اليمن: اشتداد المواجهات بثلاث جبهات وتصعيد للقاعدة في أبين

05 فبراير 2017
قوات الشرعية تتقدّم في جبهة الساحل الغربي (Getty)
+ الخط -



مع انسداد الأفق السياسي في اليمن، تتصاعد وتيرة المواجهات الميدانية بين قوات الشرعية والانقلابيين، على ثلاث جبهات رئيسية، يُنظر إلى تطوراتها على أنها محورية، وتتمثل بجبهة الساحل الغربي في تعز والمناطق الحدودية من ميدي حجة إلى صعدة، بالإضافة إلى معارك شرق صنعاء، وجنوباً تواجه الحكومة الشرعية تحدياً مع صعود تنظيم "القاعدة" في أبين، في ظل توجه حكومي لفرض الأمن في المحافظة والحد من توسع التنظيم.

وتصدرت موجة التصعيد خلال الـ48 ساعة الماضية جبهة الساحل الغربي، إذ أكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" وأخرى تابعة لجماعة أنصار الله (الحوثيين) أن التحالف نفذ العشرات من الغارات الجوية المكثفة، وقصف أهدافاً متفرقة في مناطق يسيطر عليها الحوثيون وحلفاؤهم الموالون للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، في مديرية المخا الساحلية التابعة إدارياً لمحافظة تعز، وسط أنباء عن أعداد من القتلى والجرحى من الحوثيين بينهم قيادات.

ووفقاً للمصادر، جاءت موجة الغارات في ظل جمود مؤقت لوتيرة التقدم الميداني لقوات الجيش اليمني الموالية للشرعية، والتي تزحف من جهة "باب المندب"، حيث سيطرت خلال الأسابيع الماضية على مديرية "ذوباب" الأقرب إلى الممر التجاري العالمي، قبل أن تنتقل إلى مدينة المخا، الساحلية المحاذية لها، والتي سيطرت قوات الشرعية على أجزاء منها، وواجهت معوقات تسببت بإبطاء التقدم؛ منها الألغام التي زرعها الانقلابيون، فيما تسعى قوات الشرعية لمزيد من التقدم في هذه المناطق، للحد من تهديد الحوثيين لمناطق سيطرة التحالف في "باب المندب"، والملاحة الدولية بشكل عام.

ومن زاوية أخرى، تصاعدت وتيرة المعارك منذ أيام، على جبهة ميدي الساحلية بمحافظة حجة غربي البلاد، وهي الطرف الغربي للشريط الساحلي اليمني المطل على البحر الأحمر، وتشير المعلومات المعلنة من مصادر في قوات الشرعية إلى خسائر بشرية ومادية يومية يتكبدها الحوثيون، جراء المواجهات والغارات الجوية للتحالف، مع تركيز الأخيرة على مناطق الشريط الساحلي التي تشمل الحديدة إلى جانب تعز وحجة.


وعادت وتيرة هجمات الحوثيين في المناطق الحدودية على السعودية، منذ أيام، إذ يستهدفون بقذائف مدفعية وصاروخية (كاتيوشا بالغالب)، مواقع في الجانب السعودي، وقد عادت بالتزامن مواجهات القوات اليمنية الموالية للشرعية مع الحوثيين في جبهة "البقع"، الحدودية بمحافظة صعدة، وهي إحدى جبهتين تقدمت إليهما قوات الشرعية من جهة السعودية، لتنقل المعارك إلى مناطق قريبة من معاقل الحوثيين.

ولم تغب مناطق شرق صنعاء، والتي تسعى من خلالها قوات الشرعية لتقدم حاسم باتجاه العاصمة، إذ عادت وتيرة التصعيد في مديرية "نِهم" الواقعة بين صنعاء ومأرب، منذ أيام، وتشهد المنطقة معارك يومية وسط تقدم لقوات الشرعية المسنودة بغارات جوية لمقاتلات التحالف، والتي عادت بدورها في الأيام الأخيرة، لقصف أهداف ومعسكرات يسيطر عليها الحوثيون والموالون لصالح داخل صنعاء.

ويأتي التصعيد، الميداني بهذه الجبهات، على نحو خاص، في ظل انسداد الأفق السياسي، بعد فشل الجولة الأخيرة التي قام بها المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إلى عدد من عواصم المنطقة، في يناير/كانون الثاني المنصرم، فيما تبدو الشرعية بموقف أقوى على صعيد التقدم الميداني والعزلة التي يواجهها الانقلابيون، في ظل عجزهم عن دفع رواتب الموظفين الحكوميين في مناطق سيطرتهم.

في غضون ذلك، تواجه الحكومة الشرعية تحدياً متزايداً مع تصعيد مسلحي تنظيم "القاعدة" في محافظة أبين شرق عدن، والذين قالت مصادر محلية إنهم اختطفوا ضابطاً بقوات الحرس الحرس الرئاسي التابعة للرئيس عبدربه منصور هادي، بعد توقيفه في نقطة تفتيش تابعة للتنظيم في منطقة لودر.

واستنفرت التطورات في أبين جهود الحكومة، والتي عقد رئيسها أحمد عبيد بن دغر، يوم السبت الماضي، اجتماعاً بالقيادات الأمنية والعسكرية بمحافظتي عدن وأبين، ناقش "ما تتطلبه (أبين) من احتياجات عاجلة تؤكد الحضور الفاعل للمنظومة الأمنية، وقدرتها على الحفاظ على المكاسب التي تم تحقيقها، والتصدي الحازم لأي أنشطة إرهابية"، كما جرى، وفقاً لموقع وكالة الأنباء اليمنية بنسختها التابعة للشرعية، الاطلاع على "الخطط المعدة لمواجهة أي تهديدات أو نشاط إرهابي محتمل"، في المحافظة.

وكان مسلحو تنظيم القاعدة قد انتشروا في مناطق متفرقة في أبين، عقب انسحاب قوات الحزام الأمني من مدينة "لودر"، إحدى أبرز مناطق المحافظة، وجاء تصعيد التنظيم عقب الإنزال الذي نفذه الجيش الأميركي منذ أكثر من أسبوع في محافظة البيضاء، المحاذية لأبين، واستهدف مشتبهين بالانتماء لـ"القاعدة"، بينهم قيادات، وقتل بالعملية مدنيون بينهم أطفال ونساء.