اليمن: "الإصلاح" يشكو تعسّف الحوثيين ... وإعلان لـ"إنقاذ الجنوب"

12 أكتوبر 2014
"الإصلاح" يتّهم الحوثيين باستغلال التفجيرات للتضييق عليه(محمد حويص/فرانس برس)
+ الخط -
اتهم حزب "التجمع اليمني للإصلاح" جماعة "أنصار الله" (الحوثيون)، بالاستمرار في ارتكاب "جرائم" مداهمة منازل قيادات وأعضاء في الحزب، بعدما جدّد مسلحو الحوثي اقتحام عدد من منازل ناشطيه وقياداته في صنعاء، في وقت أعلن القيادي بالحراك الجنوبي في اليمن، محمد علي أحمد، أن إعلان "مجلس الإنقاذ الوطني الجنوبي" سيتم في غضون اليومين المقبلين.

وقال بيان صادر عن الأمانة العامة لحزب "الإصلاح"، أمس السبت، إن "منازل العشرات من قياداته العليا والمحلية وناشطيه ومنتسبيه تعرّضت للمداهمات والاعتداءات من قبل ميليشيات الحوثي بصورة ممنهجة واستهداف واضح وبمبررات واهية".

وأوضح البيان أن مسلحي الحوثي أقدموا، يوم الجمعة الماضي، على "مداهمة منزل رئيس دائرة الشباب والطلاب بالأمانة العامة، المهندس أحمد سيف القباطي، ونائب رئيس دائرة الإعلام، عدنان العديني، والناشط الشبابي محمد الصبري المحمودي، وسبقها الكثير".

وطالب "الإصلاح" مؤسسات الدولة بحماية "المواطنين جميعاً ومنتسبي الإصلاح"، والقيام بواجبها الدستوري، داعياً جماعة الحوثي "للكفّ عن جرائمها التي تهدّد السلم المجتمعي، وتقف في وجه أي حلول سلمية للخروج بالوطن من أزمته الراهنة، وتتناقض كلياً مع بنود اتفاقية السلم والشراكة الوطنية، وملحقها الأمني، التي وقعت عليها مع بقية الأطراف".

وأكد حزب "الإصلاح" أن "عمليات المداهمات والاعتداءات تشمل مؤسسات المجتمع المدني التنموية والتعليمية والاجتماعية والخيرية، جنباً إلى جنب مع مقرات الإصلاح التي تعرّضت لاعتداءات ومداهمات ونهب المحتويات وما زال الكثير منها تحت سيطرة ميليشيات الحوثي".

وطالب الحزب جماعة الحوثي بالكف عن التحريض ضد "الإصلاح" وقياداته، "مستغلة الحادث الإرهابي الذي وقع الخميس الماضي في صنعاء".

وكان الحوثيون اعتبروا "الإصلاح" خصماً رئيسياً لهم في محافظات شمال صنعاء، لكن الحزب الإسلامي تجنّب مواجهتهم في العاصمة، وتعرضت منازل قيادات فيه للنهب والاقتحام بعد دخول الحوثيين صنعاء في 21 سبتمبر/ أيلول الماضي.

وأحيا الحوثيون، أمس السبت، في صنعاء وصعدة، مناسبة "يوم الغدير" بإطلاق الأعيرة النارية والمفرقات في الهواء في تمام السابعة مساءً، وذلك في المناسبة السنوية التي يحييها "الشيعة" وتُعرف بـ"يوم الولاية".

"الإنقاذ الجنوبي" خلال يومين

وفي عدن، أعلن القيادي بالحراك الجنوبي، محمد علي أحمد، أن إعلان "مجلس الإنقاذ الوطني الجنوبي" سيتم في غضون اليومين المقبلين، بالتزامن مع استمرار الإعداد للفعالية التي من المقرر أن يقيمها أنصار الحراك في مدينة عدن الثلاثاء المقبل.

وقال أحمد، في تصريحات خلال اجتماع ضم ممثلين عن فصائل الحراك في عدن، يوم السبت، إن "القضية الجنوبية بلغت المستوى الذي يضع الجميع، وبدون استثناء، أمام مسؤوليات وطنية"، وأضاف: "إننا في هذه اللحظة أمام منعطف خطير وهام نكون، نحن في الحراك، صانعي قرارنا لانتزاع حقنا في تقرير المصير واستعادة دولتنا الجنوبية الحرة المستقلة كاملة السيادة"، مؤكداً أن "هدفنا جميعاً الحرية واستعادة دولتنا الجنوبية".

وأشار أحمد إلى أن مضمون الوثائق والرؤى المقدمة من مختلف المكوّنات متقاربة، وأن "الجميع يقف على عتبة واحدة للانتقال بالجنوب الى دولة جديدة تطوي فيها صفحة الماضي"، معتبراً أن "الإعلان عن مجلس الانقاذ يشكل ضمانات أساسية لنجاح عملنا، وهو رسالة للمجتمع الإقليمي والدولي تؤكد مشروعية المطالب لشعب الجنوب وسيمكّننا من الوقوف صفاً واحداً للدفاع عن الجنوب أرضاً وشعباً من أي مخاطر".

ورحّب المجتمعون، حسب بيان تلا الاجتماع، برسالة نائب الرئيس السابق، علي سالم البيض، إلى مجلس الأمن ومطالبته بالإشراف على "استفتاء" على الوحدة، في مؤشر على أن المجلس المزمع الإعلان عنه قد ينال تأييداً من فصيل البيض في الحراك.

ويعتبر أحمد من القيادات الجنوبية البارزة، ويمثّل جناحاً مقرّباً من الرئيس عبد ربه منصور هادي، وكان قد ترأس وفد الحراك الجنوبي في مؤتمر الحوار الوطني الذي انعقد في صنعاء العام الماضي، لكنه انسحب قبل اختتامه بسبب معارضته تقسيم الجنوب الى إقليمين، وإصراره على تقسيم اليمن إلى "شمال" و"جنوب".

ومن المتوقع أن يُعلن عن إشهار "مجلس الإنقاذ الجنوبي" في فعالية يحضّر الحراك لإقامتها الثلاثاء المقبل، تحت عنوان "مليونية الحسم" إحياءً للذكرى الـ51 لثورة الـ14 من أكتوبر/ تشرين الأول 1963 ضد الاستعمار البريطاني في جنوب اليمن.

المساهمون