النشاط الدماغي الكبير سبب لتقصير العمر

19 أكتوبر 2019
الكسل الدماغي يطيل العمر بحسب الدراسة (ماثيو هاروود/ Getty)
+ الخط -
"ذو العقلِ يشقى في النعيمِ بعقلِهِ وأخو الجهالةِ في الشقاوةِ ينعمُ" هكذا قال المتنبي قبل ألف عام. لكنّ "العقل" ذاك يبدو أنّه يودي بصاحبه إلى ما هو أبعد من الشقاء، ويوصله إلى الفناء الكامل، بحسب ما تؤكد دراسة أميركية أخيرة.

تشير الدراسة الجديدة من جامعة "هارفارد" إلى أنّ النشاط الدماغي المكثف مع تقدمنا ​​في العمر، قد يؤدي إلى فترة حياة أقصر، على عكس الاعتقاد السائد. النتائج التي نشرها موقع "نيويورك بوست" استندت إلى تحليل أجراه الباحثون لأنسجة الدماغ بعد الموت. وقارنوا بين أنسجة المعمّرين الثمانينيين وما فوق، بأولئك الذين ماتوا في سنوات الستين والسبعين. ووجد الباحثون، وهم من كلية الطب، في الجامعة، أنّ الذين لقوا حتفهم في سن أصغر كانت لديهم مستويات منخفضة من البروتين الذي يخفّض نشاط الدماغ، مقارنة بأولئك الذين عاشوا عمراً أطول. هذا البروتين، المعروف بالرمز "آر إي 1 ريست" يمكن أن يحمي من مرض ألزهايمر، بحسب دراسات سابقة.

في هذا الإطار، قال بروس يانكر، أستاذ علم الوراثة وعلم الأعصاب بكلية طب جامعة "هارفارد" إنّ النتائج "يمكن أن تكون لها تأثيرات بعيدة المدى على الفسيولوجيا والعمر الافتراضي". ويدرس يانكر حالياً كيف يمكن للأدوية التي تستهدف البروتين علاج أمراض مثل مرض ألزهايمر أو الشيخوخة نفسها. لكنّ العلماء ما زالوا لا يعرفون بالضبط مدى ارتباط البروتين بالعمر.

ولفهم هذه العلاقة بشكل أفضل، عمل العلماء على الفئران والديدان، إذ لا يمكن حتى الآن، قياس بروتين "آر إي 1 ريست" في البشر الأحياء. وهكذا رفعوا مستويات البروتين في الديدان ليجدوا أنّ تلك التي لديها كمية أكبر منه، كانت أدمغتها نشطة وعاشت فترة أطول. وعلى العكس من ذلك، عندما قطع العلماء إمدادات البروتين عن الديدان، وهي من نوع ميثوسيلا، المعروفة بفترات حياة طويلة جداً، عانت من إفراط النشاط العصبي الدماغي وماتت في وقت أقرب بكثير من المعتاد. بالإضافة إلى ذلك، كانت لدى الفئران التي تفتقر إلى "آر إي 1 ريست" عقول أكثر نشاطاً مع طفرات غير اعتيادية.




وبحسب يانكر، فإنّ الأبحاث تكشف أيضاً عن الفوائد المحتملة للأنشطة الأخرى التي تؤثر على الإيقاعات العصبية، مثل التأمل، والتي يقول إنّها قد تساعد في علاج فقدان الذاكرة. وقال: "سيكون أحد المجالات المستقبلية للبحث تحديد مدى ارتباط هذه النتائج بوظائف الدماغ البشري العليا".
دلالات
المساهمون