بعدما اندلعت معارك في محافظة الجوف شمالي اليمن. وعلى عكس المعارك الأخيرة، دخل الجيش كطرف في الاشتباكات، فيما تبادلت الأطراف المسؤولية عن التسبب في الاشتباكات وتضاربت الأنباء حول أعداد الضحايا.
وفيما تحدث وكالة الصحافة الفرنسية عن 24 قتيلاً، أشارت مصادر يمنية محلية إلى وقوع 9 قتلى بينهم جنود.
وقال مصدر محلي، طلب عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد" إن "أنصار الله تجمعوا من مختلف مديريات الجوف في مسيرة باتجاه المجمع الحكومي في مديرية الحزم عاصمة المحافظة واشتبكوا مع جنود في النقطة القريبة من المجمع".
وأشار المصدر إلى أنه قتل جراء الاشتباك جندي وضابط (قائد النقطة) اضافة الى 7 قتلى من الحوثيين، وأصيب آخرون من الطرفين، فيما اعتقلت قوات الأمن 7 من الحوثيين على الأقل، مؤكداً أن الوضع عاد ليشهد هدوءاً حذراً لكنه لا يزال مرشحاً للانفجار.
بدوره، اتهم محافظ الجوف، محمد العديني، في تصريحات لموقع "المصدر أونلاين" الحوثيين بالتسبب بالاشتباكات، مشيراً إلى أن مجموعات منهم جاءت من مناطق خارج الحزم عاصمة المحافظة للمشاركة في مسيرة داخل المدينة للمطالبة بإسقاط الحكومة.
وأوضح أن المسلحين الحوثيين كانوا يحملون أسلحة مختلفة، وأن النقاط الأمنية لم تعترضهم، وسمحت لهم بالوصول إلى المدينة: "أثناء مغادرتهم لنقطة الشبيكة التي تقع في مدينة الحزم، تفاجأ الجنود بإطلاق النار عليهم من قبل الحوثيين بعد ترديدهم شعارات (الموت لأميركا، الموت لإسرائيل)، ما أسفر عن سقوط قتيلين من أفراد النقطة الأمنية".
في المقابل، اتهمت جماعة أنصار الله حزب الإصلاح بالوقوف وراء اندلاع الاشتباكات. وأوضحت على موقعها الإلكتروني، أن "مواطنين من أبناء محافظة الجوف تعرضوا لاعتداء غادر شنته عناصر تتبع لحزب الإصلاح أثناء عودتهم من المسيرة الثورية التي خرجت صباح اليوم الجمعة تحت عنوان "إسقاط الحكومة ورفض الوصاية ودعم القضية الفلسطينية"، ما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا".
ونقل الموقع عن مصادر محلية قولها إن المعتدين قاموا باختطاف مواطنين إثنين ممن شاركوا في المسيرة. وأضات المصادر أن "العدوان تلاه إطلاق نار كثيف من أطقم عسكرية كانت ترافق المعتدين بجوار نقطة عسكرية قريبة من المجمع الحكومي".
وأوضحت الجماعة أن النقطة العسكرية المذكورة تتبع لمعسكر كانت مليشيات حزب الإصلاح قد استولت عليه في بداية ثورة فبراير 2011 ولا تزال تسيطر عليه.
من جهته، أوضح المتحدث السابق باسم أنصار الله في مؤتمر الحوار الوطني، علي البخيتي، على صفحته على "فيسبوك"، أن "ميليشيات الإصلاح، قامت بإختطاف الجرحى ما أدى إلى تدخل مجموعات قبلية تابعة للحوثيين وقامت بتحرير الجرحى". وأشار البخيتي إلى أن المواجهات تصاعدت بين الطرفين "بعد ستخدام الاخوان المسلمين للأسلحة الثقيلة من دبابات ومدرعات"، مؤكداً أن الاشتباكات توقفت "بعد تدخل وساطة قبلية وبعد سقوط العشرات بين قتيل وجريح من الطرفين".
لكن رئيس الدائرة السياسية للإصلاح في الجوف، أحمد مجده، نفى اشتراك موالين للإصلاح في المواجهات. وقال "لم يتدخل الإصلاح من قريب ولا من بعيد، وما حدث كان بين قوات الأمن والجيش والمسلحين الحوثيين".

يذكر أن محافظة الجوف تقع إلى الشرق من محافظة صعدة، معقل أنصار الله. وشهدت سابقاً مواجهات عنيفة تارةً بين أنصار الله وبين الجيش والقبائل المحسوبة على التجمع اليمني للإصلاح، وتارة بين الجماعة وبين قبائل من دون تدخل الجيش.
وبينما تقع محافظتا صعدة وعمران (خاضعتان لسيطرة أنصار الله) ضمن إقليم أزال، وفقاً للتقسيم الجديد للبلاد، تقع محافظة الجوف ضمن إقليم "سبأ"، الذي يضم محافظات الجوف ومأرب والبيضاء، وعاصمته سبأ.