النظام يحذر من تبعات رفض "الصلح" بشمال غربي سورية

09 اغسطس 2018
تأتي هذه المحاولة في سياق حرب نفسية(Getty)
+ الخط -

ألقت طائرات تابعة للنظام السوري منشورات على مدن وبلدات في شمال غربي سورية، تدعو فيها ما تُسمّى بـ "القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة" أهالي المنطقة إلى "الصلح"، محذرة من تبعات رفض دعوتها، زاعمة أن "الحرب اقتربت من نهايتها".

 وأعاد ناشطون محليون نشر ما ألقته طائرات النظام اليوم الخميس على مدن وبلدات في محافظة إدلب حملت عنوان "الصلح سيد الأحكام"، دعا فيها النظام أهالي المحافظة إلى "الانضمام للمصالحة المحلية كما فعل كثيرون من أهلنا في سورية"، وفق المنشور.

كما دعا النظام إلى التعاون مع قوات النظام، زاعماً أن ذلك "يخلصكم من تحكم المسلحين الإرهابيين بكم ويحافظ على حياتكم وحياة أسركم"، مشيراً أنه "آن الأوان لوقف سفك الدماء والخراب".

وتأتي هذه المحاولة في سياق حرب نفسية يشنها النظام ضد الشارع السوري المعارض، مستخدما خطابا يحمل رسائل تهديد مبطنة في حال رفض هذا الشارع دعوته التي تُعتبر بنظر كثيرين استسلاما غير مشروط بعد 7 سنوات من الحرب التي يشنها النظام على السوريين، التي أدت إلى مقتل وتشريد جلهم، فضلا عن تدمير مدن وأحياء كاملة، وتعريض البلاد للتشظي والاحتلال.

وتحدثت صحيفة "الوطن" التابعة للنظام، اليوم، عن حشود وصفتها بـ"الضخمة" لقوات النظام، و "القوات الرديفة" في ريف حماة الشمالي استعدادا لمعركة إدلب، التي بات النظام يعتبرها "أولوية" بعد سحق المعارضة السورية في الجنوب السوري.

ولكن من المؤكد أن النظام لا يجرؤ على شن عملية عسكرية واسعة النطاق على محافظة إدلب من دون تفاهم تركي - روسي، حيث حذرت أنقرة أخيرا من تبعات شن هذه العملية على منطقة تضم 3 ملايين مدني.

وكانت "هيئة تحرير الشام"، التي تشكل "جبهة النصرة" عمادها الرئيسي، وتسيطر على أجزاء واسعة من إدلب، بدأت بحملة تستهدف اعتقال متهمين بـ "الترويج" للمصالحة مع النظام، وبث دعاية "سلبية" هدفها تمهيد الطريق أمام عودة قوات هذا النظام إلى المنطقة من دون قتال.

ودخلت غالبية المناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة السورية في "المصالحة" تحت الحصار، والقصف الجوي اليومي، ولكن قوات النظام نسفت اتفاقات أبرمتها فصائل المعارضة السورية في ريف حمص الشمالي، وفي الغوطة الشرقية لدمشق، وفي جنوب سورية مع الجانب الروسي، تنص صراحة على عدم دخول هذه القوات إلى مدن وبلدات هذه المناطق.

 وتتوارد الأنباء بشكل يومي عن قيام هذه القوات بارتكاب انتهاكات في مناطق المصالحات تصل إلى درجة القتل تحت التعذيب، فضلا عن الاعتقال والتضييق وسرقة ممتلكات.

المساهمون