سارع "متحف محمد السادس" في الرباط إلى نفي ممارسته أي نوع من الرقابة على عمل للفنان المغربي منير فاطمي يحمل عنوان "في مواجهة الصمت"، وهو تجهيز فني مؤلف من صورة بالأبيض الأسود، يجمع الملك الراحل الحسن الثاني بالزعيم اليساري المختفي المهدي بن بركة وشريط فيديو عن هذا الأخير.
وكان فاطمي، المقيم في باريس، احتجّ على غياب عمله من أروقة المتحف يوم تدشينه (السابع من الشهر الجاري) الذي حضره الملك المغربي محمد السادس. بعد ذلك بثلاثة أيام، أعادت إدارة المتحف وضع التجهيز في المكان المخصص له، لكن من دون شريط الفيديو الذي يشكل جزءاً أساسياً منه.
وعلّلت إدارة المتحف فعلتها بعدم توفر جهاز فيديو من نوع "بلو راي" لديها، الأمر الذي استغربه الفنان بشدة، ملمّحاً إلى أن الأمر يتعلق برقابة على عمله، وأن 15 عشر يوماً مرّت من دون أن يحاول المتحف تدارك هفوته، إن كانت بالفعل هفوة غير مقصودة.
بعد ساعات قليلة من مطالبة فاطمي، عبر صفحته في فيسبوك، إدارة المتحف بتبرير هذه "المعاملة الخاصة" لعمله الفني، بادرت الإدارة، أمس الأربعاء، بتشغيل الفيديو، ليكتمل التجهيز لأول مرة، وتُتاح للزوار مشاهدته كاملاً.
يشار إلى أن "في مواجهة الصمت" عمل فني أنجزه فاطمي عام 2002 تكريماً لذكرى المهدي بن بركة، الزعيم اليساري المغربي الذي اختطفه مجهولون في 29 تشرين الأول/ أكتوبر عام 1965 من أمام مطعم "ليب" في الدائرة الخامسة في باريس، ولم يُعثر على جثته حتى الآن. وكان الفنان قد اشتغل على تحديث عمله هذا خصيصاً لعرضه في "متحف الفن المعاصر" في الرباط.
على أي حال، يعلّل كثيرون سبب اختفاء هذا العمل الفني، الذي يُظهر بن بركة في المقعد الخلفي لسيارة الحسن الثاني، برغبة المتحف في عدم إحراج ابنه، الملك محمد السادس، أثناء حضوره التدشين.