لتصميم غرف الأطفال معايير معينة يجب التقيد بها. الألوان والتفاصيل وعناصر عديدة في غرفة الطفل، لا تشبه تلك الموجودة في الغرف الأخرى في المنزل من حيث التصميم. في حديثها مع "العربي الجديد" تشيرُ مهندسة الديكور، آية قمر الدين، إلى أنه قبل التفكير بأية تفاصيل تتعلق بالتصميم والشكل في غرفة الأطفال، يعتبر الأمان المعيار الأساسي الذي يجب الاستناد إليه، حفاظاً على سلامة الطفل.
نصائح الأمان الأربع
يعتبر الأمان أولى الخطوات التي يجب الانطلاق منها، بحسب قمر الدين في تصميم غرفة الطفل. وللأمان معايير عدة يجب أخذها بعين الاعتبار:
1. يمنع وجود زوايا حادة في الغرفة بشكل يعرّض الطفل للخطر في حال سقوطه عليها أياً كان عمره. في المقابل يفضل اعتماد الأثاث ذي الزوايا الدائرية التي لا تعرّض الطفل للأذى.
2. لا يوضع أبداً في غرفة الطفل أثاث غير متين أو غير مثبت جيداً، من خزانة أو إنارة أو تلفزيون في موضع غير ملائم. فهذه من الشروط الأساسية التي يجب التركيز عليها، خصوصاً أن الطفل الذي يقوم بخطواته الأولى يكون أكثر عرضة للسقوط ما يعرّضه للخطر في حال وجود هذا النوع من الأثاث أو الأغراض.
3. تصمّم الشرفة في غرفة الطفل بشكل يحافَظ فيه على سلامة الطفل ويسمح بحمايته من أي خطر. يجب الحرص على تهوئة جيدة للغرفة من خلال نافذة مرتفعة.
4. عدم استخدام أقمشة سميكة جداً في غرفة الطفل، من ستائر وغيرها لأن الغبار يتجمع في هذا النوع من الأقمشة بمعدلات مرتفعة وبسهولة، فيما يكون الطفل عرضة في مرحلة عمرية معينة إلى الحساسية ويسبب له ذلك الأذى. لذلك يفضل استخدام الأقمشة الخفيفة للستائر وأغطية السرير وغيرهما.
التصميم حسب العمر
يعمد الأهل في أوقات كثيرة إلى اعتماد تصميم مختلف لكل مرحلة عمرية، فتتغير الغرفة على هذا الأساس بما يتناسب مع سن الطفل. لا تعارض قمر الدين ذلك، فالمسألة ترتبط بتفضيل الأهل وديكور المنزل والإمكانات المادية الخاصة بكل عائلة. فالبعض يفضل اعتماد غرفة واحدة تناسب كل الأعمار، فيما يفضل آخرون تغيير الغرفة في كل مرحلة عمرية. "شخصياً، لا أفضل التطرف في هذا الموضوع، أي أني لا أحبذ اعتماد غرفة واحدة تناسب مختلف الفئات العمرية حتى يبلغ الطفل مرحلة الرشد، فيحرمه ذلك من مرحلة مهمة يستمتع فيها بغرفة تناسب سنّه. كما لا أفضل الغرفة التي لا بد من تغييرها باستمرار. فالحل الوسطي بالنسبة لي هو غرفة تناسب الطفل ومراحل نموه من ناحية الألوان والأشكال الهندسية وغيرها من التفاصيل".
تركز قمر الدين في هذه الحالة على الجدران لا على الأثاث لإنجاز غرفة مناسبة. فعلى سبيل المثال في حال الرغبة بتصميم غرفة تناسب الطفل حتى بلوغه فئة عمرية كبيرة أي سن المراهقة، يجب عدم اختيار السرير الذي له شكل معين يناسب طفل كسيارة أو عربة، بل يفضل السرير الكلاسيكي مع بعض التفاصيل التي تميّزه. مقابل ذلك يمكن إعطاء الغرفة هويتها الخاصة من خلال الإنارة والجدران.
