يجري المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، والأطراف الدولية والإقليمية ذات الصلة بالأزمة في هذا البلد، مباحثات مكثفة مع الأطراف اليمنية، استعداداً للإعلان عن خطوات عملية نحو استئناف مشاورات السلام بين الأطراف وفقاً لـ"خارطة الطريق" التي قدمها المبعوث الأممي أخيراً. ومن المرجح أن يشهد الأسبوعان المقبلان تطورات من شأنها أن تحسم الجدل حول مصير "خارطة الطريق" وموقف الأطراف اليمنية والإقليمية الفاعلة تجاهها. وأفادت مصادر سياسية في العاصمة اليمنية صنعاء لـ"العربي الجديد" أن ولد الشيخ أحمد الذي وصل إلى صنعاء يوم الخميس الماضي، أجرى لقاءات مع ممثلي الانقلابيين وبحث معهم مختلف التفاصيل المتعلقة بـ"خارطة الطريق". وتطرقت المباحثات لموعد انعقاد المشاورات السياسية التي تنص عليها الخطة، والتي من المقرر أن تنتهي بالتوقيع على مشروع الاتفاق الشامل والكامل. وتلقى تحركات المبعوث الأممي دعم الأطراف الدولية التي تدفع إلى التوصل لتوافق حول أبرز نقاط الخلاف، في غضون الأسبوعين المقبلين.
في غضون ذلك، كشفت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان يوم الجمعة، أن الوزير جون كيري، سيقوم بزيارة إلى سلطنة عُمان في 14 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، لعقد لقاء مع سلطان عُمان، قابوس بن سعيد، والتباحث معه حول جهود السلام في اليمن. ومن المقرر أن تشمل جولة كيري الإمارات. ويأتي هذا التحرك الأميركي وسط تسريبات حول دور أساسي تلعبه مسقط، ضمن الأطراف الدولية الضامنة لتنفيذ "خارطة السلام"، باعتبارها أبرز الدول الخليجية التي تحتفظ بعلاقات قوية مع الحوثيين وحلفائهم. وهو ما جعل منها وسيطاً بين الانقلابيين والمجتمع الدولي، منذ تصاعد الحرب في اليمن.
وبالتزامن مع اللقاءات التي يجريها المبعوث الأممي، تمارس الأطراف الدولية (واشنطن ولندن تحديداً)، ضغوطاً كبيرة على الأطراف اليمنية المعنية للقبول بالخطة، وسط تسريبات عن أن الرياض التي تحتضن القيادة اليمنية الشرعية باتت تدعم خيار التسوية ووقف الحرب وفقاً للخارطة الأممية المقترحة، فيما يعد مشروع القرار البريطاني في مجلس الأمن أبرز أدوات الضغوط الدولية الجارية ضد الحكومة الشرعية الرافضة للمبادرة.
لكن إذا كان من شأن الضغوط الدولية أن تحمل الشرعية اليمنية على القبول بالتسوية، يبقى التحدي في تجاوز العراقيل التي يضعها الحوثيون، والذين نظموا تظاهرات أمس السبت في صنعاء، للاحتجاج على خطة السلام التي أعدها المبعوث الأممي. وهتف مئات المتظاهرين الذين تجمعوا أمام فندق يقيم فيه ولد الشيخ أحمد: "ارحل". كما هتفوا "لن نستسلم ولن نرضخ"، رافعين صور ضحايا الحرب وسوء التغذية، بحسب شهود.