النقوط: 6 مناسبات عربية تنتشر فيها هذه العادة

03 ديسمبر 2015
فرح شعبي مصري (Getty)
+ الخط -
"النقوط".. عادة قديمة وموروث عربي شعبي ينتقل من جيل إلى آخر، ظهر بالأساس لفك ضائقة مالية، أو مساعدة شخص مقبل على الزواج حديثاً. هو عرف له أسس وتقاليد واضحة، عُرف في الأصل مع حفلات الزفاف، ويعتبره العرب، المصريون بشكل خاص، دينا لا بد من دفعه، فيقومون بتسجيل قيمة "النقوط" في دفتر خاص، حرصاً على ردها في مناسبة مماثلة.
ومع الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها أغلب الأسر، يلجأ العرب، إلى عادة النقوط بدلاً عن الهدايا العينية في المناسبات الاجتماعية المختلفة، والأكثر من ذلك أنهم يخترعون حفلات وهمية لجمع "النقوط".
ومن أشهر المناسبات التي يتم فيها جمع "النقوط":


الأفراح

حفلات الزفاف هي المناسبة الرسمية الأكبر لجمع النقوط، وفيها يحظى الريف والأماكن الشعبية بنصيب الأسد من جمع النقوط، بينما في الأماكن الأكثر رقياً تكون هدايا الزفاف من أجهزة منزلية وغيرها بمثابة النقوط، وقد بدأت بعض الأسر تلجأ إلى "قائمة الزواج"، حيث يضع المدعوون الفلوس في حساب خاص بالعروسين في البنك، وهي الطريقة الأنسب للهروب من حرج تقديم النقوط بشكل مباشر وفجّ.

في الريف يبدأ جمع النقوط قبل الفرح بيومين أي يوم "الحنة" ويكون الإعلان عن موعد الحنة والزفاف قبلها بشهر على أقل تقدير ليتمكن كل فرد من إحضار ما عليه، ويكون النقوط يوم "الحنة" أي في الحفلة التي تسبق الزواج، عبارة عن مبالغ مالية تتراوح من 5 دولارات إلى آلاف الدولارات، كل حسب حالته المادية، وتسجل النقوط في دفتر خاص لردها فيما بعد. ويمكن أن يقدم المهنئين "حمايل" بدلاً عن النقوط أي سلعة غذائية وخضروات ولحوم وطيور، وفي كلا الحالتين في مصر مثلاً، يكون النقوط من نصيب أهل العروس، وبعد الزفاف بيوم، وهو يوم "الصباحية" يحضر المهنئون مرة أخرى لتهنئة العروسين في منزلها ويقدمون لهم النقوط الذي يكون من نصيب العروس هذه المرة، وليس من نصيب الأهل، وقطعاً يكون السبب في فتح أول دفتر نقوط بالنسبة للعروسين.

وفي المناطق الشعبية، التي تقام فيها الأفراح في الشوارع وأمام البيوت، يقدم النقوط، يوم الفرح وعلانية على المسرح أمام العروسين، ويقوم "نبطشي" الفرح بطلب النقوط للعروسين وأهلهما في الميكروفون، ويعلن عن قيمة النقوط التي يقدمها المهنئون بشكل علني أمام الحاضرين، ليتولى مسؤول تسجيل النقوط الكتابة في الدفتر أثناء الفرح.


الولادة

تعد الولادة إحدى المناسبات الرئيسية لـ"التنقيط"، يقوم فيها الأهل والأقارب والأصدقاء بدفع النقوط للوالدين، بمناسبة قدوم ضيف جديد لمساعدتهم على النفقات الجديدة، وتحبذ الكثير من الأسر تقديم النقوط بدلا من إحضار هدايا غير مرغوب فيها أو تكون مكررة لديهم. وفي بعض الدول العربية، والمجتمعات المتوسطة والغنية انطلقت أيضاً عادة "قائمة الطفل"، حيث يختار الأهل متجراً لبيع الملابس أو مفروشات الأطفال ويقوم أصدقاؤهم وعائلاتهم بوضع المال هناك.

أقرأ أيضاً: الساري الهندي يقتحم أسواق الموضة

المرض

الورود أو الشوكولاته أو الحلوى يعترف بها فقط سكان المناطق الراقية في المدن عند زيارة المريض، أما في المناطق الشعبية والريفية فالنقوط هو الأساس عند زيارة المريض، لمساعدته في تكاليف العلاج، ويعتقد البعض أن النقوط في تلك الحالة أكثر فائدة للمريض وأسرته لسد جزء كبير من تكاليف العلاج. وفي بعض الأحيان تكون "الحمايل" بديلاً عن النقوط فيحضر بعض الأقارب والأصدقاء الأطعمة، والطيور والسلع الغذائية وكرتونات العصائر للمريض بدلاً من المال.

الوفاة

عند حدوث حالة وفاة، يذهب البعض لإعطاء أسرة المتوفى النقوط، لمساعدته في تكاليف إجراء تلك المناسبة. وبعض الأمول تذهب أيضاً لمساعدة الأسرة في حال كانت فقيرة. وهذا ما يحصل مثلاً عند الأسر المسيحية في لبنان، حيث تجمع الأموال التي يضعها المعزون في سلة خاصة، "عن راحة نفس الراحل"، فإذا كانت العائلة في وضع اقتصادي سيئ، تأخذ المال، وإن كانت الأسرة ميسورة، تذهب الأموال إلى الكنيسة.


حفلات الطهور

وعادة ما تكون تلك الحفلات وهمية، القصد منها جمع الأموال. وتتفق العائلات على تلك المناسبة، وتقوم بدفع النقوط الذي يرد لها مرة أخرى في حفلة وهمية مماثلة.


الأفراح الجمعية

ومنذ ما يقرب من 10 سنوات ظهرت "الأفراح الجمعية"، وفيها تقام حفلة زفاف لعروسين غير موجودين من الأساس، تهدف لجمع النقوط، لإنشاء مشروع تجاري معين أو شراء سيارة نقل أو ميكروباص أو لأي غرض آخر، وتدور الجمعية على العضو الآخر الذي يقيم مثل ذلك الفرح، وهكذا حتى آخر عضو. وعادة يقيم "الفرح الجمعية" شخص قام بتقديم النقوط لأشخاص كثر ولم يعد لديه مناسبة لرد النقوط، أو ليس لديه مناسبة قريباً لرد النقوط، ويحتاج إلى المال لحل أزمة أو الخروج من ضائقة مالية.

اقرأ أيضاً - بالصور: هذه موضة فستان العروس 2016
المساهمون