جدّد النظام السوري، صباح اليوم الأربعاء، عمليات القصف على جبل الزاوية جنوب الطريق الدولي "أم 4" في ريف إدلب الجنوبي شمال غربي البلاد، وذلك تزامناً مع انتشار الجيش التركي في محيط الطريق تمهيداً لتسيير دورية مشتركة مع الجيش الروسي على الطريق.
وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ قوات النظام جددت، منذ صباح اليوم، قصفها المدفعي والصاروخي على مناطق متفرقة في جبل الزاوية جنوب الطريق الدولي حلب- اللاذقية "أم 4"، وذلك جاء تزامناً مع انتشار الجيش التركي في محيط الطريق بهدف تسيير دورية مشتركة مع الجيش الروسي.
وتركز القصف المدفعي والصاروخي على قرى وبلدات: الفطيرة وسفوهن وكنصفرة وبليون وعين لاروز وكفرعويد والبارة، ومحيط تلك القرى والبلدات التي شهدت أخيراً حركة نزوح جديدة من المنطقة باتجاه المناطق الأكثر أمناً.
وذكرت المصادر أنّ الدورية تم تأجيلها إلى وقت لاحق، بسبب استمرار قصف النظام، وخرقه لاتفاق وقف إطلاق النار الذي ينص في أحد بنوده على تسيير الدوريات التركية الروسية المشتركة على الطريق.
وذكرت المصادر أن تأجيل الدورية هو الثاني لليوم الثاني على التوالي، إذ إن القوات التركية انتشرت، صباح أمس الثلاثاء، في محيط الطريق، لكن لم يتم تسيير الدورية بسبب استمرار النظام في عمليات القصف على جبل الزاوية جنوب الطريق.
وكان الجيشان قد سيرا الدورية المشتركة رقم 22، الأربعاء الماضي، على الطريق وسط إجراءات أمنية مشددة، عقب تعرض الدورية الـ21 لهجوم بعبوة ناسفة أسفر عن إصابة ثلاثة من الجنود الروس بجروح.
وكانت الدورية الـ22 قد سارت على مسافة تتجاوز 60 كيلومتراً على طول المسافة الخارجة عن سيطرة قوات النظام السوري، وأكملت الدورية الروسية طريقها إلى مناطق سيطرة النظام في ريف اللاذقية بعد وصولها إلى نقطة حور العين بريف اللاذقية، ولم تعد إلى نقطة الانطلاق في ناحية سراقب شرق إدلب.
وتوصلت تركيا إلى اتفاق مع روسيا في قمة موسكو، في 5 مارس/ آذار الماضي، لوقف إطلاق النار في إدلب، وتسيير دوريات على الطريق الدولي تمهيدا لافتتاحه.
وتتهم مصادر محلية مقربة من المعارضة السورية المسلحة، المليشيات الإيرانية ومليشيات النظام السوري المدعومة من إيران، بمحاولة تخريب اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن تلك المليشيات هي من تقوم بخرق الاتفاق وتقوم بمحاولات التقدم في محاور جبل الزاوية.
وكانت تلك المليشيات قد عززت تواجدها في نواحي كفرنبل ومعرة النعمان جنوب وجنوب شرق إدلب، وتعد تلك الجبهات المصدر الرئيسي لخرق وقف إطلاق النار.