ارتفعت إلى 165 على الأقل، حصيلة الضحايا، جراء تواصل حملة القصف الجوي المكثّف، لقوات النظام السوري، على مدن وبلدات الغوطة الشرقية المحاصرة في ريف العاصمة دمشق، خلال الساعات الـ24 الأخيرة، في حين أعربت الأمم المتحدة عن قلقها حيال أمن وسلامة 400 ألف مدني محاصرين فيها.
وأفادت مصادر من الغوطة الشرقية لـ"العربي الجديد" بارتفاع حصيلة الضحايا جراء القصف الجوي المتواصل من قوات النظام على الغوطة الشرقية إلى أكثر من 165 قتيلا خلال الأربع وعشرين ساعة ماضية.
وقال الناشط الميداني "عمر الخطيب" من الغوطة لـ"العربي الجديد" في وقت سابق اليوم، إن النظام واصل ارتكاب المجازر منذ الفجر، حيث تسبب بمقتل سبعة وعشرين مدنيا في بلدة بيت سوى بينهم أطفال ونساء، كما قضى سبعة مدنيين في عربين بينهم أربعة أطفال، وأربع وعشرين مدنيا في بلدات وقرى منطقة المرج.
وتبقى الحصيلة مرجحة للزيادة نتيجة وجود عشرات المصابين وتواصل القصف براجمات الصواريخ والمدفعية على مدن وبلدات الغوطة.
وقال مصدر من الدفاع المدني في ريف دمشق، لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق اليوم، إنّ الطيران الحربي التابع للنظام السوري، شنّ 15 غارة، منذ الفجر، على بلدة النشابية ومنطقة تل النشابية، ما أسفر عن مقتل أربعة مدنيين بينهم طفلة.
كما قُتل أربعة مدنيين بغارة جوية، صباح اليوم، على بلدة مسرابا، في حين قُتل مدني جراء غارات على بلدة زملكا.
وأوضح المصدر، أنّ عدد الضحايا جراء القصف على بلدات ومدن الغوطة، بلغ، حتى منتصف الليل، 97 قتيلاً، فضلاً عن وجود عشرات الجرحى بينهم أطفال ونساء، ووصل صباحاً إلى 107 قتلى، مرجّحاً ارتفاع حصيلة الضحايا، بسبب وجود مصابين بحالة خطرة.
كما أشار إلى أنّ من بين الضحايا، ثلاث نساء مع أطفالهن، من بينهم أم وأطفالها الخمسة قضوا في بلدة أوتايا، وامرأة حامل قضت مع جنينها.
كذلك أعلن الدفاع المدني السوري في ريف دمشق، عن مقتل المتطوع في صفوفه فراس جمعة، أثناء قيامه بواجبه الإنساني بإخلاء المصابين، في بلدة بيت سوى، نتيجة تجدد القصف من قوات النظام على البلدة.
وشنّ الطيران الحربي للنظام، منذ أمس الإثنين، 110 غارات جوية، على مدن وبلدات الغوطة الشرقية، وذلك في تصعيد غير مسبوق، وسط تخوّف من حملة اقتحام كبيرة، ضد قرابة 350 ألف مدني محاصر في المنطقة من قبل قوات النظام.
الدفاع المدني السوري في ريف دمشقMonday, 19 February 2018" style="color:#fff;" class="facebook-post-link" target="_blank">Facebook Post |
إلى ذلك، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها حيال أمن وسلامة 400 ألف مدني محاصرين في الغوطة الشرقية من قبل قوات النظام السوري.
وحذّر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، خلال مؤتمر صحافي بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، وفق ما أوردت "الأناضول" من أنّ "سوء التغذية زاد بشدة، خصوصاً بين الأطفال في الغوطة الشرقية، والأمراض المعدية بدأت بالظهور".
ونبّه من الخطر الذي يحدق بسلامة 400 ألف مدني، جراء القصف الذي يطاول الغوطة الشرقية، مشيراً إلى توقف إيصال المساعدات الإنسانية إلى المنطقة جرّاء الهجمات، في الوقت الذي تشهد فيه نقصاً في الغذاء.
وأضاف "هناك 69 شخصاً يعانون بشدة من سوء التغذية، في حين يواجه 127 طفلاً خطر الموت".
في غضون ذلك، وقعت معارك عنيفة بين المعارضة السورية المسلحة، وقوات النظام، جرّاء محاولة الأخيرة اقتحام مواقع في محاور مدينة حرستا، وفي محور كرم الرصاص شمال شرقي الغوطة.
وقالت مصادر، لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، إنّ المعارضة تمكّنت من صدّ هجوم للنظام، في محور المشافي القريب من الطريق الدولي حمص- دمشق، وأجبرت قوات النظام على التراجع واستولت على أسلحة وذخائر.
كما أجبرت المعارضةُ قوات النظام على التراجع في محور كرم الرصاص، في محيط مدينة دوما بريف دمشق، حيث دارت اشتباكات عنيفة بالأسلحة المتوسطة والثقيلة.
واستقدمت قوات النظام السوري، مؤخراً، تعزيزات عسكرية إلى محيط الغوطة الشرقية، بالتزامن مع تصريحات روسية عن إمكانية تكرار سيناريو السيطرة على حلب، في نهاية عام 2016.وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بحسب وكالة "إنترفاكس"، أمس الإثنين، إنّ "التجربة الناجحة لتحرير مدينة حلب من الإرهابيين، قابلة للتطبيق ضد مسلحي جبهة النصرة الإرهابية في الغوطة الشرقية"، مذكراً بالعملية العسكرية التي شنت على أحياء حلب الشرقية والحصار الذي أطبق عليها، وكانت نتيجتها تهجير عشرات آلاف المدنيين والمقاتلين إلى شمال سورية.
وكانت روسيا قد طلبت، قبل أيام، استثناء الغوطة الشرقية وإدلب من الهدنة الانسانية التي طرحت في الأمم المتحدة، معتبرة أنّ "تلك الهدنة ستخدم تنظيم جبهة النصرة".