الموصل: عشرات الأطفال والنساء تحت الأنقاض وسط معارك طاحنة

04 مايو 2017
خسائر كبيرة بصفوف القوات العراقية و"داعش" (هيمن بابان/الأناضول)
+ الخط -
شهدت معارك مدينة الموصل، اليوم الخميس، تطورات مهمة على مستوى القتال الدائر في المدينة منذ نحو سبعة أشهر، والوضع الإنساني فيها، لايزال العشرات، بينهم أطفال ونساء، عالقين تحت الأنقاض.

وباشرت، فجر الخميس، قوات عراقية مشتركة مؤلفة من نحو 20 ألف جندي عراقي، مدعومين بغطاء جوي أميركي كثيف ومدفعية تابعة لقوات التحالف، عملية التوغل في الأحياء الشمالية الغربية للموصل، وهي أحياء مشيرفة وحاوي الكنيسة والهرمات، في خطوة تؤكد البدء بالخطة العسكرية التي أعلنت مصادر عسكرية عراقية عنها، وتقضي بترك محور المدينة القديمة بعد تعذر اقتحامه ومحاولة الالتفاف عليه من الأحياء الشمالية.

ووفقا لمصادر عسكرية عراقية تحدثت لـ"العربي الجديد"، فقد تمكنت القوات العراقية المشتركة، وهي الجيش والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب وقوات الرد السريع، بقوة مجموعها نحو 20 ألف جندي، من السيطرة على أجزاء واسعة من حي مشيرفة، أحد المعاقل المهمة للتنظيم، كما سيطرت على بداية حي الكنيسة ومبنى محطة تصفية المياه، فضلا عن مبان حكومية مختلفة، وسط قصف جوي عنيف شهدته أغلب مناطق وخطوط التماس بين الجانبين، مؤكدة تسجيل خسائر كبيرة في صفوف القوات العراقية وعناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).


 

وخلال ذلك، أكدت مصادر محلية خاصة لـ"العربي الجديد" مقتل 50 مدنيا على الأقل، وجرح نحو 60 آخرين بقصف جوي ومدفعي طاول مدرسة في حي الفتح، تقيم بها عوائل فرت، باليومين الماضيين، من مناطق قتال مجاورة، فضلا عن منازل مدنيين بحي تموز والكنيسة.

وقال طبيب في الموصل، لـ"العربي الجديد"، إنه "لا يعرف عددهم بالتحديد، لكنهم أكثر من 50 قتيلا ونحو 60 جريحا".

وتابع: "هذا ما رصدناه، وهناك مناطق أخرى قصفت أيضا، وما يمكن تأكيده أن جثث الأطفال والنساء تحت أنقاض المنازل منذ ساعات".

ويأتي ذلك بعد ساعات على إعلان قائد الحملة العسكرية في الموصل، الفريق عبد الأمير يار الله، عن انطلاق عملية عسكرية باتجاه مواقع جديدة في الموصل، مؤكدا، في بيان، له أن القوات المشتركة ستقوم باقتحام أحياء الكنيسة ومشيرفة والهرمات.

وفي سياق متصل، أعلن قائد الشرطة الاتحادية العراقية، الفريق رائد شاكر جودت، اليوم الخميس، عن تمكن قواته من اقتحام قرية ومعمل للغاز في الجانب الأيمن للموصل، مؤكدا، في بيان، أن قطعات الرد السريع والفرقة الآلية بالشرطة الاتحادية تتقدم في منطقة حليلة باتجاه حي الهرمات.

وتسببت معركة الموصل، التي انطلقت في السابع عشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بسقوط آلاف القتلى والجرحى جراء القصف العشوائي الذي طاول الأحياء المكتظة بالسكان.

واستنكرت الأمم المتحدة، في وقت سابق، مقتل أعداد كبيرة من المدنيين في الجانب الغربي للموصل خلال الحملة العسكرية لاستعادة المدينة، داعية الأطراف المشاركة في الحملة إلى "توخي الحيطة والحذر"، لا سيما أن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) يستخدم المدنيين دروعا بشرية.