الوكالة الدولية الذرية: إيران تخصّب اليورانيوم بنسبة 5 بالمئة

06 سبتمبر 2014
إيران لم تجب عن جميع أسئلة الوكالة (فرانس برس/Getty)
+ الخط -

تستمر إيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة 5 بالمئة، في الوقت الذي تقوم فيه بترقيق مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة عشرين بالمئة، وفق تقرير، صدر أمس الجمعة، عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حول ملف إيران النووي. ما يعني التزام طهران بأهم التعهدات التي يتضمنها اتفاق جنيف الموقع في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بين إيران ودول 5+1.

ولكن التقرير أشار أيضاً، إلى أن طهران طبقت واحداً فقط من الإجراءات الخمسة المتفق عليها مع الوكالة في مايو/ أيار الماضي، وهذا قبل التاريخ النهائي المحدد لتطبيقها في 25 من أغسطس/ آب، وطبقت إجرائين آخرين بعد هذا التاريخ، فيما لا تزال تتفاوض مع الوكالة حول الإجرائين المتبقيين، ما يعني أن طهران لم ترد على كل الأسئلة التي طرحتها الوكالة في الوقت المحدد.

كما صرّحت الوكالة أيضاً، أنه لا يوجد ما يثبت الأبعاد العسكرية للبرنامج النووي الإيراني، مع الإشارة إلى أن هذا لا يعني أن الوكالة تقدم ضمانات تفي بعدم وجود نشاطات نووية أخرى غير معلن عنها من قبل إيران.

ويأتي هذا التقرير بعد زيارة لرئيس الوكالة، يوكيا أمانو، إلى طهران الشهر الماضي، وبعد تصريحات تشكك باختبارات تحاكي انفجارات نووية قامت بها في موقع "بارتشين" الذي تصفه إيران بأنه "عسكري"، وتشكك الوكالة بهذا الأمر.

ورداً على تقرير الوكالة الأخير، قال ممثل إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رضا نجفي، إن بلاده "قدمت كل المستندات اللازمة لتثبت سلمية برنامجها النووي"، مشيراً إلى أن "تلك التفجيرات تتعلّق باختبارات صناعية نفطية وغازية". ورفض الاتهامات التي قدمتها الوكالة في وقت سابق، كما اعتبر أن التقرير أغلق هذا الباب، بعد إشارته إلى أنه لا يوجد ما يثبت الأبعاد العسكرية للبرنامج النووي.

وفي لقاء مع وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، "إرنا"، أضاف نجفي أن إيران أعلنت للوكالة من قبل، عن تعقيدات في بعض الإجراءات التي طلبت تقديمها قبل التاريخ المحدد، ولهذا السبب تأخرت بتقديم الإجابات اللازمة. رغم ذلك، فإن نجفي اعتبر التقرير إيجابياً بالمجمل ويصب في مصلحة بلاده بشكل عام.

وصدر تقرير الوكالة قبل استئناف إيران محادثاتها مع الدول الست الكبرى في نيويورك في 18 سبتمبر/ أيلول الجاري، ويأتي تزامناً مع اجتماع يعقده الوفد الإيراني المفاوض مع الوفد الأميركي في جنيف على مستوى الخبراء.

وقال نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في نهاية اليوم الثاني من هذه المحادثات التي حضرها مساعد وزير الخارجية الأميركي، وليام برنز، ووكيلة الخارجية للشؤون السياسية، ويندي شيرمان، إنها كانت محادثات "مفيدة وبنّاءة"، مشيراً إلى أن "الخلافات على بعض الملفات العالقة ما زالت باقية، وهي خلافات تحتاج إلى وقت لحلحلتها".

ويستعد الفريق الإيراني المفاوض للتوجه إلى فيينا، في 11 من الشهر الجاري، للاجتماع بالوفود الممثلة عن كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا.

وفيما تستمر الجهود الديبلوماسية الإيرانية في الخارج، يصر بعض المسؤولين في الداخل على ضرورة تغيير السياسة الأميركية في التعامل مع الملف النووي الإيراني، خصوصاً بعد فرض عقوبات أميركية جديدة، الأسبوع الماضي، بحق أفراد وشركات في إيران، اعتبرتها طهران في وقت سابق، "خرقاً لاتفاق جنيف".

وقال رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، علاء الدين بروجردي، إن "عدم القدرة على التوصل لاتفاق بين إيران ودول 5+1، يعود لتعقيدات تفرضها الولايات المتحدة على مسار المفاوضات".

ونقلت وكالة "إيسنا" عن بروجردي قوله إن "عدم إلغاء الحظر الاقتصادي لن يسمح باستمرار المفاوضات، ولن يؤدي إلى نتيجة إيجابية".

وفي سياق آخر، تحدّثت بعض الأنباء عن اتفاق إيراني ـ أميركي، بعد اللقاءات التي استقبلتها جنيف يومي الخميس والجمعة، ودار الحديث عن توافق على التعاون المشترك لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية"، بموافقة المرشد الأعلى علي خامنئي.

لكن طهران نفت في وقت لاحق أي اتفاق من هذا النوع، ونقلت وكالة أنباء فارس عن المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية، مرضية أفخم، قولها إن هذه الأنباء لا أساس لها من الصحة، وأن إيران لم تقرر التعاون رسمياً مع واشنطن لمكافحة الإرهاب في العراق.

المساهمون