الولايات المتحدة: حكم بحق مراهقة يثير موجة احتجاجات في ميشيغن

17 يوليو 2020
طالب المحتجون بإطلاق سراح غرايس (ماثيو هاتشر/Getty)
+ الخط -

انطلقت موجة من الاحتجاجات، في ولاية ميشيغن الأميركية، على أثر إصدار قاضية حكماً بإرسال فتاة في الخامسة عشرة من عمرها إلى إصلاحية الفتيات، لانتهاكها "فترة التجربة"، بعدم إنهائها فروضها المدرسية، خلال فترة الإغلاق بسبب انتشار فيروس كورونا.
تجمّع المئات من الطلاب أمام المحكمة كما أمام مدرسة المراهقة ذات الأصول الأفريقية، المعروفة باسم "غرايس"، للمطالبة بإطلاق سراحها. بينما أعلنت المحكمة العليا في الولاية أنّها ستراجع قضيّة غرايس، المحتجزة منذ منتصف مايو/ أيار الماضي.  
أضاء الموقع الإخباري ProPublica على قضية غرايس، بداية هذا الأسبوع، بعد أن أجرى مقابلة مع والدة المراهقة، ذكرت فيها كيف أنّ الصبية تعاني من اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD)، وهي تعاني من  مشاكل  سلوكية. 
ووضعت غرايس تحت المراقبة، في مايو/أيار الماضي، بعد حكم محكمة الأحداث، التي انعقدت عبر تطبيق "زووم"، وهي كانت تواجه اتهامات بالاعتداء والسرقة، العام الماضي. وأحد شروط فترتها التجريبية كان إنجازها لفروضها المدرسية. 
ونقل ProPublica أنّ بداية الفترة التجريبية لغرايس تزامنت مع اليوم الأول من التعليم عن بعد، بسبب تفشي فيروس كورونا وإغلاق المدارس. ولم يكن باستطاعة الفتاة متابعة دروسها كما يجب، من دون مساعدة أساتذتها إلى جانبها. 

 

وفي جلسة محاكمتها في دائرة العائلة في أوكلاند، منتصف مايو الماضي، وجدت القاضية ماري إيلين برينان المراهقة "مذنبة بسبب فشلها بتقديم فروضها المدرسية والاستيقاظ باكراً للحاق بدوامها الدراسي"، ووصفت غرايس بأنّها "تهديد للمجتمع"، بسبب التهم السابقة الموجّهة إليها.   
وبينما لم تعلّق القاضية حتى الساعة على الحكم الذي أصدرته، خرج، أمس الخميس، العديد من أصدقاء وزملاء غرايس في الدراسة في ثانوية "غروفز" في ديترويت إلى الطرقات لمساندتها، ووقّع عدّة آلاف على عريضة لإطلاق سراحها. وصرّحت الطالبة برودنس كانتر (18 سنة) لوكالة رويترز: "العديد من الطلاب تأخّروا في تقديم فروضهم هذا الفصل، إذ جميعنا فقدنا الحماسة لفعل أي شيء، بما أنّ أساتذتنا لم يكونوا إلى جانبنا وبسبب التعلّم عن بعد. أعرف الكثير من الطلاب الذين لم يسلّموا فروضهم".   
وقال أستاذ العلوم الاجتماعية، جيف ويكرشام، لـ"رويترز" : "لا يبدو أنّ القاضية أو العاملين على القضية (قضية غرايس)، يعرفون الكثير عن كيف تمّ إعطاء العلامات، وتفاصيل تسليم الفروض المدرسية وكيف تمّ تنظيم الأمور خلال فترة الإغلاق بسبب الجائحة. أعتقد أنّ الحكم غير عادل أبداً".
رُفعت في التظاهرات لافتات "حياة السود مهمة" إلى جانب "أطلقوا سراح غرايس". وعلّقت إحدى الأمهات، شيري كراولي، على الموضوع قائلةً: "لو كانت غرايس فتاة بيضاء في الخامسة عشرة من عمرها، لما كانت محتجزة في الإصلاحية الآن". 
وأعلنت محكمة ميشيغن العليا، أمس الخميس، أنها ستراجع قضية غرايس، بعد أن تقدّم عدد من المحامين بطلب مراجعة طارئة لقضيتها. 

المساهمون