أكد النائب العام السعودي، سعود المعجب، اليوم السبت، اعتقال 11 أميراً تجمهروا، الخميس الماضي، في قصر الحكم في العاصمة الرياض.
وأضاف المعجب، في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية "واس"، أن الأمراء طالبوا بـ"إلغاء الأمر الملكي الذي نص على إيقاف سداد الكهرباء والمياه عن الأمراء"، و"التعويض المادي المجزي عن حكم القصاص الذي صدر بحق أحد أبناء عمومتهم".
وتابع: "وقد تم إبلاغهم بخطأ تصرفهم هذا، لكنهم رفضوا مغادرة قصر الحكم، فصدر أمر كريم بالقبض عليهم عقب رفضهم مغادرة القصر، وتم إيداعهم سجن الحائر تمهيداً لمحاكمتهم".
وكانت وسائل إعلامية سعودية قد قالت، إنّ السلطات الأمنية في البلاد، عبر كتيبة "السيف الأجرب" (القاطع) التابعة للحرس الوطني، قامت باعتقال 11 أميراً من الأسرة الحاكمة، وذلك بسبب تجمهرهم في قصر الحكم بالعاصمة الرياض.
وقالت صحيفة "سبق" الإلكترونية المقرّبة من النظام السعودي، في وقت سابق من اليوم، إنّ "الأمراء تظاهروا في قصر الحكم، مطالبين بإلغاء الأمر الملكي الذي نصّ على إيقاف سداد الكهرباء والمياه عن الأمراء، ومطالبين بالتعويض المادي المجزي عن حكم القصاص الذي صدر بحق أحد أبناء عمومتهم. وقد تم نقلهم إلى سجن الحائر في الرياض، تمهيداً لمحاكمتهم".
لكن مصادر سعودية معارضة شكّكت في رواية الحكومة السعودية حول الواقعة، وقالت إنّ "حملة الاعتقالات مرتبطة باعتراض أفراد من الأسرة الحاكمة على عزل ولي العهد السابق محمد بن نايف، وتهميش فروع الأسرة الحاكمة لمصلحة أبناء الملك سلمان بن عبدالعزيز، واعتقال العشرات من الأمراء ورجال الأعمال الموالين لهم في فندق (معتقل) "ريتز كارلتون" في الرياض، بعد ابتزازهم بتسوية مالية لمصلحة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان".
كما قالت مصادر أخرى إنّ "الاعتقالات هدفها السيطرة على أملاك الأمراء المحتجين الواسعة، وعلى رأسها شركة "المراعي" للألبان، التي يملكها الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير آل سعود، الذي رفض وإخوته الاستجابة لتهديدات السلطات الأمنية بالتسوية المالية.
وذكرت مصادر مطلعة، في تصريحات سابقة لـ"العربي الجديد"، أن من الأمراء المعتقلين الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير آل سعود، والأمير عبدالله والأمير سعد بن محمد بن سعود الكبير آل سعود، والأمير عبدالعزيز بن محمد بن سعود الكبير آل سعود.
وفي ظل تضارب الروايات حول الجهة التي تقف وراء هذا الاحتجاج، أشارت تسريبات إلى أن الأمير سلمان بن عبدالعزيز بن سلمان بن محمد بن فيصل بن تركي، هو من يقف وراء الاعتراض، في ظل الرفض المتنامي لوصول ولي العهد محمد بن سلمان إلى سدة الحكم.
ويعتبر الأمير، الذي يطلق عليه اسم "غزلان" تيمناً بجده، من أكثر الأمراء حضوراً في الساحة السياسية الفرنسية، إذ ألقى قبل سنوات خطاباً في مجلس الشيوخ الفرنسي، وكان قد عمل سابقاً في السفارة السعودية بباريس.