زينة الجدران وألوانها
للجدران أهمية كبرى في غرف الأطفال. فهي تبرز بالدرجة الأول من خلال ألوانها والرسوم التي تزينها. تفضل قمر الدين الحد من عجقة الألوان للجدران في غرف الأطفال كما يفعل البعض. إلا أنها لا تمانع اعتماد 3 ألوان كحد أقصى مع أشكال هندسية تزينها إضافة إلى الرسوم الكرتونية التي يمكن اختيارها له، خصوصاً أن تلك الأشكال الهندسية التي يمكن اعتمادها تساعد في نمو الطفل وتطوير قدراته الفكرية من الأشهر الأولى. يضاف إلى ذلك أن الألوان المختارة تلعب دوراً مهماً هنا.
أما بالنسبة إلى الألوان فبعضها خاصة للأطفال تحديداً، إذ تساهم في تنمية قدراتهم الفكرية والإدراكية وعلى رأسها:
1. الأصفر يعتبر لوناً دافئاً بامتياز وهو في الوقت نفسه مفعم بالحيوية والإشراق ما ينعكس إيجاباً على الطفل. يشكل هذا اللون حافزاً للطفل ليكون أكثر حيوية.
2. الأخضر لون هادئ ويساعد على الاسترخاء ويؤمن محيطاً هادئاً للطفل في الغرفة. كما يعكس ألوان الطبيعة.
3. الأزرق يعتبر من الألوان المفضلة للأهل بشكل عام وغالباً ما يقع اختيارهم عليه للولد أو على الزهري للفتيات. لكن توضح قمر الدين أن هذا الاتجاه لا يعتبر رائجاً اليوم. في المقابل يبقى الأزرق من الألوان المثلى لغرفة طفل لأنه يضفي عليها جواً من الهدوء والطمأنينة.
4. الزهري يتجه إليه الأهل لتصميم غرف البنات ويعتبر أيضاً من الألوان الهادئة الجميلة.
5. الأبيض من الألوان الأساسية المعتمدة شرط مزجه مع أشكال هندسية جميلة ونقوش مميزة، لإضفاء المزيد من الحركة على الغرفة لأن الأبيض يعتبر مملاً لدى اعتماده بمفرده. وثمة ميل اليوم إلى الأبيض الذي يميل إلى الرمادي فهو عصري ورائج.
اللون الممنوع
كما أنه ثمة ألوانا محبذة لغرف الأطفال، تشدد قمر الدين على أن اللون الذي يمنع استخدامه في غرفة طفل هو الأحمر، فهو لا يعتبر مريحاً وهو قوي وفيه الكثير من العدوانية. إذا كانت المطاعم تستخدمه فلأنه يساهم في فتح الشهية فيما قوته تمنع استخدامه في غرفة الطفل. وتؤكد في الوقت نفسه على استخدام الطلاء في غرف الأطفال يجب ألا يكون لامعاً أبداً. هذا على أن يكون مخصصاً لغرف الأطفال وقابلاً للتنظيف. كما يجب الابتعاد عن ورق الجدران.
مساحة حرة للطفل
بما أنّ الطفل هو المعني بالتصميم هنا، لا بد من أخذ العوامل النفسية والفكرية بعين الاعتبار ولا يمكن إهمالها أبداً. فالطفل يحتاج إلى مساحة من الحرية في غرفته وهذا ما يبدو من العناصر الأساسية في تصميم المكان. فبقدر ما تخصص للطفل مساحة كبرى من الحرية للعب والحركة، يكون ذلك أفضل له من الناحية النفسية بحسب قمر الدين. "بهذه الطريقة يعتبر الطفل أن هذا المكان هو مملكته التي يستمتع فيها بحرية تامة دون عوائق. كما أنه من المهم أن يجد في غرفته كل وسائل الراحة، إضافة إلى المساحة الحرة الخاصة به التي يلعب فيها". وتعتبر أنه إذا كان الطفل وحيداً في الغرفة يجب وضع سرير واحد فيها وخزانة واحدة. أما الإنارة فتتعدل ليلاً وتخف حدةً لتصبح خافتة لتتأمن للطفل أجواء هادئة مع إنارة بسيطة.
نصيحة إضافية
تنصح قمر الدين بترك زاوية خاصة بالطفل في الغرفة تتضمن أغراضه الخاصة أو الأعمال اليدوية التي أنجزها يمكن عرضها على أحد الرفوف مثلاً أو بطريقة أخرى.