الهرباوي... تمنى الشهادة قبل ساعات من استشهاده

15 أكتوبر 2015
أول شهيد غزاوي في انتفاضة القدس (مواقع التواصل)
+ الخط -
قبل أن يخرج صبيحة يوم الجمعة إلى الشريط الشائك شرقي قطاع غزة، كتب على صفحته على فيسبوك "أمنيتي سجدة طويلة في المسجد الأقصى، ومن ثم طعن خنزير إسرائيلي وقتله.. حقق أمنيتي يا الله".


ولم تدم الساعات طويلاً على كتابة ذلك حتى جاءت الأخبار باستشهاد الشاب العشريني أحمد الهرباوي من مخيم النصيرات في المحافظة الوسطى؛ فبينما كان أحمد يلقي على جنود الاحتلال زجاجات "المولوتوف" مع خمسة من رفاقه حتى بادره قناص إسرائيلي قرب موقع "ناحل عوز العسكري" شرق الشجاعية بعيار نياري في بطنه فسقط على الأرض مضرجاً بدمائه.

كان لذلك "وقع مؤلم" على والدته التي بمجرد أن سمعت خبر استشهاده، حتى بدأت تتذكر أحمد وبراءة طفولته، عندما كان يناديها "ماما أريد أن ألعب، ماما أريد قلم وقرطاس للروضة".

وتقول والدته، آخر جلسات أحمد معي كانت صبيحة يوم استشهاده ليخبرها أنه سيذهب لمسيرة احتجاجية شرق مدينة غزة طالبا منها عدم إبلاغ والده، إلا أنها رفضت وأبلغت والده عن هذه المسيرة المتوجهة للحدود الشرقية.

لكن أحمد ألح على والده في طلب الخروج، وأن توجهه سيكون نحو المشاركة في مسيرة وسط مدينة غزة وبعيداً عن خطوط التماس والاشتباك مع قوات الاحتلال، ووافق أخيراً والده على خروج ابنه، لكنه لم يعلم أن أحمد لن يعود لمنزله وسيغادر حياته بشكل نهائي.

محمد سامي وهو صديق مقرب ويسكن في الحي الذي تعيش فيه عائلة أحمد كان يجلس في زاوية من زوايا بيته وبدت عليه علامات الحزن نتيجة فقدانه صديقه، يقول محمد: "أحمد شاب خلوق وشعلة من النشاط، وصاحب موقف وشجاع، ويهمه أمر فلسطين، وكان يتابع المجريات في القدس والضفة في كل وقت".

يدرس الشهيد أحمد في كلية الإعلام في جامعة الأقصى، ودرس مراحله الابتدائية والإعدادية في مدارس وكالة الغوث للاجئين في مخيم النصيرات مسقط رأسه حيث ولد هناك عام 1995.

وتمنى أحمد أن يتخرج من جامعته ليكون صحافياً وناقلاً للمواجهات مع الاحتلال، كما يقول والده، "لكنه رحل وخلّف وراءه لقب أول شهيد في انتفاضة القدس من قطاع غزة".

وكتب مراسل قناة الجزيرة تامر المسحال على صفحته في موقع "فيسبوك" أن الشهيد أحمد الهرباوي اتصل به ليعتذر عن استضافته في إحدى الرحلات التي كانت جامعة الأقصى تنوي تنظيمها، وتأجيله للموعد لمنتصف الشهر الجاري، يضيف المسحال: "رحم الله الطلاب المجتهد أحمد، لقاؤنا بالجنة".

رحل الشهيد أو كما يطلق عليه أول شهيد غزاوي في انتفاضة القدس، لكنه ترك خلفه آلافاً ممن يشتبكون على خطوط التماس مع الاحتلال في الضفة والقدس وغزة أملاً في الحرية والاستقلال، وتضامناً مع دماء الشهداء النازفة.

(فلسطين)
المساهمون