المونولوغ... فاكهة الغناء العربي

16 ديسمبر 2015
الأشهر على الإطلاق إسماعيل ياسين (يوتيوب)
+ الخط -
كأن المونولوغ صار مرادفاً للأغنية الفكاهية، وذلك بفضل مجموعة من رواد هذا الفن الذي كان يحمل دلالة أكبر من ذلك لدى الشعوب الأخرى، إذ يعود المونولوغ لأصول يونانية قديمة، ويشير إلى الأداء الذي كان يقوم به فنان وحيد على خشبة المسرح تمثيلاً وغناءً وتحدثاً.
وتحتفظ التسجيلات الإذاعية والتلفزيونية، حتى ثمانينيات القرن الماضي، بالعديد من النماذج المميزة التي تنتمي إلى هذا الفن الذي بدأ في الانحسار بصورة كبيرة.


كان الطريق إلى المسرح والفن السابع يبدأ من المونولوغ، وهناك شخصيات بارزة في مسيرة التمثيل والمسرح بدأت به وتطورت من خلاله، من أمثال يوسف وهبي ونجيب الريحاني وحسن فايق. اشتهر العديد من المونولوجستات في مصر لطبيعة النهضة الفنية في منتصف القرن العشرين، مثل إسماعيل ياسين ومحمود شكوكو وأحمد الحداد وسيد الملاح وأحمد غانم وحمادة سلطان وغيرهم. كما عرف الوطن العربي أيضاً مجموعة من الفنانين المميزين، مثل محمد بكري من فلسطين، وعبد العزيز الهزاع ومحمد السليم من السعودية، وعزيز علي من العراق، وسلامة الأغواني من سورية، وفؤاد الشريف من اليمن، وغيرهم.


اقرأ أيضاً: ست رقصات شهيرة رقصها الرجال في السينما المصرية

يلجأ المونولوجست إلى صناعة البسمة عبر طلة مميزة تجمع بين الأغنية الفكاهية ذات الإيقاع السريع، والنكتة الخاطفة والأداء التعبيري المشاغب والارتجالي مع الجمهور، وتعد السخرية الاجتماعية هي المحور الأهم التي تتبلور حوله الفقرة الفنية التي أطلقوا عليها (نمرة)، أي رقم الفقرة، حيث كانت العادة أن تطعّم الحفلات الفنية الكبرى في التياتروات بنمرة المونولوغست.


أهم التطورات البديهية، التي حدثت لفن المونولوغ كان استعانة الفنان بفرقة موسيقية، كما استعان بعضهم بكورس. وفي مرات قليلة، ظهرت ثنائيات، كالدويتو الذي جمع بين ثريا حلمي وإسماعيل ياسين في مونولوغ (أنا كده طبعي كده)... والدويتو الذي جمع بين إسماعيل ياسين وشكوكو في مونولوغ (الحب بهدلة) و(الليل الليل اللي يا ميمون)... وغيرها.


خفة ظلّ المونولوغست هي رأس ماله، ويتحكم الشكل العام في توجيه الفنان إلى هذا النوع من الأداء، ويذكر أن إسماعيل ياسين (1912-1972) قدم إلى القاهرة من السويس وفي ذهنه أن يكون مطرباً عاطفياً، فكان مصيره أن أصبح مونولوغستاً لمدة عشر سنوات كاملة (1935-1945) قبل أن ينتقل إلى المسرح ثم إلى السينما ليكون واحداً من أعظم فناني الكوميديا عربياً.

اختار بعض الفناين لأنفسهم هيئة مميزة مثل عمر الجيزاوي (1917-1983) بهيئته الصعيدية ولكنته الخاصة، وهو صاحب مونولوغات شهيرة، مثل (اتفضل قهوة) و(آه يانا يا بوي) و(حاسب الفرامل)، وكذلك محمود شكوكو (1912-1985) بالجلباب البلدي الشهير والعصا، مبتكراً عروضاً خاصة بمصاحبة الأراجوز، ومن أشهر مونولوغاته التي بلغت أكثر من 600 مونولوغ: (ورد عليه وفل عليه) و(النبي يا جميل زعلان من إيه) و(تعالي لي يا بطة) و(أين تسهر هذا المساء).

وكان للمرأة وجود مميز حيث أطلقوا على ثريا حلمي (1923-1994) لقب (ملكة المونولوغ)، وهي التي غنت حوالى 300 مونولوغ.

اقرأ أيضاً: 27 عاماً على رحيل فريال كريم: زمرّد لبنان
المساهمون