الهند في القاهرة:الكاتاك يغزو المحروسة

23 نوفمبر 2015
(Getty)
+ الخط -
شهد هذا العام نشاطاً ثقافياً هندياً ملحوظاً في القاهرة؛ كان أبرزه سيطرة رقصة الكاتاك الكلاسيكية (Kathak Dance) على عدة مسارح مصرية، حيث قدمت فرقة "براتشي شاه" مجموعة من العروض، كما قام مركز مولانا أزاد الثقافي الهندي بتنظيم دورة لتعليم هذه الرقصة التقليدية. إضافة إلى بعض الفرق الهندية الأخرى التي زارت الإسكندرية لتقدم عروضها التي تمتاز بحركاتها الدورانية سريعة الإيقاع وحركات الأقدام المعقدة.


ولفظة كاتاك سنسكريتية الأصل مشتقة من (كاتها) التي تعني الراوي، فهي تعني (رقصة الرواة). وكان أول من قام بتلك الرقصات مجموعة من البدو الذين عاشوا في شمال الهند القديمة الذين عباسم الكاتارز، أي "رواة الحكايات".

لكن، لماذا اختيرت الكاتاك تحديداً لغزو العالم العربي، من بين 111 رقصة هندية؟ يعود الأمر إلى أنها الرقصة الأشهر التي ترتبط بسمات ثقافية إسلامية بعنصريها العربي والفارسي، سادت شمال الهند أيام حكم المغول، فقد بدأت بصورة ترفيهية في قصور الملوك والأمراء، وإن كان أُضيف إليها على مدار التاريخ سمات أخرى ترتبط بثقافات وسط آسيا والهندوسية.


وهذه الرقصة ذات طبيعة روائية، إذ يقوم الراقصون بتمثيل مسرحية إيقاعية كاملة الأحداث بدون كلام، باستخدام الموسيقى والتعبيرات الحركية للجسد والوجه. وفيها يظهر البعد الصوفي بقوة، فهي تحكي دائماً عن الطهر والتقى والورع، ويمكن ربطها بقاعدة مولانا جلال الدين الرومي عن الرقص الكوني، حين يقول: "عيناها تسبح في سماء الحلم وخطواتها تضرب الأرض بمئات الأجراس الصغيرة، في إيقاع مصحوب، بترانيم روحانية تناجي بها ربها، فلكل منا صلاته الخاصة، التي يتواصل بها مع الله".


بدأت تلك الرقصة تؤدى في المعابد الهندية، باعتبار الرقص هناك عبادة وصلاة وأسلوب حياة، فكانت تؤدى ابتهالاً للإله من أجل تحقيق السلام الداخلي وخلاص الروح.


ولرقصة الكاتاك ثلاث مدارس: تعتمد إحداها على الرقص بدون تعابير الوجه، والثانية تعتمد بشكل أكبر على تعبيرات الوجه من الرقص، أما الثالثة فتمزج بين المدرستين. وهى في إجمالها تجسيد لثلاث حركات، تعبير الوجه وحركات اليد والقدم التي ترتدي ما يشبه الخلخال المليء بالأجراس، والتي تصل إلى أكثر من 200 جرس، تسهم بقوة في الإيقاع. وتعتمد بشكل كبير على الدوران الواقف في صورة قريبة الشبه بالمولوية الصوفية!


يبدأ التدريب على الرقصة في سن مبكرة جداً، حيث تحتاج تدريباً كبيراً، وفي العادة يتم توريث الرقصة من الآباء الراقصين للأبناء. وقد طرأت عدة إضافات حديثة على الرقصة مثل ما فعلته "براتشي شاه" من إضافة راوٍ حكاء يصاحب الرقصة، و"براتشي شاه" أشهر راقصات (الكاتاك) في الهند، وقد حصدت العديد من الجوائز، وهي أكاديمية متخصصة في رقصة الكاتاك، ولها في موسوعة جينس رقم قياسي بأكبر عدد لفات في الرقصة بلغت 93 لفة في الدقيقة. وتضم فرقتها التي قدمت عروضها في مصر والأردن وفلسطين أربعة أعضاء، هم عازف الهارمونيوم، وعازف الطبلة، وعازف السارنجي، ومطربة، إضافة إليها.

أقرأ أيضاً: سرينغار.. مدينة المتصوّفين وشهر عسل المتزوجين
المساهمون