النرويج ترفض المهاجرين الأفغان

13 أكتوبر 2016
يعيشون في مراكز مؤقتة (العربي الجديد)
+ الخط -
شهدت الأعوام القليلة الماضية زيادة كبيرة في أعداد المهاجرين الأفغان إلى أوروبا، التي يصلون إليها بعد صعوبات عديدة ومراحل يخاطرون فيها بحياتهم، سواء عبر الحدود البرية أو عبر قوارب الموت. فمن بين مئات آلاف طالبي اللجوء في دول شمال أوروبا، شكل الأفغان النسبة الأكبر بعد السوريين مباشرة.

لكن، بحسب دراسة نشرتها صحيفة "أفتن بوستن" النرويجية، استناداً إلى أرقام المركز الأوروبي للإحصاء "يوروستات" فإنّ النرويج رفضت هذا العام ما نسبته 99 في المائة من طالبي اللجوء الأفغاني. وفي هذا الإطار، تشير مديرة مركز "سياسات الهجرة"، إليزابيث كوليت، إلى أنّ هناك "خلافاً أوروبياً واضحاً حول ما إذا كان المهاجرون الأفغان يستحقون منحهم اللجوء فعلاً في تلك الدول. وهو ما يؤدي إلى رفض كبير للطلبات العائدة إليهم".

ووفقاً لنتائج توصلت إليها دراسة "يوروستات" فإنّ الرجال الذين يتراوح عمرهم بين 18 و34 عاماً، هم الأكثر عرضة لرفض طلبات لجوئهم في دول الشمال (ما عدا السويد)، وبنسب ترتفع كثيراً عن معدلات الرفض في كلّ من بريطانيا والسويد (بنسبة 90 في المائة لنفس الفئة العمرية). وتتصدر النرويج قائمة رفض طلبات الإناث الأفغانيات منذ العام الماضي 2015 بنفس النسبة 99 في المائة.

من جهتها، أشارت وزيرة الهجرة النرويجية، سولفي ليزتاو، إلى هذه النتيجة باعتبارها "تعود إلى دائرة الهجرة واللجوء لتقييم طلبات هؤلاء المهاجرين". تقول ليزتاو: "بالتأكيد، يمنح اللاجئون الحماية في حال التثبت من أنهم يحتاجون إليها".

يعاني الأفغان في الدول الإسكندنافية، وإلى حد ما في ألمانيا، من تشديدات تستهدف ترحيلهم عن تلك الدول. ويعيش معظم هؤلاء في أجواء انتظار من دون نتائج تذكر. تمنع القوانين الأوروبية (وفقا لاتفاقية دبلن) مغادرة هؤلاء الدول التي تقدموا فيها بطلبات لجوء، في اتجاه دول أخرى.




وقد بدأت أوسلو أيضاً رفض طلبات لجوء القصّر الآتين تهريباً من أفغانستان ودول مجاورة مثل ايران. وتفيد الأرقام أنّه في حين رفضت طلبات 3 في المائة من الفئة العمرية من 14 إلى 17 عاماً السنة الماضية 2015، فإنّ 20 في المائة من هؤلاء جرى رفضهم هذا العام.

يتابع النرويجيون قصص المهاجرين من خلال أحاديث هؤلاء إلى الصحافة بشكل مباشر. ويعترف الآتون إلى البلاد أنّ "مبالغ كبيرة دفعناها من أجل تهريبنا تصل إلى 5 آلاف دولار عن كلّ فرد كي ننجو من طالبان" بحسب ما تنقل "أفتن بوستن" عن شاب آتٍ من شمال أفغانستان، يدعى علي رضا محمدي.

من جهتها، تنتقد كوليت سياسة الاتحاد الأوروبي في التعاطي مع المهاجرين الأفغان بالقول: "رفض طلبات لجوء الأفغان يجري على أرضية سياسية. والمستغرب أنّ تقارير الدول الأوروبية حول سوء أوضاع أفغانستان تتناقض تماماً مع رفض لاجئي تلك البلاد في دول الاتحاد الأوروبي".

وكانت دول الاتحاد الأوروبي قد ناقشت، يوم الأربعاء ما قبل الماضي، في مؤتمر جرى عقده في بروكسل الأوضاع في أفغانستان والاتفاق على إعادة المهاجرين الذين رفضت طلباتهم إليها.

إلى ذلك، تشير أرقام "يوروستات" إلى أنّ معظم الآتين من إيطاليا إلى بقية دول أوروبا يواجهون رفض طلباتهم بنسبة كبيرة. فعلى سبيل المثال، رفضت طلبات 79 في المائة للآتين بحراً من نيجيريا، وهؤلاء يتصدرون قائمة طالبي اللجوء الآتين إلى إيطاليا. كذلك، رفضت طلبات 78 في المائة للآتين من السنغال و71 في المائة للآتين من مصر، والفريقان يأتيان عبر إيطاليا غالباً.

وكان الاتحاد الأوروبي قد قرر العام الماضي إعادة 146 ألف طالب لجوء أفريقي إلى بلادهم، بينما لم يجرِ تنفيذ القرار إلاّ على 26 ألفاً. ويحاول البقية مع عشرات الآلاف غيرهم الانتقال إلى دول أخرى.

مناطق آمنة في بلدهم
قصص طالبي اللجوء الأفغان، التي يقدمها الإعلام النرويجي، تفتح باب الجدال حول "حقيقتها" وفقاً لدائرة الهجرة واللجوء النرويجية. تقول: "نجد أنّ هؤلاء المهاجرين، بعد فحص قصصهم، آتون من مناطق بعيدة عن سيطرة من يدّعون أنّهم مطلوبون لهم. ويمكنهم في كلّ الأحوال، أن يجدوا مناطق آمنة في بلدهم بالذات".

المساهمون