الولايات المتحدة: النفط مقابل "داعش"

30 نوفمبر 2014
يخشى البعض من إطالة واشنطن للحرب (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -
كشفت مصادر سياسية وحكومية عراقية، لـ "العربي الجديد"، عن "حصول شركات نفط أميركية على وعود من رئيس الوزراء حيدر العبادي، بمنحها عقود استثمار وتطوير الحقول النفطية العراقية، في شمال وغرب البلاد، التي يسيطر عليها حاليا تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)". ما يؤكد أن الولايات المتحدة تكسب الكثير من حربها ضد التنظيم في العراق، بدلاً من إعادة ترتيب أوراقها في البيت السياسي العراقي مجدداً، وممارسة ضغوط شبه يومية في ملفات عديدة، على حكومة العبادي.

ولفت مصدر وزاري رفيع في حكومة العبادي، رفض الكشف عن اسمه، في حديث لـ "العربي الجديد"، إلى أن "واشنطن حصلت على تعهّدات من العبادي، بمنح شركاتها النفطية العملاقة، حقوق الاستثمار والتطوير لخمسة حقول نفطية وغازية، يسيطر عليها داعش حالياً، وهي حقل العجيل العملاق في محافظة صلاح الدين، وحقلا عين زالة وبطمة، وآبار سلسلة جبال حمرين وحقل عكاز للغاز في غرب الأنبار".

ويسيطر "داعش" حالياً، على ما نسبته 15 في المائة من إجمالي حقول النفط والغاز العراقية، فضلاً عن مناجم الفوسفات، ومواقع الرمل الزجاجي في الصحراء الغربية، وفقاً لما جاء في تقارير عراقية رسمية. علماً بأن التنظيم يبيع يومياً نحو 20 ألف برميل، مستخرج بطريقة بدائية، لتجار نفط، عرب وأجانب".

ويشير المصدر إلى أن "شركات نفط روسية وصينية وكازاخستانية، تقدمّت للحصول على حق التنقيب في تلك الحقول، وتوصلت إلى اتفاق مع الحكومة السابقة برئاسة نوري المالكي، لكن دخول داعش أوقف جميع الإجراءات وأُلغيت الخطط الحكومية حولها".

واعتمدت السلطات العراقية، في ميزانية العامين الحالي والمقبل، على سعر 70 دولاراً لبرميل النفط، مع سعيها لرفع سقف الإنتاج، من أجل تقليل نسبة العجز المالي لديها، وفقاً لما ذكر مقرر اللجنة المالية البرلمانية أحمد حمة رشيد.

ويضيف المصدر، أن "تصرّف العبادي أثار غضباً إيرانياً غير مسبوق، وتحفّظاً من كتل سياسية، خصوصاً وأن وعده للأميركيين، مخالف لقانون النفط والغاز، الذي ينصّ على أن تكون عملية منح تراخيص للشركات النفطية، ضمن جولة مناقصات علنية، تتنافس فيها الشركات وفق عطاءاتها وعروضها". وشدد أن "الولايات المتحدة تحقق مكاسب كثيرة في ملفات عدة، على ما يبدو، في الحرب ضد داعش، وهو ما يجعل الجميع يتخوف من أن تُطيل واشنطن أمدها".

المساهمون