علم "العربي الجديد" من مصادر عسكرية في القوات النظامية أن "هناك توجهات لتكثيف العمليات العسكرية لفتح طريق تدمر دير الزور"، في حين شكك ناشطون في قدرة القوات النظامية على إنجاز ذلك، في ظل الواقع الحالي.
وكانت العديد من وسائل الإعلام الرسمية والمقربة من النظام، تحدثت عن بدء النظام بعملية عسكرية بدعم من الطيران الروسي، لاستعادة السيطرة على مدينة تدمر. كما أفاد ناشطون معارضون بأن الطيران الحربي الروسي بدأ منذ أكثر من أسبوع باستهداف المدينة بعشرات الغارات الجوية بمختلف أنواع القنابل والصواريخ، ما تسبب بدمار أجزاء كبيرة من الأحياء السكنية، في حين لا يوجد على الجبهات من تقدم يذكر.
وقال عضو "تنسيقية تدمر" ناصر الثائر، في حديث مع "العربي الجديد"، "لا يمكن للنظام أن يسيطر على طريق تدمر دير الزور، دون السيطرة على مدينتي تدمر والسخنة، رغم أن الطيران يرصد الطريق بشكل دائم".
اقرأ أيضاً: هيئة المفاوضات السورية: شكل الحكم والانتخابات حاضران في جنيف
وبين أن "القوات النظامية تتواجد على بعد نحو 15 كيلومتراً جنوب غرب المدينة، ونحو 12 كيلومتراً شمال غرب المدينة، وغرب المدينة بنحو 40 كيلومتراً، ومنطقة الدوة، في حين تتواجد قوات ضخمة للتنظيم في المنطقة، إضافة إلى تضاريس المدينة التي تلائم عمليات الدفاع أكثر من الهجوم، وهذا ما يقوم به التنظيم اليوم، مكبداً النظام خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد".
ورأى الناشط الثائر أن "حتى فرضية حصار المدينة وعزلها عن الاتوستراد هي شبه مستحيلة من الجهة الشرقية والشمالية، في حين أن أي هجوم محكوم بأن يكون عبر المحورين الغربي والجنوبي، لأن التنظيم يسيطر على كل المناطق شرقاً حتى العراق والشمالية حتى دير الزور والرقة، والتفاف القوات النظامية على المدينة يعني محاصرتها".
ولفت إلى أن "القصف الجوي الكثيف على المدينة ليس له ذلك التأثير الملحوظ على قدرات التنظيم، حيث إن القصف يتركز على المدينة، والتي لا يتواجد بها سوى عدد قليل من مقاتلي التنظيم، أما البقية على الجبهات"، وأضاف "حتى القصف لم يجفف إمدادات التنظيم بالدرجة التي يتم الحديث عنها في الإعلام، فما زالت لديه طرقه الصحراوية الخاصة به، حيث يتم نقل الذخيرة والمواد الغذائية والطبية له".
وعن مدينة السخنة، قال إنها "تتعرض للقصف بمعدل أربع غارات جوية يومياً، وهي تبعد عن تدمر 70 كيلومتراً شرقاً، كما أنها بعيدة عن القوات النظامية المتمركزة في السلمية بريف حماة، وهناك صعوبات كبيرة للتقدم منها".
اقرأ أيضاً: كيري: تصريحات المعلم تهدف لتعطيل محادثات السلام السورية
من جانبه، قال الناشط الإعلامي خالد الحسيني، لـ"العربي الجديد"، إن "القوات النظامية لم تسيطر بعد على طريق تدمر حمص وتدمر دمشق بالكامل، فمن السذاجة الكلام عن طريق تدمر دير الزور"، مبينا أن تلك قوات "سوف تكمل العام وهي بذات النقاط دون أي تقدم، وليس على الأرض مؤشرات لقرب عمل عسكري بهذه الضخامة".
وأضاف أن "أمام القوات النظامية تحديا كبيرا قبل التفكير بطريق دير الزور وهو السيطرة على تدمر والقريتين ما يؤمن قواته من جهة البادية لحدود الأردن، وبالتالي تأمن الطريق من تدمر حمص، وتدمر دمشق".
ومن جهته، أوضح الناشط محمد الخليف، من دير الزور في حديث مع "العربي الجديد"، أن "فتح طريق تدمر دير الزور من الدير صعب جداً من قبل القوات النظامية المحاصرة في القسم الغربي من المدينة (الجورة والقصور والمطار العسكري واللواء 137)، ومن الصعب جداً التقدم باتجاه تدمر كون التنظيم يسيطر على المنطقة الواصلة بينهما، حيث يتواجد التنظيم في هذه المنطقة من (قرية كباجب والشولا بريف دير الزور الجنوبي وصولاً الى السخنة وتدمر بريف حمص)".
وأوضح أن "حظوظ النظام قليلة، حيث الإمكانات الموجودة لديه داخل مناطق سيطرته بدير الزور قليلة إن كان من حيث عدم توفر قوة بشرية تستطيع فتح هذا الطريق الطويل، والذي تنتشر على طوله تحصينات مقاتلي داعش، بالإضافة إلى طبيعة المنطقة الصحراوية ما يتيح لهم اصطياد قوات النظام بسهولة فسيكونون مكشوفين لعناصر التنظيم المتحصنين منذ عامين في المنطقة".