النظام يزيل حواجز قديمة ويضع أخرى في أحياء دمشق

16 اغسطس 2017
الحواجز تشكّل عائقاً كبيراً في وجه الأهالي (فرانس برس)
+ الخط -
بدأ النظام السوري إزالة بعض الحواجز الرئيسية في دمشق، عقب ضغط الأهالي على القيادات الأمنية الرافضة إزالة الحواجز وتنفيذ قرار وزير الداخلية في حكومة النظام بإزالتها وإعادة الحياة كما كانت قبل الثورة، فضلاً عن تنفيذ القرار في حماة واللاذقية وطرطوس، والتي أزيل 90% من الحواجز فيها.


وأفاد الناشط عمر الدمشقي، "العربي الجديد"، بأن النظام أزال بعض الحواجز التي كان أهالي المدينة يشتكون منها ومن صعوبة المرور عبرها، بحيث أزيل أحد حواجز فرع "215" المعروف بفرع سرية المداهمة، الواقع في مدخل حي كفرسوسة، والذي كان يحوي جهاز كشف رقمي "باركود" لتفتيش البطاقات الشخصية وتفتيش المارّة، والحاجز الثاني التابع للفرع ذاته، وهو حاجز مول شام سنتر، والذي يعرف أيضاً بصعوبة المرور عليه حتى للعسكريين أنفسهم.

كذلك اضطرت إدارة فرع المخابرات الجوية في دمشق إلى إزالة بعض حواجزها، عقب الضغوط الأمنية من قيادات النظام، ولامتصاص غضب الأهالي، إذ عملت على إزالة حاجز الدحداح المؤدي إلى ساحة التحرير، والذي تسبب بمئات حالات الاعتقال للشباب والرجال من دون سبب، كما جرت إزالة حاجز الجمارك، فيما حافظ النظام على حاجز ساحة التحرير لتفتيش المارّة المتجهين إلى ساحة العباسيين وسط العاصمة دمشق.



وقال الدمشقي إن النظام عمل، أمس، على إزالة ما يزيد عن أربعة حواجز أمنية أخرى، كانت تشكل عائقاً كبيراً في وجه ساكني تلك المناطق، وتمت إزالة ثلاثة حواجز إسمنتية في محيط السبع بحرات، والبنك السوري المركزي، وحاجز آخر في شارع بغداد، وتعرف بتبعيتها لفرع أمن الدولة والأمن الجوي ولكتائب البعث.

وأشار خلدون، وهو شاب عشريني من دمشق، إلى أن النظام عمل، منذ الصباح، على إزالة الحواجز الإسمنتية التي كان عناصر النظام يقطعون الطرقات بها لإجبار المارّة على المرور عبر نقاطهم العسكرية وحواجزهم، وسط استمرار وقوف سيارات الأمن على أطراف الطرقات وانتشار للدوريات المؤقتة التي تعمل على تفتيش المارّة كوضعها المعتاد.

وأكّد خلدون، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن النظام عمل على إزالة بعض حواجزه الكبيرة بالفعل تلبية لمطالب الأهالي، ولكنه عمل على إقامة حواجز فرعية أخرى في الأحياء ذاتها تتبع للحواجز المركزية السابقة، إذ جرى نصب حاجز جديد قبل عدّة أيام في مدخل حي السويقة الخلفي، يشرف عليه عناصر من فرع فلسطين، المعروفين بغلظة تعاملهم مع المدنيين وتنفيذهم عمليات اعتقال عشوائية للمارّة والأهالي، كذلك تمت إضافة حاجز جديد في أحد الشوارع الفرعية المؤدية لشارع خالد بن الوليد.

ووفق مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، فقد عمل النظام على إزالة حواجز مركزية بالفعل من الشوارع الرئيسية، ولكنه فرض حواجز صغيرة أخرى في المقابل، بالإضافة إلى نشر دورياته المؤقتة على أطراف شوارع المدينة وطرقاتها، ليبقي قبضته الأمنية الشديدة على المدينة، إذ قام بالفعل، وأمام مؤيديه وأهالي العاصمة، بإزالة الحواجز الكبيرة التي اشتكى منها الأهالي، وسيواصل إزالته كثيراً من الحواجز المنتشرة في جميع أنحاء المدينة، إلّا أنه أوجد وسيلة بديلة لتلك الحواجز تعمل على مواصلة تضييق الخناق على الأهالي والسكان.

في السياق ذاته، قال خلدون إن الأهالي لم يروا اختلافاً كبيراً في إزالة الحواجز خلال الأيام القليلة الماضية، بسبب الدوريات المؤقتة والحواجز الجديدة التي أقامها النظام في شوارعهم الفرعية، أي قرب منازلهم ومحلاتهم التجارية، بل اعتبر بعضهم أن بقاء الحواجز القديمة أفضل لهم من أن تنصب حواجز النظام تحت أبواب منازلهم، لتبدأ سلسلة مضايقات جديدة.

يشار إلى أن شبكة "صوت العاصمة"، وهي شبكة إعلامية معارضة في دمشق، أحصت وجود ما يزيد عن مئتين وثمانين حاجزاً في مدينة دمشق فقط، غالبيتها تتبع لإدارة أفرع المخابرات والمليشيات الموالية للنظام.






المساهمون