وتسجّل المواقع العربية عدة نقاط قوية تتمثل بوفرة المواقع الإلكترونية وغناها وتنوعها، من حيث الرسالة والمضمون، واشتداد التنافس بينها لجلب أكبر عدد من القراء عبر تقديم مواد ترضيهم وتجعلهم من المتابعين الدائمين لها، وذلك من خلال خلق نوع من النقاش وتبادل الآراء بين الرواد، إضافة إلى الزخم الذي أحدثته مواقع التواصل الاجتماعي من حيث التفاعلية.
في المقابل، هناك عدة عقبات وسلبيات تحد من تطور وانتشار المواقع العربية، أهمها صعوبة التسويق والحصول على تمويل كافٍ، إذ تعاني أغلبية المواقع الإلكترونية الإعلامية في العالم العربي من صعوبات مادية تتعلق بتسديد المصاريف والرواتب، وغيرها من الأمور التي تؤثر سلبا على عملها.
وتعتمد أغلبية المواقع على الإعلانات غير المباشرة التي تحتكرها شركة "غوغل" إلى جانب القليل من الإعلانات المباشرة، إلا أن مردودها لا يؤمن أكثر من عشرين بالمائة من المصاريف والرواتب، وهذا فقط في حالة ما إذا كان عدد زوار الموقع يتخطى المليون زائرا شهريا، أما إن كان عدد الزوار أقل فالحال أسوأ.
واضطرت مواقع كبرى إلى تغيير استراتيجية التمويل، منها موقع قناة "Mbc" أحد أكبر المواقع العربية، الذي فرض اشتراكا شهريا على رواده، فلا يمكن لأحد أن يشاهد برامج القناة الجديدة من دون دفع اشتراك شهري بقيمة 5 دولارات.
هذا وينصح الخبراء في عالم التسويق مؤسسي المواقع، بالوصول إلى حاجيات المستخدمين من خلال إدارة تسويقية تهتم بمستوى ومحتوى الموقع، على حد سواء، الأمر الذي من شأنه تسهيل اتخاذ القرار بخصوص الفئة المستهدفة في الموقع وملامسة المعايير المحددة لهذه الفئة، سواء كانت الرقعة الجغرافية، السن، المستوى التعليمي، أو الطبقة الاجتماعية، ويتم ذلك من خلال قياس زواره ودرجة اهتمام شركات الإعلان به.
ولم تعد المشكلة اليوم في أن نطلق موقع ما، بل صارت المشكلة "كيف نستطيع تسويق هذا الموقع؟"، لأنه في حال لم نستطع النجاح في تسويقه، فمن المؤكد ستكون النتائج فاشلة، لهذا ينصح مختصون مؤسسي الموقع الإلكتروني بوضع استراتيجية ترويج واضحة، تبين قنوات التواصل التي تعرف بالموقع قبل إنشائه، وتتابعه في أثناء عمله، وتسوق رسائله.
اقرأ أيضاً: حارب "داعش" على فيسبوك... واكسب إعلانات مجانية